قراءة تحليلية في مليونية الهوية الحضرمية
هذا العمق لن يكون عرضة للمساومات، ولن يُسمح للبعض، ممن يجهلون التاريخ ويطمحون إلى مشاريع احتلالية، بتشويه هويتها.
في ظل أجواء مشحونة بالكراهية والأطماع، احتشد أبناء حضرموت في الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر. جاءت هذه المليونية تعبيراً عن رفضهم للمشاريع التي تسعى إلى العبث بجذور الهوية الحضرمية الضاربة في عمق التاريخ الجنوبي.
وعلى الرغم من كل المحاولات لطمس معالم هذه الهوية، تظل حضرموت حاضرة بثقلها الثقافي والجغرافي، متمسكة بتراثها الحضاري الذي لا يتغير مع مرور الزمن.
*التداعيات السياسية والديموغرافية منذ حرب 1994
عند مراجعة الأحداث التاريخية منذ حرب 1994، نجد أن حضرموت، إلى جانب الجنوب بأسره، تعرضت لمخططات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية والجغرافية. هذه المخططات شملت تغيير الأسماء والأماكن، بل وحتى هويات السكان، في محاولة لطمس الهوية الحضرمية. النظام السياسي آنذاك، مدفوعاً بنشوة النصر، منح لنفسه حق تحديد الهوية الحضرمية ومنحها أو نزعها حسبما يشاء. ونتيجة لذلك، وجد المواطن الحضرمي نفسه محروماً من هويته حتى في الوثائق الرسمية، كالبطاقات الشخصية وجوازات السفر.
*الرفض الشعبي للمشاريع الشمالية
من خلال هذه المليونية، أكد أبناء حضرموت رفضهم لأي كيانات عسكرية شمالية أو تشكيلات سياسية مفرخة تسعى للهيمنة على المنطقة تحت ذريعة الوحدة اليمنية. تلك الكيانات، المدعومة من أطراف سياسية متطرفة، تهدف إلى السيطرة على ثروات حضرموت وإضعاف هويتها الثقافية والاجتماعية. إنها محاولات لتغيير المعادلة الجيوسياسية لصالح القوى القادمة من الشمال، ولكن الحضرميين وقفوا في وجه هذه المحاولات بكل شجاعة وإصرار.
*حضرموت وقوى الثورة الجنوبية
مليونية الهوية الحضرمية لم تكن مجرد استعراض جماهيري، بل كانت رسالة واضحة تعبر عن الوحدة الوطنية الحضرية الجنوبية. من خلالها، أكد أبناء حضرموت وقوفهم إلى جانب القضية الجنوبية، ورفضهم لأي محاولات لطمس هويتهم أو تقسيم وطنهم. هذه المليونية تعد انتصاراً للهوية الجنوبية في وجه أطماع المحتل اليمني وأدواته الاستيطانية، التي فشلت في اختراق النسيج المجتمعي الحضرمي الصلب.
*استشراف المستقبل
أبناء حضرموت أظهروا في هذه المليونية إصرارهم على المضي قدماً في نضالهم الوطني الجنوبي. رغم التحديات والمعاناة المستمرة، يبقى الأمل قائماً في تحقيق النصر واستعادة الدولة الجنوبية. مليونية الهوية الحضرمية تعد بشير نصر قادم، يحمل في طياته بشائر استعادة الحق والهوية، بعد سنوات من التضحية والنضال.
في النهاية، تبقى حضرموت مثالاً حيًا على صمود الشعوب في وجه محاولات التغيير القسري والاحتلال. فهذه الأرض الغنية بتاريخها وثقافتها لن تكون إلا جزءاً من الجنوب العربي، وسيظل أبناؤها المدافعون الأوائل عن هويتها ومستقبلها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.