المفكر الإسلامي المشهور في رحاب جامعة عدن بمنهجيته الوسطية.. وأفكاره التجديدية


علاء أحمد بدر/ محمد رائد محمد:

في الندوة العلمية الدولية للمفكر الإسلامي العلامة د. أبوبكر العدني المشهور

– كيف تستفيد الأمة من تراث علمائها في معالجة تحديات الواقع ومشكلاته؟

– الحبيب المشهور في رحاب جامعة عدن بمنهجيته الوسطية.. وأفكاره التجديدية

– رئيس جامعة عدن : كل خريج جامعي هو سفير للوسطية والاعتدال في منطقته

– وكيل العاصمة عدن : نأمل أن تُـنشر مخرجات الندوة العلمية لتجنيب الشباب الغلو وإبعادهم عن التطرف

– رئيس مجلس أمناء جامعة الوسطية : واجب الجامعات استنهاض روح التجديد المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف

– نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين لـ”الأيام”: نعتزم إقامة فعالية دينية يشارك فيها رجال العلم الشرعي الوسطي

– عميد كلية الآداب بجامعة عدن : تم تكريم العلامة أبو بكر العدني بدكتوراه فخرية من جامعة عدن بالعام 2013م

إن الشعوب اليوم تفتقر إلى البوصلة الصحيحة في جانب التربية والنشئ، وهما أساسان ركيزان في حياة الإنسان المسلم، حيث دعا إليهما القرآن الكريم وكذا السنة النبوية المطهرة.

وكان هذا الخلل في فقدان القدوة الصالحة والمؤثرة تأثيرًا إيجابيًا بحيث يفهم الطفل والشاب أهداف هذه الحياة ومقاصد وجودها فلا تضيع الأعمار هباءًا بلا ضبط وبدون ترتيب.

وخلال التغطية الصحفية لوقائع الندوة العلمية والتي نظمتها جامعتا (عدن، والوسطية الشرعية) بحضور “الأيام” واحتضنتها قاعة كلية الآداب في مديرية خور مكسر صباح الخميس 23 رجب 1446هـ الموافق 23 يناير 2025م بحضور جمع كبير من النخب الدينية والسياسية والأكاديمية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية وكانت تحت شعار (من أجل الاستفادة من تراث علماء الأمة في معالجة تحديات الواقع ومشكلاته) تحدث عدد ممن التقتهم الصحيفة عن دور الداعية والمفكر الإسلامي العلامة أبو بكر بن علي المشهور -رحمه الله تعالى- من خلال تجديده الفكري والمعرفي في مشروعه الذي طرحه بالمرحلة المعاصرة عبر فقه التحولات كرؤية تجديدية لمعالجة أزمات الفكر التاريخي والعقدي والسياسي والتربوي.

وأشار المتحدثون إلى أن المشهور قعَّـد لرؤيته التجديدية بواسطة منهجه لهذه الرؤية (فقه التحولات) ووضع الناس أمام خمسة من العلوم التي عالج كل علم منها تحولات سلبية أثَّـرت على العقل الإسلامي والإنساني تأثيرًا سلبيًا، فورَّثت أزمات وأبرزت إلى الواقع إشكالات معرفية وفكرية وسلوكية وتاريخية، وتعاملت مع متغيرات الحياة ومستجداتها تعاملاً سلبيًا لغياب المنهجية التجديدية الشرعية في تقييم المراحل وتاريخها ومستجدات العصر.

وفي هذا الصدد قال لـ “الأيام” رئيس جامعة عدن الأستاذ د. الخضر ناصر لصور “يسرنا في جامعة عدن أن نشارك مع جامعة الوسطية الشرعية في تنظيم هذه الندوة العلمية للعلامة والمفكر أبو بكر العدني بن علي المشهور، حيث أسهم إنتاجه الفكري الغزير والمتمثل في مؤلفاته العلمية ومحاضراته التنويرية خلال ربع قرن من الزمن، وهي المدة التي شهدت اشتداد الصراع الفكري ونمو التطرف بسبب جملة من التحولات التي عاشها عالمنا المعاصر، حيث اعتكف على قراءة متعمقة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ليبحث من خلاله مداخل أساسية لمراجعة كثير من قضايا الفكر في مواجهة التحديات المعاصرة، فجاء بمؤلفاته العلمية التي حملت منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي لتكشف لنا أهمية الإسلام في حياتنا اليومية والذي يدعو إلى الاعتدال والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، في الوقت الذي نأى كثير من المفكرين الإسلاميين عن طرح هذه المسائل لأسباب عديدة منها: الفكر المتطرف والوقوف الجامد عند النص”.

وأضاف رئيس جامعة عدن قائلاً “إن مؤلفات العالِـم الجليل ومحاضراته التنويرية التي انطلقت من إعادة صياغة التربية بحيث تكتسب موائمة بين التربية من الناحية الفكرية وممارسة السلوك.

وأكد رئيس الجامعة أن المشهور قام بتأسيس عددًا من الأربطة والمراكز التعليمية في الوطن وخارجه والتي التحق فيها آلاف الطلاب لتعليم الدين والقيم التربوية الإسلامية، وتخرَّج منها الكثير من الطلاب ليلتحقوا في عددٍ من الجامعات بالداخل والخارج في شتى التخصصات.

وأضاف الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور أن تلك الكوكبة من الطلاب كانت أنموذجًا في السلوك والمثابرة على العلم، والالتزام بقيم الإسلام الحنيف، لِـيُـتوِّج العلامة المشهور عمله هذا بالارتقاء إلى مراحل التعليم العالي فأسَّـس جامعة الوسطية الشرعية التي تحمل عنوان منهجه العلمي (الوسطية) والذي ينطلق من قاعدة (لا إفراط ولا تفريط).

من جانبه تحدث لـ “الأيام” رئيس مجلس الأمناء بجامعة الوسطية الشرعية الأستاذ عبدالرقيب أحمد العطاس قائلاً “إن الأمم والشعوب لا تتقدم ولا تصل إلى ريادتها إلا من خلال أعلامها الذين يصيغون بأفكارهم ومشروعاتهم معالم النهوض ويضيؤون بها عتمة المراحل، ولا تتجاوز الشعوب المراحل الصعبة ولن تتقدم باتجاه المستقبل إلا بوعي نوراني تضيء أشعته من أفكار مفكريها ونحن أمة الإسلام يستمد علمائها نورانيتهم من نور الوحي المنزل على آخر نبي مرسل محمد صلى الله عليه وسلم.

وأفاد العطاس أن الأمة بحاجة إلى العلم والتعليم والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل على مد جسور وأواصر جمع الأمة على القواسم المشتركة وبث معاني السلام والأمن وإشاعة روح الألفة والمحبة، مردفًا أن الندوة العلمية تضمنت أهم قضية عمل من أجلها وهو نشر منهجية الإسلام القائمة على الوسطية الشرعية، والتي تستمد معانيها من التراث العلمي والعملي والدعوي والفكري والنوراني عن العلامة أبو بكر المشهور، وهو ما يحتاجه السواد الأعظم من الناس وحاجتهم لروح التجديد والإبداع لصناعة مشروع نهضوي للأمة.

وخلال تصريحه الخاص حيَّـا فضيلة الأستاذ عبدالرقيب أحمد العطاس جامعة عدن على مساهمتها ومشاركتها الفاعلة مع جامعة الوسطية الشرعية في شتى المجالات خدمًة للمجتمع والأمة، لافتًا إلى أنه من أهم الواجبات التي تقع على عاتق الجامعات ومؤسسات التربية والتعليم.

إلى ذلك قال وكيل العاصمة عدن الدكتور رشاد شائع “إن هذه الندوة تميَّـزت باستعراض المنهج الوسطي لمؤسس جامعة الوسطية الشرعية العلامة أبو بكر العدني المشهور رحمة الله عليه، وقد استمعنا لعدد من الكلمات التي تمحورت حول منهجه الذي ورَّثه” آملاً أن تنشر مخرجات الندوة العلمية بين أوساط الشباب لتجنيبهم الغلو في الأفكار ولتبعدهم عن التطرف.

وحول اهتمام السلطة المحلية في العاصمة عدن بعقد مثل هذه الفعاليات الدينية أكد الدكتور رشاد شائع أن مشاركته تأتي نيابًة عن وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، كون السلطة المحلية معنية بكل بمختلف أنواع النشاطات لا سيما منها الدينية والثقافية والتي تعود بالنفع على كل أطياف المجتمع.

وبيَّـن وكيل العاصمة عدن أن شريحة واسعة من الناس بحاجة ماسة إلى مثل هذه الندوات خصوصًا في ظل هذه الأوضاع التي يعيشها الناس والتي ستفيد المواطنين في كثير من الجوانب سواءًا أكانت اقتصادية أو اجتماعية، شاكرًا جامعة عدن ممثلًة برئيسها الأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور على تنظيم هذه الندوة وكل من أسهم في إنجاح هذه الفعالية.

وكانت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين قد شاركت في فعاليات الندوة العلمية ممثلًة بنقيب النقابة الأستاذ عيدروس باحشوان والذي أوضح أن انعقاد هذه الندوة العلمية المهمة يأتي في سياق اهتمام جامعتا عدن والوسطية الشرعية بتقديم المؤلفات والمباحث للمفكر الإسلامي العالمي الحبيب أبو بكر العدني المشهور، مضيفًا أن أوراق العمل المقدمة إلى الندوة البحثية غنية بالاتجاهات التي رسم ملامحها المشهور، وهو غني عن التعريف، ولديه بصمات كبيرة في المدرسة الأبوية بالنهج الوسطي وهو ما تسعى إليه نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عبر تعزيز وتقوية نواصي المنهج الوسطي بعيدًا عن التطرف والتخوين والتجريم والتي تم التأكيد على ذلك خلال مجريات الندوة.

وأكد النقيب باحشوان أن نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تبتغي هذا الفكر عبر إقامة العديد من النشاطات، مع العزم على تخصيص فعالية في هذا الاتجاه بإذن الله تعالى ويتم استضافة عدد من تلامذة ورجال العلم الشرعي الوسطي.

من جانبٍ آخر قال عميد الكلية الأستاذ الدكتور جمال محمد الحسني “نحن اليوم في زمن يقتضي الابتعاد عن التزمُّـت والشطط في السلوك، ومثل هذه الفعاليات الداعية إلى الاعتدال في الفكر نُـرحِّـب به ونسعد في كلية الآداب أن نستضيفها”.

وأشار د. جمال الحسني إلى أنه وانطلاقًا من الإيمان بالعلم والعلماء فقد قامت جامعة عدن بتكريم العلامة أبو بكر العدني المشهور في العام 2013م بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية كونها مؤسسة جامعية أكاديمية بحثية، وذلك تقديرًا لإنتاجه الفكري الذي شكَّـل نقطة مضيئة في سماء المعرفة، متابعًا أنه بهذه الطريقة تحتفي الأمم بالعلماء وتُـنَـشِّـط أفكارهم وهم الذين أسهموا بنهضة الأمة وتقدمها، ومن أمثال هذا العالِـم الجليل يعيش بين الناس بأفكاره والتي تجعل منه منارًا يهتدي به الناس.

ولفت عميد كلية الآداب إلى أن الندوة رعاها دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك ومجلس الموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية ونظمتها جامعة عدن ممثلًة بالأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور، ورئاسة جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية، وحضرها عدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين لتوضيح فكرة العلامة المشهور.

وكانت الندوة العلمية قد شملت إقامة جناح لفقه التحولات، وآخر للعلماء المسلمين، بالإضافة إلى معرض خاص لعرض كل ما يتعلق بحياة العلامة أبو بكر العدني بن علي المشهور، أفاد رئيس لجنة العلاقات العامة في الندوة الفكرية محسن عبدالقادر الحامد أن المعرض تناول عدد من الأفكار التنويرية وعكس الرسالة الوسطية والتي كان يمثلها الشيخ أبو بكر العدني، وجال الحاضرون في أقسام المعرض وشاهدوا الإسهامات التي قام بها العلماء المسلمون وتحديدًا الاختراعات والاكتشافات التي مهَّـدت للثورة الصناعية والتقدم العلمي الحديث.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى