تحولات إقليمية وتصدع النفوذ الإيراني

تشهد المنطقة تحولات استراتيجية عميقة تعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية والدولية، حيث أصبح الصراع في سوريا أحد المحاور المركزية لهذه التحولات.

التقدم الأخير للمعارضة السورية، لا سيما في مناطق مثل حلب وحماة، يعكس نقلة نوعية في التكتيكات العسكرية واستخدام التكنولوجيا المتطورة، إلى جانب الاستعداد الواضح للمرحلة ما بعد التحرير. هذا التطور ينبئ بدخول سوريا حقبة جديدة مختلفة جذرياً عن السنوات الماضية، حيث تعيد الأطراف الفاعلة ترتيب أوراقها على الساحة.

لكن تأثير هذه التحولات لا يقتصر على إعادة رسم خريطة النفوذ داخل سوريا، بل يمتد ليحمل انعكاسات واسعة على أدوات إيران الإقليمية في اليمن، العراق، ولبنان.

اليمن: الحوثيون في مأزق

في اليمن، يواجه الحوثيون، الذين يمثلون أحد أهم أذرع إيران في المنطقة، حالة من الارتباك والتخبط. يظهر هذا بوضوح في خطابهم الإعلامي المرتبك وتصاعد الخلافات الداخلية. تآكل نفوذ الحوثيين ينبئ بأن أدوات إيران في اليمن تواجه ضغوطاً متزايدة في ظل تغير البيئة الإقليمية، مما يضعف قدرتهم على التوسع جنوباً أو فرض مشروعهم الطائفي.

العراق: الميليشيات الإيرانية في مواجهة المصير ذاته

وفي العراق، يبدو أن الميليشيات الموالية لإيران، التي طالما شكلت أداة لتعزيز نفوذ طهران، تواجه تحديات غير مسبوقة. الاحتجاجات الشعبية الرافضة للنفوذ الإيراني، والانقسامات الداخلية بين قادة الميليشيات، وارتباك موقفها حيال التطورات في سوريا، تشير إلى أن مصير هذه الجماعات قد لا يختلف عن الحوثيين في اليمن أو أتباع إيران في سوريا. التراجع الملحوظ في نفوذ إيران في العراق يضعف قبضتها على البلد الذي كان محورياً في مشروعها التوسعي.

لبنان: انهيار مشروع “حزب الله

أما في لبنان، فإن انهيار الاقتصاد، وتزايد عزلة “حزب الله”، الذراع الأبرز لإيران، يشير إلى تصدع كبير في مشروع طهران هناك. الضغوط الدولية والعربية، والغضب الشعبي المتصاعد ضد فساد النخب المرتبطة بإيران، أضعفت “حزب الله” بشكل كبير، وجعلت استمراره في الهيمنة تحدياً صعباً.

إيران: تصدع داخلي يعمّق الأزمة

وفي ظل هذه التراجعات الإقليمية، تواجه إيران أزمات عميقة داخلية قد تهدد استقرار نظامها. الاحتجاجات الشعبية، التي بدأت بسبب قضايا اقتصادية ومعيشية، تحولت إلى رفض شامل للنظام ومشروعه الأيديولوجي. الانقسامات المتزايدة بين أجنحة النظام، وتدهور الاقتصاد نتيجة العقوبات وسوء الإدارة، تعزز من احتمالية حدوث تغييرات داخلية جذرية قد تعيد تشكيل النظام من الداخل.

نحو مرحلة جديدة

المرحلة الحالية ليست مجرد إعادة تموضع لقوى إقليمية، بل بداية لانهيار مشروع التوسع الإيراني الذي اعتمد على أذرعه في المنطقة. التحولات في سوريا واليمن والعراق ولبنان، بالإضافة إلى التصدعات الداخلية في إيران، تشير إلى أن طهران قد تضطر قريباً إلى مراجعة استراتيجياتها الإقليمية أو مواجهة خطر الانهيار.

إذا استمرت إيران في سياساتها القائمة على تصدير الفوضى والثورات، فإن المنطقة قد تشهد نظاماً إيرانياً جديداً يفرضه الداخل والخارج ليواكب مطالب الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، ويضع حداً لهيمنة الأيديولوجيات التي عطلت الاستقرار لعقود .

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى