عدن تايم تسلط الضوء على الأوضاع المأساوية للمواطنين في مناطق الحوثي



تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية في اليمن تصاعدًا كبيرًا في وتيرة الاعتداءات والانتهاكات ضد السكان، في ظل هذا التفاقم، يكابد المواطنون معاناة متزايدة جراء الممارسات القمعية التي ترتكبها عناصر الحوثيين بشكل يومي.

وفي مشاهد توثّق التمادي غير المسبوق لهذه الانتهاكات، كشفت تقارير حقوقية عن حجم الجرائم المرتكبة ضد السكان، التي تتراوح بين القتل، الاعتداء، الملاحقة، دهم المنازل، خطف المدنيين، ونهب الممتلكات، إلى جانب مصادرة الحقوق وفرض الجبايات غير المشروعة.

وبحسب تلك التقارير، فإن الاعتداءات الحوثية وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة، حيث تم تسجيل مئات الحوادث اليومية التي تُرتكب بحق المدنيين، وأوضحت الإحصاءات أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في الجرائم ضد السكان، الأمر الذي يعمّق الأزمة الإنسانية والأمنية في تلك المناطق.

واعترفت المليشيات الحوثية عبر أجهزتها الأمنية بارتكاب عناصرها نحو 720 اعتداء وانتهاكًا موثقًا، أبلغ عنها السكان بشكل مباشر، وعلى الرغم من هذا الاعتراف الرسمي، فإن محاولات الحوثيين لاحتواء الغضب الشعبي كانت شكلية، حيث زعمت المليشيات أنها أحالت بعض الشكاوى إلى جهات مختصة، في وقت تستمر فيه الاعتداءات بوتيرة متصاعدة.

*_ تفاقم المعاناة:*

يعبر السكان المحليون عن استيائهم من غياب العدالة والتجاهل المستمر لشكاواهم، ما يزيد من معاناتهم في ظل إرهاب ممنهج يسعى إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ويقول المواطنون إن الحوثيين يستخدمون هذه الممارسات لتعزيز قبضتهم الأمنية والسياسية، في إطار مساعيهم لتحويل هذه المناطق إلى بؤر للفوضى.

وعلى مدار السنوات الماضية، سعت المليشيات الحوثية إلى تحويل المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى مسرحٍ للعبث والنهب والتدمير، تم استخدام هذه الانتهاكات كوسيلة لترهيب السكان وتطويعهم، في إطار خطة ممنهجة تهدف إلى تدمير النظام الاجتماعي وفرض واقع جديد يخدم مصالح الحوثيين الخاصة.

وما يزيد من تفاقم الأوضاع هو سياسة إفلات العناصر الحوثية من العقاب. فالعناصر المتورطة في الجرائم والانتهاكات تحظى بحماية مباشرة من قبل قيادات المليشيات، ما يشجع على استمرار هذه الممارسات دون أي خوف من المحاسبة أو العقاب القانوني.

وتحدثت مصادر محلية عن قيام المليشيات الحوثية بملاحقة النشطاء المعارضين لهم واختطافهم من منازلهم، فضلًا عن مصادرة ممتلكاتهم الشخصية، هذه الجرائم لا تستهدف فقط المعارضين، بل توسعت لتشمل المواطنين العاديين الذين يجدون أنفسهم ضحايا لهذا الإرهاب.

*_الإعلام الحوثي والتضليل المستمر:*

في محاولة منها للتغطية على الجرائم المرتكبة، تقوم المليشيات بتوظيف وسائل الإعلام التابعة لها لنشر أخبار مضللة تحاول من خلالها تحسين صورتها أمام المجتمع المحلي والدولي، غير أن التقارير الحقوقية تكشف الحقيقة المروعة لتلك الانتهاكات، وتبرز حجم المعاناة التي يمر بها اليمنيون في تلك المناطق.

وأصبحت حياة السكان في المناطق الخاضعة للحوثيين مرهونة بالخوف والرعب، حيث لا تمر يوم إلا وهناك أخبار عن مداهمات واعتقالات عشوائية تطال كل من يشتبه بمعارضته للحوثيين، الوضع في هذه المناطق يشهد مزيدًا من التدهور، مع تصاعد حالة الفوضى وانعدام الأمان.

ويشكو السكان من فرض الجبايات التي تفرضها المليشيات بالقوة على المحلات التجارية والمواطنين، حيث تُستخدم هذه الأموال في تمويل عملياتهم العسكرية وتعزيز نفوذهم السياسي، هذه الجبايات تزيد من معاناة الشعب اليمني، الذي يرزح تحت ضغوط اقتصادية خانقة أصلاً.

وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من الإرهاب الحوثي، تحاول المليشيات الترويج لكونها “مدافعة عن الوطن”، وهو ادعاء يكذبه الواقع، الممارسات الحوثية التي تهدف إلى تحقيق مصالح سياسية ضيقة تأتي على حساب أمن واستقرار الشعب اليمني.

*_ دعوة عاجلة لتحرك دولي:*

ما يزيد من حدة الأزمة هو غياب أي تدخل دولي فعّال لوضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات، فالمجتمع الدولي لم يتخذ حتى الآن خطوات حاسمة لحماية المدنيين في المناطق الخاضعة للحوثيين، ما يشجع المليشيات على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم.

و يتطلب الوضع في مناطق الحوثي تحركًا عاجلًا من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لوضع حد للجرائم والانتهاكات الحوثية، ما يحدث في تلك المناطق اليوم هو كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، والسكان يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع الطويل والمعقد.

إن سكوت العالم أمام هذه الممارسات المروعة يساهم في تفاقم المعاناة، و من الضروري تكثيف الضغوط على المليشيات لوقف الاعتداءات المستمرة، والعمل على تقديم المتورطين في هذه الجرائم إلى العدالة و الحالة التي يعيشها المواطنون هناك اليوم تتطلب تعاونًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ المدنيين من جحيم الانتهاكات التي لا يبدو أنه سيتوقف في القريب العاجل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى