في ذكرى استشهاده .. الشهيد اللواء جعفر محمد سعد مواقف خالدة وأدوارا بطولية

تسع سنوات مضت على رحيل القائد البطل الشهيد جعفر محمد سعد الذي أستشهد غدرا على أيدي قوى الظلال والخيانة دفاعا عن تراب الجنوب الغالي في عملية غادرة أستهدفت موكبه في السادس من ديسمبر 2015م، وتأتي هذه الذكرى ويستحضر معها أبناء عدن والجنوب عامة سيرة أحد أعظم رجالاتها،زوبطل تحريرها وأول محافظ لعاصمة الجنوب المحررة، رجلٌ استدعاه التاريخ ليكون في الصفوف الأولى حين احتاجته عدن في أصعب لحظاتها، ايمانا منه بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه الوطن حينما يكون في أشد الحاجة اليه، فكانت عودته لمصيره المحتوم.

” نداء الوطن”

عاد الشهيد جعفر لوطنه من منفاه في العاصمة البريطانية لندن بعد ان غادره مكرها صيف 94م، عاد ليلبي نداء الوطن قائدًا ومقاتلًا على رأس معركة تحرير عدن من المليشيات الحوثية وأذرع إيران، لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان ابنًا لهذه المدينة، عاش شوارعها، وحمل هموم أهلها، وحارب من أجلها بكل ما يملك، حتى في محطات حرجة كحرب 1994، عاد اليها حاملا بندقيته بيد وفي اليد الأخرى حاملا كفنه، صال وجال وخاض أشرس المعارك للدفاع عن عدن وأهلها في أحلك الظروف وقلة الامكانيات، وبعد تحريرها لم يتوانى من قيادة هذه المحافظة حبا منه في خدمة هذا البلد الذي تحمل ذكريات الصباء والطفولة وعهد الرجال الأبطال متجسدًا رمزًا للوطنية والإخلاص، ومُدركًا لحجم التحديات التي تواجه مدينته التي أحبها وأفنى حياته لأجلها، حتى استشهاده جراء عملية إرهابية استهدفت موكبه في مدينة التواهي بعدن، تاركًا وراءه إرثًا من العمل الوطني وخدمة الشعب.

” أكثر اللحظات الما”

حيث كانت حادثة استشهاد الشهيد جعفر محمد سعد تعد واحدة من أكثر اللحظات ألمًا في تاريخ عدن الحديث، لكنها أيضًا تجسد حجم التضحيات التي قدمها هذا القائد العظيم،
ومع مرور تسع سنوات على رحيله، يبقى جعفر محمد سعد أيقونة خالدة للوفاء والشجاعة في ذاكرة أبناء الجنوب، ودليلًا حيًا على أن القادة الحقيقيين يكتبون أسماءهم بدمائهم على صفحات التاريخ والجبناء يكتبون اسماءهم في صفحات سوداء يلعنها التاريخ.

” وفاء لرحيله”

إحياءً للذكرى التاسعة لاستشهاده ووفاء لرحيله
وضع مساعد الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عبده النقيب بمعية الدكتور رشاد شائع وكيل محافظ العاصمة عدن إكليل من الزهور في موقع استشهاده،
تأكيدا على أن هذه المناسبة تجسد استمرار الوفاء لتضحيات الشهيد الذي بذل حياته دفاعًا عن أمن واستقرار عدن، واستذكار رموز الوطن الذين قدموا أرواحهم فداءً له، وان دمائهم لن تذهب هدرًا وأن الجهود مستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار الذي لطالما كان هدف الشهيد الأول.

” الشهيد في الذاكرة”

كان ومازال الشهيد جعفر محمد سعد حيا لايموت في ذاكرة أبناء عدن والجنوب يستذكرون مواقفهم الشجاعة وادواره البطولية في الدفاع عن العاصمة عدن والجنوب، وفي هذه الذكرى كتب عدد من الكتاب الجنوبيون عن اعتزازهم وفخرهم بتلك المواقف ، حيث علق الإعلامي محمد الكازمي قائلاً :” سطر البطل جعفر محمد سعد أسمه بحروف من نور في تاريخ النضال الجنوبي، أحد أبرز قادة معركة السهم الذهبي، التي كانت نقطة تحول في استعادة مديريات العاصمة عدن من براثن مليشيا الحوثي عام 2015″م

واضاف بالقول” حيث مثل جعفر محمد سعد رجلاً صلبًا، جسّد معنى التضحية من أجل الوطن، اختار العودة إلى تراب الجنوب الذي أحبه رغم الظروف الصعبة، تاركًا خلفه حياة مستقرة في الخارج، ليكون في الصفوف الأمامية دفاعًا عن قضيته العادلة، ومواقفه الوطنية المشرفة جعلت منه هدفًا للقوى المعادية التي أرادت إسكات صوته وكسر إرادته.

وتابع قائلا” أن قبوله منصب محافظ العاصمة عدن لم يكن قراراً عادياً، بل كان موقفاً يعكس شجاعة نادرة وحساً عالياً بالمسؤولية الوطنية، وأدراكا منه أن توليه هذا المنصب يعني الدخول في مواجهة مباشرة مع قوى الظلام التي لا تعرف سوى لغة العنف والإرهاب، ورغم المخاطر التي أحاطت به من كل جانب، لم يتردد في التصدي لهذه المهمة الشاقة، معتمداً على إيمانه الراسخ بعدالة القضية الجنوبية وحق الشعب باستعادة دولته”

من جانبه أشاد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، لطفي شطارة، بتضحيات الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، قائلاً : لقد كان لشهيد جعفر دور بارز في تحرير عدن من عصابات الحوثيين والميليشيات الإيرانية.

وأشار شطارة بالقول “عدن والجنوب لن ينسونك، بطل التحرير وأول محافظ لعاصمة الجنوب بعد تحريرها من العصابة وأذناب إيران”.

وأكد شطارة أن الشهيد اللواء جعفر محمد سعد كان أحد الأبطال الذين استدعاهم الرئيس عبد ربه منصور هادي من منفاه في لندن لتحمل مسؤولية التحرير ومن ثم إدارة مدينة عدن، المدينة التي وُلِد فيها وحارب من أجلها عام 1994.

حيث لقد كان اللواء جعفر واعياً تماماً بأن عدن في تلك المرحلة كانت أشبه بغابة مليئة بضباع الإرهاب الجائعة، تسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي وزرع الفوضى والدمار، ومع ذلك، لم يسمح لهذه التحديات أن تثنيه عن المضي قدماً، وقبوله لهذا المنصب جاء انطلاقاً من شعوره بالواجب الوطني وإيمانه بأن الأوطان تبنى بالتضحيات والعمل الجاد، وليس بالخوف أو الانسحاب أمام المخاطر.

كما تحمل الشهيد جعفر المسؤولية في وقت كانت فيه العاصمة عدن تعيش وضعاً مأساوياً، حيث الفوضى والإرهاب يهددان حياة الناس يومياً، ولم يكن قراره بالموافقة على تولي المنصب سعياً وراء منصب أو جاه، بل كان إصراراً على تقديم نموذج للقائد الذي يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار، حتى لو كان ذلك على حساب حياته. استشهاد اللواء جعفر محمد سعد كان نقطة تحول مفصلية في وعي الشعب الجنوبي، حيث ترك رحيل الشهيد جعفر محمد سعد أثراً بالغاً في النفوس وحفز أبناء الجنوب على التمسك بأهدافهم الوطنية ومبادئهم السامية، وإرثه الوطني ومآثره البطولية لم تكن مجرد ذكريات عابرة، بل أصبحت مصدر إلهام للأجيال القادمة ودافعاً قوياً لاستكمال مسيرة النضال وسيبقى اللواء الشهيد جعفر محمد سعد رمزاً خالداً في ذاكرة الجنوب، شاهداً على قوة إرادة أبناء هذا الوطن، ودليلاً على أن الأبطال لا يموتون، بل تخلّدهم أعمالهم وبصماتهم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى