كيف يُصنع الترند في اليمن وهل هو ظاهرة صحية أو سيئة؟
في عالم شبكات التواصل الاجتماعي اليوم، يستطيع أي شخص متابعة الترندات وتحليلها بسهولة، سواء كانت الجملة “ليش ما يغني أغاني من التراث ؟” أو “مش عشان تمثل تتصل بالمخرج الساعة 3″، فإن هذه العبارات تستمد قوتها من مناقشات مجتمعية حية وتتحول بسرعة إلى ترندات تعكس اهتمامات الرأي العام.
لكن، هل فكرت يوماً كيف يتحول منشور عادي أو فيديو بسيط إلى ترند؟ الإجابة تتعلق بما يسمى الانتقال الاجتماعي (social transmission) – وهي عملية تنتقل من خلالها الأفكار والسلوكيات بين الأفراد في المجتمع.
وواحدة من أهم أدوات هذا الانتقال هي المشافهة أو التوصيات الشفهية (Word of Mouth)، حيث يتحدث الأشخاص عن المحتوى الذي يهمهم ويشاركونه مع غيرهم، مما يعزز انتشاره بشكل أوسع.
في دراسة مكثفة قام بها أستاذ التسويق Jonah Berger في جامعة بنسلفانيا، أجرى بحثًا على 7000 مقال تمت مشاركتها على موقع “نيويورك تايمز”، وخلص إلى وجود ستة عناصر أساسية تساعد في صناعة الترند، وهي:
1. العملة الاجتماعية (Social Currency): كيف يُظهر مشاركة محتوى معين مكانة أو قيمة اجتماعية للفرد.
2. المحفزات (Triggers): العوامل التي تذكّر الناس بالموضوع وتدفعهم للحديث عنه.
3. العواطف (Emotions): عندما يكون المحتوى محملاً بالعواطف القوية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
4. العامة (Public): عندما يكون المحتوى متاحًا وسهل الوصول إليه.
5. القيمة العملية (Practical Value): تقديم معلومات أو نصائح ذات فائدة عملية.
6. القصص (Stories): سرد القصص يجعل من المحتوى أكثر جاذبية وانتشارًا.
وهنا يطرح السؤال: هل الترند ظاهرة صحية أم سيئة؟
الإجابة معقدة؛ فالترند يمكن أن يكون ظاهرة صحية لأنه يُشجع على النقاش، ويخلق فضاءً لتبادل الأفكار، ويساهم في توجيه الرأي العام نحو قضايا هامة. لكنه في الوقت ذاته قد يحمل جانبًا سيئًا، إذ إن انتشار المعلومات المضللة والشائعات يُعتبر أحد أكبر تحديات الترندات.
وهذه المعلومات الخاطئة تزيد من الانقسامات وتفاقم الأزمات، مما يجعل الترند يتحول أحيانًا إلى ساحة صراع بين الأفكار والقيم.
هل المشكلة فينا أم في خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي؟
دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا على أكثر من 2400 مستخدم لفيسبوك أظهرت أن الخوارزميات التي تعتمدها هذه المنصات تلعب دورًا كبيرًا في انتشار الأخبار الزائفة. فبفضل نظام المكافآت القائم على التفاعل المستمر، يحصل المستخدمون النشطون على تعزيز لظهور منشوراتهم، مما يجعلهم أكثر عرضة لنشر الأخبار المضللة.
ووجدت الدراسة أن 15% من المستخدمين الأكثر نشاطًا كانوا مسؤولين عن نشر 30% إلى 40% من هذه الأخبار، ما يؤكد أن المنصات نفسها تشجع هذا السلوك دون تفكير نقدي.
وفي النهاية، صناعة الترند تتأثر بشكل كبير بتفاعل الأفراد وخوارزميات التواصل الاجتماعي. وبالرغم من وجود جوانب إيجابية، إلا أن الجانب السيء يتطلب وعيًا نقديًا من المستخدمين لضمان عدم تحويل هذه الظاهرة إلى وسيلة لنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.