اين شروط الأمن الصناعي عند منح تراخيص مزاولة العمل ؟


كنت على علم من سابق بأن هناك إدارة من الإدارات المشاركة في حق منح تراخيص مزاولة المهن بمختلف مهامها ، وان هذه الإدارة هي من يقرر استحقاق منح الترخيص من منعه وهي من يقوم بالمسح الشامل والتشييك على رقابة وتفتيش كل الجهات الأخرى السابقة هذه الإدارة هي إدارة الأمن الصناعي لاتهتم فقط بالتأكد من وجود طفاية الحريق معلقة في صدر المحل ولا بارتداء ملابس الوقاية من الحوادث كالخودة والقفازات والأحذية والنظارة والكمامة وغيرها ، فهي إدارة تهتم بكل مايتعلق بالأمن والسلامة على العامل وصاحب المحل والمحل والبيئة المجاورة وأمن المجتمع وسكينته ، فهي من تسببت بإخراج الورش من وسط المدينة ومن بين الأحياء السكنية إلى ما أطلق عليه بالمنطقة الصناعية ,

مما حضرته بالصدفة في إحدى جلسات المحكمة دعوى قدمتها امرأة ساكنة في عمارة فيها بلكونة مطلة على الشارع هي وجه العمارة الجميل ومتنفس سكان الشقة الدعوى التي قدمتها المرأة كانت ضد صاحب مطعم صغير مستأجر أسفل الشقة يضع طاوة الخبز الكبيرة ودافور طباخة القلابة خارج المطعم أسفل البلكونة ، المرأة تشعر بأنها تسكن فوق موقد النار يوميا ، ويتهمها من هب ودب بأنها قاطعة الأرزاق تجري خلف صاحب المطعم تطالب بإزالته من تحت البلكونة ، علمت يومها بأن إجراءات الأمن الصناعي هي من فصلت بالقضية والغت عقد الإيجار وأغلقت المطعم لعدم تطابق ترخيص مزاولة عمل المطعم مع الموقع ( هذا هو القانون وهذه عدالته وانسانيته ليست المرأة من سعت لإغلاق المطعم أنها إجراءات الأمن الصناعي من تقرر عدم جواز استخدام الموقد تحت البلكونة.

قضية أخرى تمثلت في محل بيع وشراء الحديد واقع عند مدخل إحدى العمارات السكنية في جاراج ملاصق بباب العمارة حرم الاطفال والنساء من التصرف الطبيعي والآمن عند الدخول والخروج فاشتكى سكان العمارة ليكتشفوا بعد ذلك أن إجراءات الأمن الصناعي لاتسمح بمزاولة مهنة جمع الحديد الخردة عند مدخل العمارات السكنية ليتم إصدار قرار الأمن الصناعي المعزز بدور الشرطة بإغلاق المحل وإزالة المخلفات وتعويض الضرر ليتنازل سكان العمارة عن حق التعويض مكتفين بإغلاق المحل وإزالة المخلفات.

استيريو للتسجيلات والفيديو كان في وسط الحي يفتح صوت المايكروفون ليعرف الزبائن بموقعه وهذا سبب الازعاج للسكان الملاصقة بيوتهم من كل الجهات بمحل التسجيلات ، فاشتكوا عليه ليقرر الأمن الصناعي عدم السماح للمحل بازعاج السكان فأمر بإغلاقه ونقله إلى مكان يتطابق مع إجراءات الأمن الصناعي

ماذا نشهد اليوم في شوارعنا واحياءنا ، أن الأمر لا يتعلق بالجانب الإنساني وحاجة الناس للعمل ومكافحة البطالة ، فالأمر اخطر من ذلك لأن غياب إجراءات الأمن الصناعي هي من أطلقت العنان لجهات ليست ذات اختصاص بالأمن والسلامة المهنية فالبلدية والاشغال العامة مسؤولة محليا عن كل ترخيص لكن ذلك لايعفيها من المشاورة والاستئناس برأي إجراءات الأمن الصناعي المختصة بأمن وسلامة الجميع ولديها معايير لمنح تراخيص مزاولة المهنة ، فعلى سبيل المثال طلب ترخيص مزاولة مهنة مختبر طبي لايتطلب إجراءات معقدة مثل التي يتطلبها ترخيص مزاولة مهنة مختبر تخصصي لفحص الغدد والاورام فاجراءات الأمن الصناعي في هذا المختبر غاية في التعقيد وتتطلب معايير أكثر واكبر ، إذ ليس بالإمكان منح ترخيص مزاولة المهنة ببساطة الا بعد التأكد من مطابقة المعايير.

أن ماحصل ويحصل بين الفينة والأخرى لمحطات تعبئة وبيع الغاز سببه الوحيد هو غياب إجراءات الأمن الصناعي ، إذ كيف يتم منح ترخيص فتح محطة تعبئة غاز ودخول القاطرة وسط المدينة المكتظة بالسكان وازدحام المباني وعشوائية الحركة أن المراقب الأمني في إجراءات الأمن الصناعي لايتطلب منه فحص الوثائق وسؤال المتضررين بل سيكتفي بالمشاهدة بالعين المجردة ليحكم بوجوب اغلاق كل محل بيع غاز تحت عمارة أو ملاصق للجيران من جهتين أو مطل على مدرسة ناهيك عن اتخاذ موقد النار والشواية في قارعة الطريق قد تتسبب بإحراق شخص يمر بالطريق فتطيش شرارة النار الى وجهه أو تلفحه حرارة النار بمجرد عبوره في الشارع.

ماهذه العبثية في فتح المحلات ومنح تراخيص مزاولة العمل ؟ اين إجراءات الأمن الصناعي والسلامة من المخاطر
نعلم جميعا أن الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء دفعت بالجميع إلى تجاوز الخطوط الحمر فلم يعد هناك مجال للبحث عن إجراءات الأمن والسلامة المهنية في كل شي فالخطر يداهمنا كلنا يكفي أن تلسعك بغير قصد حرارة ماطور الكهرباء الجاثم في قارعة الطريق أمام المحل فيحرقك بحرق من الدرجة الثانية أو الثالثة.

أن التفجير الضخم الذي أودى بفاجعة في عدن لم يكن ليحدث لو اتخذت إجراءات الأمن الصناعي منذ البداية ومنحت الترخيص لمزاولة العمل في المكان المناسب دون مجاملة أو التفات للجانب الأضعف المزعوم أنه انساني.

يجب وبكل صرامة وحزم تفعيل إجراءات الأمن الصناعي عند منح تراخيص مزاولة المهنة وعدم العبث بأرواح الناس واقلاق السكينة العامة وتغيير ملامح المدينة لوصفها بالمدينة الفوضوية والعشوائية التي لاتأخذ بمعايير الأمن والسلامة والتخطيط الحضري ليتحقق فيها قول القائل لقد تحولت عدن إلى قرية فصارت عدن قريتي الجميلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى