سوق الحراج بالشيخ عثمان.. ملاذ محدودي الدخل ومسرح الاحتيالات

في وسط مدينة عدن، وتحديداً في مديرية الشيخ عثمان، يقع سوق الحراج الشهير، الذي أصبح الوجهة الأساسية للفقراء ومحدودي الدخل, محمد أمير، مواطن بسيط من عدن، يحكي ل”عدن تايم” قصته وكيف أصبح هذا السوق هو المكان الوحيد الذي يستطيع فيه تأمين احتياجات أسرته بعد الارتفاع الجنوني في الأسعار.

يقول محمد: “قبل عامين، كنت أستطيع الذهاب إلى المتاجر الكبيرة لشراء احتياجات منزلي، سواء كانت أدوات كهربائية، ملابس أو حتى الطعام, لكن الآن، مع انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار كل شيء في المدينة، أصبحت المتاجر العادية مكاناً لا أستطيع الاقتراب منه”.

يشير محمد إلى أن سوق الحراج أصبح الملاذ الأخير له، حيث يجد هناك كل ما يحتاجه بأسعار مناسبة بعض الشيء، حتى لو كانت هذه الأشياء مستعملة.

السوق يزدحم بالباعة والمشترين

يشهد سوق الحراج ازدياداً هائلاً في أعداد الباعة والمشترين على حد سواء الارتفاع الحاد في أسعار السلع والخدمات في المدينة دفع الكثيرين إلى التوجه نحو هذا السوق، الذي يعرض كل شيء بأسعار تقل بكثير عن تلك الموجودة في المتاجر. أصبح السوق مكتظًا بالأشخاص الذين يبحثون عن صفقات جيدة على الملابس، الأدوات الكهربائية، والأثاث المنزلي، وحتى المواد الغذائية فالسوق بات المكان الذي يجد فيه الفقير حاجته بميزانية محدودة، وهو ما يفسر تزايد شعبيته بين أبناء عدن.

“أحياناً أجد جهازًا كهربائيًا بحالة جيدة وبسعر أقل من نصف ثمنه في السوق العادي”، يقول محمد “بالنسبة للكثير منا، لا توجد خيارات أخرى كل شيء هنا مستعمل ولكن يعمل بشكل جيد، وهذا ما يهمنا”.

جانب مظلم: انتشار السرقات والاحتيالات

رغم أن سوق الحراج قد أصبح ملاذًا للفقراء والمحتاجين، إلا أن له جانباً مظلماً محمد يحكي كيف أن السوق أصبح معروفاً أيضاً ببيع الأشياء المسروقة “سمعت عن أشخاص وجدوا أشياءً سرقت منهم تُباع هنا إذا ضاع منك شيء، يمكنك المجيء إلى سوق الحراج والبحث عنه، وربما تجده معروضاً للبيع”.

يشير محمد إلى أن السوق ليس فقط مكاناً لبيع المستعمل، بل أيضاً أصبحت بعض العصابات تستغل حالة الفوضى لبيع ما تم سرقته من ممتلكات الناس.

إضافة إلى ذلك، أصبح السوق مرتعاً للعصابات التي تقوم بعمليات احتيال على الزبائن “هناك أشخاص يبيعون منتجات تالفة أو مغشوشة، وإذا اكتشفت ذلك فيما بعد، يكون الأوان قد فات لا تستطيع أن تجدهم أو تستعيد أموالك” يروي محمد أن أحد أصدقائه اشترى جهازًا كهربائيًا بسعر زهيد، لكنه اكتشف بعد يومين أنه تالف ولا يعمل على الإطلاق.

سوق الحراج: بين الحاجة والاضطرار

بالنسبة للكثير من أهالي عدن، سوق الحراج هو المكان الوحيد الذي يوفر لهم ما يحتاجون إليه بأسعار يمكنهم تحملها لكن هذا السوق يمثل في الوقت نفسه تذكيراً مؤلماً بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة انهيار العملة المحلية وتدهور الأوضاع المعيشية جعل من هذا السوق وجهة ضرورية، رغم التحديات والمخاطر التي قد تحيط بالمتسوقين.

“نحن مضطرون للقدوم إلى هنا”، يقول محمد. “ليس لدينا خيارات أخرى نعلم أن هناك مخاطر، لكن أين يمكننا الذهاب؟ السوق العادية أصبحت للأغنياء فقط”.

ورغم كل التحديات التي يواجهها السوق، يظل سوق الحراج مكانًا حيويًا يعج بالحياة، يعكس الأوضاع الاقتصادية الحقيقية التي يعيشها الناس في عدن، حيث يسعى الجميع لتلبية احتياجاتهم بأسعار تناسب قدراتهم المحدودة.

في النهاية، يبقى سوق الحراج بالشيخ عثمان مرآة تعكس واقعاً مريراً، حيث يتداخل فيه الأمل بالحصول على حاجات بأسعار مقبولة مع واقع محزن من الفوضى والاستغلال.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button