الانتقالي تحت النار.. ولكن ماذا عن جلادي الأمس؟
ملفـات وتقـاريـر
الانتقالي تحت النار.. ولكن ماذا عن جلادي الأمس؟
منذ أن تسلم المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية حماية الجنوب، وهو يتلقى وابلًا لا ينقطع من النقد والاتهامات، وكأنه وُلد وفي يده عصا سحرية قادرة على حل كل مشكلات الماضي والحاضر والمستقبل في يوم واحد.
كل صغيرة وكبيرة، من انقطاع الكهرباء إلى زحمة المواصلات، يتم تعليقها على شماعة الانتقالي.
ولكن دعونا نتوقف قليلًا ونسأل: أين كان هذا النقد الحاد يوم كان الجلادون الحقيقيون يعبثون بالجنوب؟
عندما كان السحل عادة يومية:
هل تذكرون أيام الأمن المركزي، عندما كانت الشوارع تشهد “حفلات” الدهس والسحل، وحين كانت كلمة اعتراض تعني تذكرة ذهاب بلا عودة؟
أين كانت الأقلام الناقدة حينها؟
لماذا لم نسمع تلك الأصوات ترتفع احتجاجًا على سياسات الاحتلال؟
ربما كان الخوف حينها يُغلق الأفواه، أما اليوم فالحرية التي جاء بها الانتقالي تُستخدم كأداة لضربه، وكأن الحرية نفسها أصبحت متهمة!
الخدمات والذاكرة القصيرة:
نعم، الخدمات ليست على ما يرام. الكهرباء ضعيفة، المياه تتأخر، المرتبات تتعثر. ولكن هل نسيتم من أوصل الجنوب إلى هذا الحال؟
ثلاثون عامًا من النهب الممنهج، حيث كانت ثروات الجنوب تُسرق علنًا، ولم يكن أحد يجرؤ على السؤال.
والآن، عندما يحاول الانتقالي البناء وسط هذه الفوضى، يصبح هو المسؤول عن كل شيء؟
جلادو الأمس أصبحوا “ملائكة”؟
المفارقة الكبرى أن البعض بدأ يتحدث عن جلادي الأمس وكأنهم كانوا رجال دولة يُحتذى بهم. يتغنون بـ”النظام” الذي كان سائدًا في زمنهم، متجاهلين تمامًا أن هذا “النظام” كان قمعيًا وسلطويًا.
كيف يمكن أن تُصبح الذاكرة قصيرة إلى هذا الحد؟ كيف يمكن أن يُغفر للجلاد، بينما يتم جلد الحامي؟
النقد حق.. ولكن!
لا أحد يقول إن الانتقالي فوق النقد. بالعكس، النقد البناء ضروري لأي قيادة. ولكن ما نراه اليوم ليس نقدًا، بل جلدًا وتشويهًا بلا هوادة.
إذا أخطأ فرد في الانتقالي، يتم تعميم الخطأ على المجلس بأكمله٬ وإذا حاول المجلس اتخاذ خطوة إيجابية، تُقابل بالتشكيك والسخرية. فهل هذا نقد أم تصفية حسابات؟
الانتقالي ليس بلا عيوب:
نعم، الانتقالي ليس كيانًا مثاليًا، ومن الطبيعي أن تحدث أخطاء في أي تجربة سياسية جديدة.
ولكن من غير المنطقي أن تُحمّل قيادة الجنوب الحالية مسؤولية عقود من الفساد والنهب. الانتقالي ورث تركة ثقيلة، ويحاول السير وسط ألغام سياسية واقتصادية واجتماعية، ومع ذلك لا يتوانى عن الدفاع عن الجنوب وحمايته من الإرهاب والاحتلال.
البديل.. أم العودة إلى الوراء؟
إذا كان البعض يرى أن الانتقالي فاشل، فما هو البديل؟
هل يريدون العودة إلى قبضة الجلادين؟
أم يتوقون إلى “رجال الدولة” الذين نهبوا ثروات الجنوب وأذلوا أهله؟ أم ربما يريدون تجربة جديدة من القمع والسحل؟
ختامًا:
الانتقالي تحت النار اليوم، ولكن يجب أن نتذكر أن النقد الهدام لا يبني وطنًا٬ ذا كنا نبحث عن مستقبل أفضل للجنوب، فعلينا أن نعمل معًا، ندعم عندما يكون الدعم مطلوبًا، وننتقد عندما يكون النقد ضروريًا، ولكن بعدل وإنصاف.
أما أن نحول الحامي إلى متهم، والجلاد إلى مالك، فهذه وصفة أكيدة للدمار.
فكروا قليلًا قبل أن تطلقوا سهامكم، فربما أصابت الجنوب نفسه!
رأيكم يهــمنا
منذ أن تسلم المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية حماية الجنوب، وهو يتلقى وابلًا لا ينقطع من النقد والاتهامات، وكأنه وُلد وفي يده عصا سحرية قادرة على حل كل مشكلات الماضي والحاضر والمستقبل في يوم واحد.
كل صغيرة وكبيرة، من انقطاع الكهرباء إلى زحمة المواصلات، يتم تعليقها على شماعة الانتقالي.
ولكن دعونا نتوقف قليلًا ونسأل: أين كان هذا النقد الحاد يوم كان الجلادون الحقيقيون يعبثون بالجنوب؟
عندما كان السحل عادة يومية:
هل تذكرون أيام الأمن المركزي، عندما كانت الشوارع تشهد “حفلات” الدهس والسحل، وحين كانت كلمة اعتراض تعني تذكرة ذهاب بلا عودة؟
أين كانت الأقلام الناقدة حينها؟
لماذا لم نسمع تلك الأصوات ترتفع احتجاجًا على سياسات الاحتلال؟
ربما كان الخوف حينها يُغلق الأفواه، أما اليوم فالحرية التي جاء بها الانتقالي تُستخدم كأداة لضربه، وكأن الحرية نفسها أصبحت متهمة!
الخدمات والذاكرة القصيرة:
نعم، الخدمات ليست على ما يرام. الكهرباء ضعيفة، المياه تتأخر، المرتبات تتعثر. ولكن هل نسيتم من أوصل الجنوب إلى هذا الحال؟
ثلاثون عامًا من النهب الممنهج، حيث كانت ثروات الجنوب تُسرق علنًا، ولم يكن أحد يجرؤ على السؤال.
والآن، عندما يحاول الانتقالي البناء وسط هذه الفوضى، يصبح هو المسؤول عن كل شيء؟
جلادو الأمس أصبحوا “ملائكة”؟
المفارقة الكبرى أن البعض بدأ يتحدث عن جلادي الأمس وكأنهم كانوا رجال دولة يُحتذى بهم. يتغنون بـ”النظام” الذي كان سائدًا في زمنهم، متجاهلين تمامًا أن هذا “النظام” كان قمعيًا وسلطويًا.
كيف يمكن أن تُصبح الذاكرة قصيرة إلى هذا الحد؟ كيف يمكن أن يُغفر للجلاد، بينما يتم جلد الحامي؟
النقد حق.. ولكن!
لا أحد يقول إن الانتقالي فوق النقد. بالعكس، النقد البناء ضروري لأي قيادة. ولكن ما نراه اليوم ليس نقدًا، بل جلدًا وتشويهًا بلا هوادة.
إذا أخطأ فرد في الانتقالي، يتم تعميم الخطأ على المجلس بأكمله٬ وإذا حاول المجلس اتخاذ خطوة إيجابية، تُقابل بالتشكيك والسخرية. فهل هذا نقد أم تصفية حسابات؟
الانتقالي ليس بلا عيوب:
نعم، الانتقالي ليس كيانًا مثاليًا، ومن الطبيعي أن تحدث أخطاء في أي تجربة سياسية جديدة.
ولكن من غير المنطقي أن تُحمّل قيادة الجنوب الحالية مسؤولية عقود من الفساد والنهب. الانتقالي ورث تركة ثقيلة، ويحاول السير وسط ألغام سياسية واقتصادية واجتماعية، ومع ذلك لا يتوانى عن الدفاع عن الجنوب وحمايته من الإرهاب والاحتلال.
البديل.. أم العودة إلى الوراء؟
إذا كان البعض يرى أن الانتقالي فاشل، فما هو البديل؟
هل يريدون العودة إلى قبضة الجلادين؟
أم يتوقون إلى “رجال الدولة” الذين نهبوا ثروات الجنوب وأذلوا أهله؟ أم ربما يريدون تجربة جديدة من القمع والسحل؟
ختامًا:
الانتقالي تحت النار اليوم، ولكن يجب أن نتذكر أن النقد الهدام لا يبني وطنًا٬ ذا كنا نبحث عن مستقبل أفضل للجنوب، فعلينا أن نعمل معًا، ندعم عندما يكون الدعم مطلوبًا، وننتقد عندما يكون النقد ضروريًا، ولكن بعدل وإنصاف.
أما أن نحول الحامي إلى متهم، والجلاد إلى مالك، فهذه وصفة أكيدة للدمار.
فكروا قليلًا قبل أن تطلقوا سهامكم، فربما أصابت الجنوب نفسه!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صوت الشعب , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صوت الشعب ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.