هل يشهد عام 2025 نهاية الحروب والتوصل لتسويات؟

انتهت سنة 2024 التي كانت مثخنة بالصراعات والحروب، من غزة والسودان في الشرق الأوسط إلى أوكرانيا في أوروبا، إلى التهديدات بحرب نووية بين روسيا والناتو، والصراعات بين العملاقين، الولايات المتحدة والصين.

وبدأت السنة الجديدة 2025 تحمل آمالاً جديدة بتحقيق السلام، مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والتأثير الكبير المتوقع لسياسته الخارجية على الشؤون الدولية. فهل ستكون حاسمة لإنهاء الحروب والتوصل إلى تسويات اعتماداً على الضغوط التي تمارسها واشنطن، لا سيما أن منطق الحرب أو الحل العسكري لم يعد مجدياً؟

سكان قطاع غزة كانوا يأملون في انتهاء الحرب عام 2024 لكن اشتدت ضراوتها على مدار العام، وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. والمفارقة أنه في حين يعول اليمين الإسرائيلي على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لاستمرار الحرب فإن الفلسطينيين والعالم يأملون أن يكون تسلم ترامب لمهامه في 20 يناير الجاري بداية النهاية لهذه الحرب.

هدنة

التصريحات الأمريكية وتصريحات الوسطاء والحراك الدولي في المنطقة يشير إلى أنَّ غزة قد تشهد قريباً هدنة إنسانية أو وقفاً لإطلاق النَّار على غرار ما حدث في لبنان. ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام القادمة، لكن من خلال اتفاق جزئي لن يؤدي إلى وقف شامل للحرب في ظل تعقيدات الموقف الميداني والسياسي. ومن المرتقب أيضاً أن تشهد غزة تنفيذ المرحلة الأولى فقط من الاتفاق، التي تتضمن تبادلاً محدوداً للأسرى ووقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، لا سيما أن نتانياهو يُريد للمفاوضات أن تظل تدور في دائرة مفرغة لا نهاية لها أملاً في تحقيق أطماعه السياسية.

الرئيس الأمريكي جو بايدن كان يسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ولكنه فشل في توظيف نفوذ الولايات المتحدة بفاعلية لإلزام نتانياهو بوقف التصعيد، لكن ترامب تحدث في أكثر من مناسبة عن سعيه لإيقاف الحرب في غزة، وهو أمر مُتوقَّع أن يحدث، خصوصاً أنه يؤمن بنهج «الصفقات» التي تعني تنازلات.

اختبار

من جهة أخرى، لا تزال الحرب في أوكرانيا تمثل اختباراً حاسماً للنظام الدولي في وقت تزداد الضغوط السياسية والاقتصادية على روسيا وأوكرانيا والداعمين الدوليين، حيث إن الوضع في ساحة المعركة لا يوجد فيه منتصر ولا منهزم، وباتت نتيجة المعركة تعتمد، أكثر من أي وقت مضى، على القرارات السياسية التي يتم اتخاذها على بعد أميال من مركز الصراع، لا سيما أن الحرب كبدت موسكو وكييف خسائر بشرية ومادية كبيرة.

كما تحتاج أوكرانيا إلى التمويل والدعم العسكري الغربيين لإبقائها في الحرب خلال هذا العام بعدما أعطتها الولايات المتحدة الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى زودتها بها ضد روسيا، لكن ترامب عكس بايدن سيقيد المساعدات العسكرية لكييف، حيث أكد أكثر من مرة أنه لو كان في سدة الحكم لما اندلعت هذه الحرب، ملقياً باللوم على إدارة بايدن في التعامل مع هذه الأزمة، مشدداً على أنه لا يخطط لبدء الحروب، بل لإنهائها.

لذلك فمن غير المستبعد أن يتم تحديد المسار العسكري لتسوية الصراع في موسكو وكييف وواشنطن وبروكسل أكثر من تحديده في كورسك وأفدييفكا، علماً أنه مع اندلاع الحرب أوحى الرئيس الروسي بوتين بأنّ الحرب ستكون سريعة وحاسمة، لكن مع مرور الوقت باتت تتحوّل إلى مستنقع يستنزف كافة الدول المنخرطة فيها.

تنازلات

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف عن خطط لـ«توسيع» قواعد استخدام الأسلحة النووية، بشكل يسمح لروسيا باللجوء إليها في حال تعرّضها لهجوم جوي «مكثّف»، لكن يشير البعض إلى أن التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية في الأساس ضمن الابتزاز السياسي، ولن تكون لدى بوتين مصلحة في اتخاذ إجراء عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، بل يسعى للحصول على تنازلات أو تسوية تضمن له الحفاظ على المكاسب المحققة في أوكرانيا.

أما في السودان فالحرب المستمرة منذ عشرين شهراً لم تسفر عن انتصار أي طرف، بل عمقت معاناة الشعب السوداني، في ظل تفشي المجاعة واتساع المأساة الإنسانية. فهل ستؤثر هذه العوامل في تحقيق السلام وإعادة بناء السودان على أسس جديدة، تتجاوز الحروب والانقسامات؟

ولا شك أن هناك جهوداً إقليمية ودولية على مدار شهور عام 2024 تبذل من أجل التوصل إلى سلام. حيث إن هناك حاجة إلى وقف إطلاق نار ينهي إراقة الدماء، ويمهد الطريق لاتفاق تفاوضي وعملية سياسية يقودها السودانيون بما يحافظ على وحدة السودان.

وغني عن القول إن شعوب العالم ودولها تتطلع لعام تتراجع فيه الأزمات، ويسوده السلام والرفاه والاستقرار، وفي حين أنه لا يمكن تحليل كل شيء من منظور عودة ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، إلا أن دبلوماسيته على رأس القوة الأولى في العالم سيكون لها تأثير قوي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى