المهرة.. صمود الهوية الجنوبية أمام التحديات والمخاطر
-المهرة.. الجغرافيا والتاريخ
المهرة، تقع في أقصى الشرق الجنوبي من الجنوب، تمتاز بموقع استراتيجي يطل على بحر العرب ويمتد على حدود عمان. هذا الموقع كان دوماً عاملاً لجذب القوى المختلفة التي حاولت السيطرة عليها لأسباب اقتصادية وسياسية. تاريخياً، المهرة لم تكن جزءًا من التبعية اليمنية، بل كانت تتمتع بحكم شبه مستقل تحت سلطة السلاطين المهريين، وارتبطت تاريخيًا بأقاليم الجنوب العربي.
-الهوية الجنوبية في المهرة.. تأكيد الانتماء
رغم كل التحديات، ظل أبناء المهرة متمسكين بانتمائهم للجنوب. لقد برزت العديد من المحاولات لطمس الهوية الجنوبية لأبناء المهرة، خاصة بعد الوحدة اليمنية عام 1990م، ولكن مع انطلاق الحراك الجنوبي عام2007م، تجدد الأمل في العودة للجنوب العربي، وكانت المهرة واحدة من محافظات الجنوب التي شاركت بفعالية في الحراك الجنوبي. أكد أبناء المهرة في العديد من المناسبات التزامهم بالدفاع عن هوية الجنوب وعدم القبول بأي مشاريع تهدف إلى تفتيت هذا الانتماء.
-الأطماع الخارجية في المهرة
شهدت المهرة في السنوات الأخيرة تزايدًا في الأطماع الإقليمية والدولية، خاصة من قبل قوى إقليمية مثل السعودية والإمارات. تحت ذريعة مكافحة التهريب وحماية الأمن، حاولت هذه القوى التغلغل في المهرة وتأسيس وجود عسكري، إلا أن أبناء المهرة، بقيادة الشيخ علي سالم الحريزي وعدد من القادة المحليين، تصدوا لهذه المحاولات بشجاعة التحركات السعودية في المهرة أثارت استياءً واسعًا، حيث أُقيمت قواعد عسكرية ونقاط تفتيش على الرغم من الرفض الشعبي. كان هذا التدخل السعودي محاولة لفرض السيطرة على المحافظة ومنفذها البحري، بالإضافة إلى الحدود مع عمان.
-دور القبائل في الدفاع عن المهرة
لعبت القبائل المهرية دورًا محوريًا في حماية المحافظة والوقوف في وجه محاولات السيطرة عليها. تعتبر القبائل ركيزة أساسية في النسيج الاجتماعي والسياسي للمهرة، وقد برزت بشكل خاص في السنوات الأخيرة كقوة مقاومة ضد التدخلات الأجنبية. من خلال تنظيم احتجاجات واعتصامات، نجحت القبائل في إرسال رسالة قوية للعالم بأن المهرة ليست منطقة مفتوحة أمام الأطماع الخارجية، وأن أبناءها قادرون على الدفاع عن حقوقهم وهويتهم.
-التحالف مع المجلس الانتقالي الجنوبي
في إطار السعي لتعزيز الوحدة الجنوبية، أبدى أبناء المهرة دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي. هذا التحالف يعكس الرغبة المشتركة في الحفاظ على الهوية الجنوبية والتصدي للمؤامرات التي تهدف إلى تفتيت الجنوب. المهرة ترى في المجلس الانتقالي الجنوبي شريكًا استراتيجيًا في تحقيق طموحاتها، خاصة فيما يتعلق بالاستقلال وإقامة دولة جنوبية فيدرالية.
-التحديات المستقبلية أمام المهرة
رغم النجاح الذي حققه أبناء المهرة في التصدي للأطماع، إلا أن المحافظة لا تزال تواجه العديد من التحديات. من أبرز هذه التحديات:
-التدخلات الإقليمية
رغم الرفض الشعبي للتدخلات السعودية، إلا أن هناك محاولات مستمرة لإحكام السيطرة على المحافظة، سواء من خلال تواجد عسكري أو عبر شراء ولاءات محلية.
-المشاريع الفيدرالية
مع اقتراب موعد التسوية السياسية الشاملة، قد تظهر مشاريع تقسيمية تهدف إلى فصل المهرة عن باقي الجنوب، خاصة من قبل القوى التي تسعى لفرض الهيمنة عليها.
-التحديات الاقتصادية
تعاني المهرة، كباقي محافظات الجنوب، من تدهور في البنية التحتية ونقص في الخدمات. هذا الوضع الاقتصادي الصعب يمكن أن يكون أداة تستخدمها القوى الخارجية لشراء الولاءات أو إثارة القلاقل.
-رؤية أبناء المهرة لمستقبلهم في الجنوب
يرى أبناء المهرة أن مستقبلهم مرتبط بشكل وثيق بتحقيق الاستقلال وإقامة دولة جنوبية مستقلة. إنهم يدركون أن قوتهم تكمن في وحدتهم وتماسكهم مع بقية محافظات الجنوب. في ظل استمرار التحديات، يُعول أبناء المهرة على تعزيز التحالفات مع القوى الجنوبية الأخرى، وخصوصًا المجلس الانتقالي الجنوبي، لضمان حقوقهم وحماية هويتهم.
المهرة كانت ولا تزال جزءًا أصيلاً من النسيج الجنوبي، وستظل كذلك في المستقبل. أبناء المهرة برهنوا عبر التاريخ على قدرتهم على مواجهة التحديات والدفاع عن حقوقهم. ومع استمرار التحديات والمخاطر، يبقى الرهان على وعيهم ووحدتهم للحفاظ على مكتسباتهم وهويتهم الجنوبية. المهرة، بكل تاريخها ونضالها، ستكون دائمًا جزءًا من الجنوب العربي، وستبقى رمزا للصمود والمقاومة ضد كل الأطماع والمؤامرات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.