أوريشنك» الروسي.. هل يمثل رسالة فرط صوتية للغرب؟
صحيح أن بوتين جعل إطلاق الصاوخ مرتبطاً باستهداف مقاطعتي كورسك وبريانسك الروسيتين، يومي 19 نوفمبر بـ6 صواريخ «أتاكمز» الأمريكية، و21 نوفمبر بصواريخ «ستورم شادو» البريطانية، لكن الرد بصاروخ كهذا يتجاوز الهجومين بكثير.
الصاروخ الفرط الصوتي الجديد، الذي لم يعلن عنه سابقاً في مرحلة التصنيع، دمّر مصنعاً في مدينة دنيبرو، كان يُعرف في الحقبة السوفييتية بأنه منشأة سرية لإنتاج الصواريخ، كما قال بوتين نفسه.
يتحدث الخبراء عن «رسائل» لأن هذا الصاروخ الفرط صوتي الذي تبلغ سرعته 10 ماخ، أي 10 أضعاف سرعة الصوت، وقادر على حمل رأس نووية، أثار فعلاً قلقاً دولياً واسعاً، وقالت المتحدثة باسم البنتاغون إنه «يعتمد على تصميم الصاروخ الروسي RS-26 Rubezh، الذي يتمتع بمدى يصل إلى 6 آلاف كيلومتر».
لذلك فإن خبراء عسكريين اعتبروا أن استخدام صاروخ كهذا يرسل رسالة واضحة مفادها أن روسيا قد تلجأ مستقبلاً إلى استخدام رؤوس نووية.
الخطاب شكلاً
بوتين وجه رسالته متعددة الاتجاهات من خلال كلمة متلفزة إلى الأمة، وليس في مؤتمر صحافي، وهذا يعطي تصريحاته جدية أكبر. كما أنه كان أكثر وضوحاً هذه المرة في تحذيره من إمكانية استخدام موسكو هذا النوع من الصواريخ الجديدة ضد الدول التي تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها على روسيا، إذ كرر أكثر من مرة أنه من المستحيل استخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا دون مشاركة وإشراف متخصصين من البلدان التي صنعت فيها.
بوتين إذن بات أكثر وضوحاً في توصيف الصراع في أوكرانيا بأنه بات يكتسب عناصر ذات طابع عالمي، متهماً الولايات المتحدة بأنها «تدفع العالم كله نحو صراع عالمي»، مضيفاً: «في حالة التصعيد فإن روسيا سترد بشكل حاسم».
وقال: «أوصي بأن تفكر النخب الحاكمة في تلك الدول التي لديها خطط لاستخدام قواتها العسكرية ضد روسيا بجدية في هذا الأمر». ولفت بوتين إلى أن «روسيا مستعدة لحل القضايا المتنازع عليها بالطرق السلمية، لكنها أيضاً مستعدة في الوقت نفسه لأي تطورات، وردودنا دائماً جاهزة».
معاهدة الانتشار
وإذ ربط اختبار صاروخ «أوريشنك» بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من انتشار الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى عام 2019، فإنه يعطي هذا التطور بعداً يتجاوز أوكرانيا، إذ قال إن نشر روسيا المزيد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى سيتم تحديده «اعتماداً على تصرفات الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها».
قبل بضعة أيام، وافق الرئيس الروسي على مرسوم يقضي بتعديل العقيدة النووية، بحيث يصبح استخدام السلاح النووي ممكناً حتى في مواجهة أسلحة تقليدية، في حال شكلت خطراً وجودياً.
صفيح ساخن
مجمل هذه التطورات الدراماتيكية تضع العالم على صفيح ساخن، وبخاصة خلال الشهرين المقبلين المتبقيين لإدارة جو بايدن الأمريكية التي صعّدت ضد روسيا، بهدف وضع الإدارة المقبلة أمام وضع معقد، فهل تنجح إدارة العائد دونالد ترامب في نزع الفتيل؟ سننتظر ونرى
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.