وادي حضرموت: تزايد حالات الكوليرا وسط غياب التدخلات الصحية العاجلة

وادي حضرموت (حضرموت21) خاص 

أفادت تقارير الترصد الصحي الصادرة اليوم من وادي حضرموت بتسجيل 396 حالة اشتباه بالكوليرا، منها 17 حالة مؤكدة مخبريًا. وتشهد المستشفى الميداني بمدينة تريم توافد أعداد كبيرة من الحالات المصابة، ما يضع ضغطًا كبيرًا على الطاقم الطبي والإمكانات المتاحة.

ورغم خطورة الوضع، فإن السلطات الصحية لم تتخذ حتى لحظة إعلان تقرير الترصد الوبائي أي تدخلات ملموسة، كما لم تنطلق حملات توعية للحد من انتشار المرض أو توجيه المواطنين نحو الإجراءات الوقائية.

سابقا أوضح د. سالم يسلم بن عبيدون، مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية تريم، أن “ظهور حالات الكوليرا المؤكدة بالمديرية ودخول بعضها في مرحلة المضاعفات يتطلب من جميع الجهات أخذ الحيطة والعمل وفق تعليمات الصحة بمختلف دوائرها، بما في ذلك فرق الترصد والاستجابة السريعة، قسم التثقيف الصحي، والعاملات الصحيات والمتطوعات، بالإضافة إلى الكادر الصحي في المراكز والوحدات الصحية. كما يجب الاستفادة من الإذاعات المحلية للدفع برسائل التوعية عبر الكادر الصحي والدعاة والمدارس.”

وأشار بن عبيدون إلى عقد اجتماع طارئ برئاسة مدير عام المديرية، بحضور مدراء النظافة، الأشغال، الزراعة، البيئة، ومكتب الصحة، إضافة إلى مدير الرعاية الصحية الأولية بالإدارة العامة للصحة، حيث تم تكليف كل جهة بالنزول الميداني والتفتيش، ونشر الوعي بين المواطنين.

كما دعا المؤسسات الخيرية إلى دعم المستشفى الميداني بالسوائل الوريدية والأدوية الداعمة، والتبرع بحمامات متنقلة إسعافية نظرًا لتكدس الحالات المرقدة، إضافة إلى دعم المراكز والوحدات الصحية بالمديرية.

ونصح المواطنين بالاهتمام بالنظافة الشخصية والابتعاد عن تناول بعض البقوليات مثل الجرجير والبقل والبقدونس والكزبرة، التي تم اكتشاف أنها تحمل بكتيريا الكوليرا في مناطق أخرى مثل صنعاء وتعز.

وأكد بن عبيدون أن “التعامل المبكر مع الحالات المصابة من خلال إسعاف المريض بالسوائل الفموية والوريدية، وإعطاء العلاجات في الوقت المناسب، سيسهم في تخطي خطورة المرض بإذن الله.

وكان بعض المختصين قد حذروا سابقًا من مخاطر استخدام مياه الصرف الصحي في سقي المزارع، معتبرين ذلك أحد الأسباب المحتملة لانتشار الأمراض الوبائية في المنطقة. ودعت الجهات المعنية إلى التحرك السريع لتجنب تفاقم الوضع الصحي في وادي حضرموت.