العسكريون والمعلمون بين مطرقة التهميش وسندان الفساد: نضال في زمن المتاجرة بالمصائر
منذ اندلاع الحرب في اليمن، يعيش البلد حالة من الانقسام السياسي والإداري والاقتصادي غير المسبوق. في الشمال، تسيطر جماعة الحوثي على صنعاء ومناطق واسعة، بينما تتولى المناطق الجنوبية إدارة المجلس الانتقالي الجنوبي وسط تحديات أمنية واقتصادية معقدة.
ورغم اختلاف القوى المسيطرة في الشمال والجنوب، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو معاناة المواطنين، لا سيما العسكريين والمعلمين، الذين يواجهون تهميشًا ممنهجًا وغيابًا شبه كامل للحقوق الأساسية.
—
الوضع في الشمال: سلطة الحوثيين وتفاقم الأزمات
الاقتصاد المتهالك وضرائب بلا حدود
يسيطر الحوثيون على معظم مناطق الشمال، حيث فرضوا نظامًا اقتصاديًا يعتمد على الجبايات والإتاوات التي تموّل مجهودهم الحربي على حساب معيشة المواطنين.
يقول أحد التجار في صنعاء:
“ندفع ضرائب على كل شيء، حتى البضائع التي دخلت سابقًا تُفرض عليها ضرائب جديدة عند إعادة توزيعها. لا نعرف كيف نعيش، والأسعار ترتفع يومًا بعد يوم، بينما المرتبات مقطوعة منذ سنوات.”
وفقًا لتقارير اقتصادية محلية، فإن الضرائب والإتاوات المفروضة من قبل الحوثيين زادت بنسبة 300% منذ عام 2016، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق، وسط انعدام أي رقابة حكومية.
القمع السياسي وإسكات الأصوات المعارضة
لم يقتصر الأمر على التدهور الاقتصادي، بل امتد إلى قمع الحريات وإسكات أي صوت معارض.
يقول ناشط سياسي من صنعاء:
“الحديث عن التغيير أصبح جريمة. أي شخص يعترض يُتهم بالخيانة، وربما يختفي تمامًا. الناس يعيشون في خوف دائم.”
التعليم.. أداة سياسية لتجهيل الأجيال
تحول التعليم في الشمال إلى وسيلة لبث الأيديولوجيا الحوثية، حيث تم تغيير المناهج الدراسية، وإجبار الطلاب على حضور محاضرات سياسية.
تقول معلمة في إحدى مدارس صنعاء:
“الطلاب يُجبرون على حضور خطب سياسية بدلاً من الدروس، والمناهج يتم تعديلها لخدمة فكر الجماعة. نحن أمام عملية تجهيل منظمة.”
تشير إحصائيات محلية إلى أن أكثر من 3 ملايين طالب يمني تأثروا بانقطاع التعليم أو تدهوره منذ بداية الحرب.
—
الوضع في الجنوب: تحديات المجلس الانتقالي والغضب الشعبي
وجود رشاد العليمي في السلطة خطر على الجنوب
يُجمع كثير من الجنوبيين على أن استمرار رشاد العليمي في السلطة يمثل خطرًا على مستقبل الجنوب، خصوصًا مع تاريخه في عرقلة حقوق العسكريين الجنوبيين.
عسكريون جنوبيون يتحدثون عن معاناتهم في ظل وجود العليمي، حيث يقول أحد الجنود:
“وجود رشاد العليمي في السلطة سيزيد من سوء أوضاع العسكريين في الجنوب. ترقياتنا توقفت منذ عام 2010، ولم يكن هناك أي إصلاح عسكري حقيقي. لدينا أفراد خدموا لأكثر من 20 عامًا، لكنهم ما زالوا برتب جنود أو عرفاء. هذا ظلم واضح، ويجب أن يتوقف.”
المرتبات المتوقفة والتدهور المعيشي
الجنود الجنوبيون ليسوا وحدهم في المعاناة، حيث يعاني المعلمون أيضًا من تهميش ممنهج.
تقول إحدى المعلمات من عدن:
“هناك خطط ممنهجة لتجهيل الأجيال، المدارس تُغلق، والمعلمون بلا رواتب. كيف يمكننا بناء مستقبل في ظل هذه الظروف؟”
وفقًا لإحصائيات وزارة التربية والتعليم في عدن، فإن أكثر من 70% من المعلمين لم يتقاضوا رواتبهم بانتظام منذ عام 2018، مما أدى إلى إغلاق مئات المدارس في الجنوب.
الخدمات المتدهورة والغضب الشعبي
رغم سيطرة المجلس الانتقالي على عدن، إلا أن الخدمات الأساسية لا تزال في وضع كارثي.
يقول أحد سكان عدن:
“الكهرباء تنقطع بالساعات، المياه شحيحة، وأسعار المواد الغذائية نار، بينما المسؤولون يتحدثون عن إنجازات لا نراها على الأرض.”
التحديات السياسية والضغوط الخارجية
يواجه المجلس الانتقالي ضغوطًا كبيرة، سواء من الداخل بسبب المطالب بتحسين الأوضاع، أو من الخارج بسبب التجاذبات السياسية.
يعلق محلل سياسي جنوبي:
“الجنوب لديه فرصة تاريخية لاستعادة دولته، لكن هذا لن يحدث إلا إذا استطاع المجلس الانتقالي تقديم نموذج حكم ناجح. الناس بحاجة إلى أفعال، وليس مجرد خطابات سياسية.”
—
خاتمة: هل هناك أمل؟
ما بين الشمال والجنوب، يعاني اليمنيون من وضع سياسي واقتصادي متأزم، حيث لا يبدو أن الحلول قريبة.
لكن يبقى السؤال الأهم:
هل سيتمكن اليمنيون، شمالًا وجنوبًا، من فرض واقع جديد عبر تحرك شعبي يضغط من أجل التغيير، أم أن الأوضاع ستظل كما هي، في انتظار انفراجة قد لا تأتي قريبًا؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.