بقرة تقف على قبر العجوز التي ربتها في الضالع
الحيوانات تحمل في طياتها مشاعر وخصال تجعلها أقرب للإنسان مما قد نتوقع. ومن أبرز هذه الخصال الوفاء، الذي يتجلى في كثير من المواقف التي ترويها لنا الحياة اليومية، مما يجعلنا نتأمل ونستلهم دروسًا في الإخلاص والمحبة.
قصة اليوم تأتي من الضالع مديرية الأزارق منطقة حمادة بندل علي تحديدًا في مقبرة عرشة، حيث عاشت عجوز مع بقرتها التي أولتها اهتمامًا ورعاية فائقة. كانت البقرة تشعر بحب هذه السيدة ورعايتها الدائمة، وارتبطت بها ارتباطًا عميقًا، كأنما بينهما لغة خاصة تتجاوز الكلمات.
شاءت الأقدار أن ترحل هذه العجوز عن الدنيا، ليخيم الحزن ليس فقط على أهلها وأقاربها، بل حتى على بقرتها التي توقفت عن الأكل وأظهرت علامات واضحة للحزن. وكأنها أدركت غياب صاحبتها، فقد شعرت بفقدانها رغم كونها مجرد حيوان، لكنها كانت تحمل في قلبها إخلاصًا عظيمًا.
في محاولة لإعادة الأمور إلى طبيعتها، فكرت ابنة السيدة الراحلة بخدعة لعلها تعيد البقرة إلى حظيرتها. ارتدت ملابس والدتها أملًا أن تخدع البقرة فتظن أن صاحبتها قد عادت. ولكن البقرة، بفطرتها وصدق مشاعرها، رفضت الانخداع. كشرت عنها وأصدرت أصواتًا حزينة تعبر عن رفضها لهذا التصرف.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد إدخالها الحظيرة، قفزت البقرة هاربة وتوجهت مباشرة إلى المقبرة، حيث وقفت عند قبر صاحبتها، وكأنها تلقي وداعًا أخيرًا أو تبحث عن الراحة بقربها.
هذه القصة الحقيقية ليست من نسج الخيال، بل هي شهادة حية على وفاء الحيوان الذي يرسل دروسًا عظيمة لكل من فقد الوفاء في تعامله مع الآخرين. إنها تذكرنا بأن الإخلاص والحب الصادق لا يُثمران إلا وفاءً وبذلًا.
لنتعلم من هذه البقرة درسًا عظيمًا: أن التعامل برفق ولين مع الآخرين، سواء كانوا بشرًا أم حيوانات، يترك أثرًا عميقًا في النفوس، ويجعل الوفاء والإخلاص رديفين للحب الصادق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.