مناهضة العنف ضد المرأة جهود عالمية ومحلية لتحقيق العدالة والمساواة

مناهضة العنف ضد المرأة ليست مجرد حدث سنوي، بل هي امتداد لحركات نضالية طويلة الأمد تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين وضمان حياة كريمة وآمنة للمرأة في كل مكان. وفي ظل استمرار العنف ضد المرأة كواحدة من أكثر القضايا الاجتماعية تعقيدًا وانتشارًا على مستوى العالم، تنطلق سنويا حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كانت هناك زيادة في الاهتمام العالمي بقضايا المرأة، خصوصًا العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد جاء تأسيس الحملة كرد فعل على انتشار ظاهرة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله (الجسدي، الجنسي، النفسي، الاقتصادي)، وعدم وجود قوانين كافية لحماية المرأة في العديد من البلدان، والحاجة إلى منصة عالمية لتوحيد الجهود ضد هذه المشكلة. وكان المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا عام 1993 نقطة تحول محورية في ترسيخ الحملة. حيث أكد الإعلان الصادر عن المؤتمر أن حقوق المرأة هي حقوق إنسان، مما أعطى الزخم السياسي والدولي للحملة، وعزز مشاركتها كجزء من الجهود الحقوقية العالمية.
وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على هذه القضية ومحاربة كافة أشكال العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات. تنطلق الحملة سنويًا في 25 نوفمبر (اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة) وتستمر حتى 10 ديسمبر (اليوم العالمي لحقوق الإنسان)، للتأكيد على أن العنف ضد المرأة هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. تهدف الحملة إلى تعزيز التوعية بمخاطر العنف ضد المرأة، ودعوة الحكومات والمجتمعات والمؤسسات إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة للحد من هذه الظاهرة. من أجل رفع الوعي حول أشكال العنف المختلفة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتقديم الدعم للناجيات من العنف، كذلك حث الحكومات على سن تشريعات صارمة لمكافحة العنف ضد المرأة. فما هو العنف ضد المرأة من وجهة نظر النساء؟ وما أكثر أنواعه شيوعًا في مجتمعنا؟ وكيف يمكن تغيير المفاهيم الثقافية الخاطئة التي تؤدي إلى استمرار العنف ضد المرأة؟ ما رأي المرأة في دور المؤسسات والمبادرات المجتمعية لمكافحة العنف ضد المرأة؟ وما هي الخطوات الأهم للحد من العنف ضد المرأة؟ وكيف يمكن إشراك الرجال والشباب في الحل؟ وما الرسالة التي توجهها المرأة للنساء المتضررات من العنف؟ للإجابة على كل هذه التساؤلات التقينا بنخبة من نساء المجتمع من مختلف الأطياف وخرجنا بهذه الحصيلة من الآراء:

-أشكال العنف ضد المرأة

الأستاذة ندى عوبلي، رئيس الاتحاد العام لنساء الجنوب ،عضو مؤسس لنقابات عمال الجنوب، تتحدث قائلة:” العنف ضد المرأة بأنه كل ما يفرض على المرأة بالقوة أو يسلب حقوقها هو عنف بذاته، مؤكدة:” بأن أكثر العنف شيوعاً في مجتمعنا الحرمان من التعليم، والزواج المبكر، وممارسة ختان الإناث، والتعسف للنوع الاجتماعي، والعنف الوظيفي، والعنف اللفظي والجسدي والنفس.

-العنف مخالف لتعاليم الإسلام

وتضيف الأستاذة صفاء أحمد عباس، مترجمة لغة إشارة مؤسسة رموز التنموية للصم وذوي الاحتياجات الخاصة قائلة :” العنف ضد المرأة هو أي سلوك ضد المرأة بشكل مباشر أو غير مباشر يسبب لها أي ضرر أو يؤثر على صحتها النفسية والجسدية، ويمنعها من المشاركة الفعالة في المجتمع والعنف الأكثر شيوعاً في مجتمعنا العنف الجسدي والجنسي والاقتصادي واللفظي، ومنه ما تتعرض له النساء من ألفاظ بذيئة في أماكن الاختلاط، وكذلك العنف الإلكتروني وهو ابتزازها من خلال الدخول عبر حسابها في الفيس أو الواتس اب، والعنف ضد المرأة يعد مخالف لتعاليم ديننا الحنيف”.

-التوعية وسن التشريعات

وتتحدث الأستاذة ميادة عبده علي مانع، مدير قسم إدارة المرأة والطفل في انتقالي خور مكسر، عن كيفية تغيير المفاهيم الثقافية الخاطئة التي تؤدي إلى استمرار العنف ضد المرأة، قائلة: ” تغيير المفاهيم الثقافية الخاطئة التي تؤدي إلى استمرار العنف ضد المرأة يكون من خلال التوعية والتثقيف بإطلاق حملات توعية وبرامج تعليمية لنشر فهم حقوق المرأة. وتعزيز تطبيق القوانين التي تحمي المرأة وتشديد العقوبات على مرتكبي العنف وسن التشريعات التي تجرم العنف ضد المرأة. وتشجيع وسائل الإعلام على تقديم محتوى يعزز احترام المرأة ومساواتها. ودمج موضوعات حقوق المرأة والمساواة في المناهج الدراسية. وإنشاء مراكز دعم للنساء وتقديم المساعدة النفسية والقانونية. وعرض نماذج إيجابية من النساء الناجحات في مختلف المجالات، وتشجيع المشاركة الفعالة من قبل الرجال والنساء في الأنشطة التوعوية والبرامج المجتمعية”.

-دور المبادرات

بينما الأستاذة لوله سعيد علي سعيد ،رئيس منظمة المرأة من أجل السلام والتنمية ، تؤكد قائلة :” تلعب المؤسسات والمبادرات المجتمعية دور حيوي في مكافحة العنف ضد المرأة، ولكن لا تزال بحاجة إلى مزيداً من الدعم والتطوير من خلال تضافر الجهود وتوفير الموارد اللازمة يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم بشكل فعال في بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة. وتلعب المبادرات والمؤسسات دورًا محوريًا في مناهضة العنف ضد المرأة، حيث تسهم في التوعية، الدعم، والتغيير المجتمعي. ومن أبرز أدوارها: التوعية والتثقيف وتقديم الدعم القانوني والاجتماعي والتأهيل النفسي والاجتماعي، والتشريعات والسياسات، والتعاون مع المجتمع المحلي. والشراكات الدولية من خلال التعاون مع المنظمات الدولية لتبادل الخبرات ودعم البرامج المشتركة لمناهضة العنف. وجذب التمويل لتنفيذ مشروعات مستدامة تخدم النساء المتضررات.مثل : حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة التي أطلقتها الأمم المتحدة، ومراكز الإرشاد الأسري في المجتمعات المحلية التي تقدم الدعم للنساء المعنفات، ومبادرات توعية في المدارس لتعزيز ثقافة احترام المرأة منذ الصغر.

-وسائل للحد من العنف

بدورها الأستاذة ندى الشعبي ، المدير التنفيذي لمؤسسة أسرتي لرعاية الطفل والأسرة، نائب رئيس سكرتارية المرأة باللجان المجتمعية مديرية المنصورة، تقول :”الخطوات التي تحد من العنف ضد المرأة، أولا: الانتباه إلى الدلالات والمؤشرات المبكرة علي ظاهرة العنف ضد المرأة وأخذها بعين الاعتبار. ثانيا: يجب سن قوانين يعاقب عليها المعنف وخصوصًا إذا كانت الأضرار جسيمة أو نفسية. ويمكن إشراك الرجال والشباب من خلال تدريبهم في دورات تدريبية لتعريفهم إلى أين يصل العنف والتعنيف بالمرأة وتذكريهم بتعاليم الإسلام”.

-تعزيز الوعي

بينما الرسالة التي توجهها المرأة للنساء والفتيات المتضررات من العنف تقول الأستاذة ندى عوبلي، فيها ” :قاومن العنف، العنف ظلم ويجب مقاومته والبوح به كي لا يستمر، ويجب تفعيل الدور المجتمعي المدني لمناهضته والمطالبة بسن قوانين تردع من يمارس العنف ضد المرأة أو الإنسانية، كما يجب عليهن التركيز على تعزيز وعيهن ومعرفة دورهن الحقيقي وحقوقهن وواجباتهن”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى