سهام الشرق في عامها الثاني.. استئصال الإرهاب من جذوره
قبل عامين وفي الثالث والعشرون من أغسطس 2023 أعلن الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي انطلاق عملية عسكرية لمحاربة التنظيمات الإرهابية في محافظتي أبين وشبوة أطلق عليها تسمية سهام الشرق في خطوة تهدف لتطهير المحافظتين من الإرهاب الذي تمادى في ارتكاب جرائمه البشعة بحق المواطنين العزل وقوات الأمن والشرطة والقوات العسكرية المنتشرة فيهما.
بعد عامين من انطلاق سهام الشرق تلقى الإرهاب ضربات موجعة حيث دكت القوات المسلحة الجنوبية أبرز معاقله،وسقطت المعسكرات التي كانت توفر ملاذاً آمناً للعناصر الإرهابية.
واستطاعت القوات المسلحة الجنوبية القضاء على الكثير من قادة التنظيم الإرهابي وقبضت على العديد منهم،فيما سقط المئات كن من عناصر التنظيم ومقاتليه بنيران الجيش الجنوبي وفر البعض منهم إلى المناطق الآمنة التي توفرها جماعة الحوثي للإرهابيين في محافظة البيضاء اليمنية.
في هذا التقرير نرصد حصاد عامين من عملية سهام الشرق بمراحلها الأربع ونستعرض الإنجازات التي تحققت بفضل الله والتضحيات الجسيمة التي قدمها أبطال القوات المسلحة الجنوبية.
*أهداف سهام الشرق
تهدف العملية العسكرية بحسب تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الجنوبيين لإنهاء حالة الإنقسام التي تشهدها محافظة أبين،وتعزيز أمنها ومساعدة المواطنين فيها على استعادة حياتهم الطبيعية التي فقدوها في ظل تدخل التنظيم في شؤونهم وفرضه للقوانين المتطرفة التي تنتهك حقوقهم وحريتهم.
تهدف العملية أيضاً لتعزيز أمن العاصمة عدن ومحافظات الجنوب،وحمايتها من الأعمال الإرهابية وإزالة خطر دعم وتعزيز أي عمليات تهدف لزعزعة أمن واستقرار الجنوب.
رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي الأستاذ سالم العولقي قال في تصريح سابق أن,,أمن الجنوب واحد لا يتجزأ،ولا يمكن التهاون مع أي تهديدات أو اختراقات حوثية أو إرهابية في أي محافظة جنوبية,,
واعتبر العولقي عملية ,,سهام الشرق امتداد لجهود تأمين الجنوب وتحصينه من الإرهاب ومشروع العبث والفوضى العابرة للحدود.
*تطهير أبين
في وقت متأخر من ليلة 23.8.2023 وجه الرئيس عيدروس الزبيدي بإطلاق عملية سهام الشرق لتحرير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية،ومع الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 24.8 تقدمت القوات الجنوبية نحو مدينة شقرة الساحلية قبل أن توسع تحركاتها لتشمل أغلب مناطق المحافظة.
تمكنت القوات المسلحة الجنوبية وبعد معارك شرسة من تطهير أغلب مناطق محافظة أبين ودحر التنظيمات الإرهابية التي عمل نظام الإحتلال اليمني على زرعها في المحافظة ومساعدتها على تثبيت وجودها وبناء معسكراتها رغم الرفض الشعبي لوجود هذه التنظيمات في المحافظة المعروفة برفضها للتطرف.
*اجتياح معاقل التطرف
خاضت القوات الجنوبية معارك شرسة مع مقاتلي التنظيمات الإرهابية بداية من مدينة شقرة الساحلية وصولاً لمديريات أحور وخنفر ومودية.
وتمكنت القوات الجنوبية المشتركة من اقتحام وتطهير العديد من معسكرات الإرهاب حيث سقط أول أوكار الإرهابيين في منطقة خبر المراقشة بمديرية أحور بيد القائد الشهيد عبداللطيف السيد قائد الحزام الأمني في أبين بمساندة القوات الجنوبية المسلحة،وخلال مدة زمنية وجيزة سيطرت القوات الجنوبية على المناطق المحيطة بالعرقوب وحتى مناطق الخضر في إطار مديرية خنفر،وصولاً إلى أحور أكبر مديريات محافظة أبين الساحلية.
نجحت القوات الجنوبية خلال هذه المرحلة في تصفية أوكار العناصر الإرهابية والسيطرة على عدد كبير من مخازن الأسلحة والمتفجرات وأجهزة الاتصالات قبل أن تواصل الزحف وتصل إلى وادي موجان بأحور وهو أحد المعاقل الرئيسية للتنظيمات الإرهابية.
*تحرير وادي عومران
رغم لجوء التنظيم الإرهابي لزرع العبوات الناسفة في الطرق واستهداف الآليات العسكرية بالمتفجرات إلا أن القوات الجنوبية واصلت حملتها الناجحة فاستطاعت السيطرة على معسكر عكد في لودر ومعسكر السرى قرب مودية،كما أمنت مفرق الوضيع وعزان.
وكانت الضربة القاصمة للتنظيم عندما اتجهت القوات الجنوبية نحو وادي عومران والذي لم يجرؤ أحد من قبل حتى على التفكير باقتحامه بسبب تحصينه الكبير وتضاريسه المعقدة والاستماتة الكبيرة التي اظهرها تنظيم القاعدة في الدفاع عن معقله عبر تفخيخ الطرق والوديان وعمليات التفجير الإرهابية بالعبوات الناسفة.
خلال اسابيع قليلة اعلنت القوات الجنوبية المشتركة سيطرتها الكاملة على الوادي ومقتل المئات من الإرهابيين وفرار الكثير منهم باتجاه محافظة البيضاء الشمالية حيث توفر مليشيات الحوثي ملاذات آمنة للعناصر الإرهابية كلما اشتد عليها الخناق،واقتربت القوات الجنوبية من القضاء عليها.
*مهام وأهداف وإنجازات
بالنظر إلى المهام والأهداف المحددة لعملية سهام الشرق،نجد أن العملية حققت أهدافها خلال المراحل الأربع التي مرت بها وبنجاح كبير جاء ثمرة لخطة مدروسة أخذت بكل متطلبات وشروط النجاح بحسب تصريحات المتحدث بإسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب.
ولخص المقدم النقيب إنجازات العملية وأهمها:
•تدمير أوكار الإرهابيين مشيراً إلى أن العملية بمختلف مراحلها شهدت أعمالاً قتالية،واشتبكت القوات الجنوبية مع عناصر القاعدة في كل معقل ومعسكر للتنظيم الإرهابي،وكان لقبائل أبين دوراً كبيراً في مساندة القوات المسلحة الجنوبية.
•توحيد الصف:أوضح المتحدث الرسمي أن,, عملية سهام الشرق نجحت في توحيد الصف الجنوبي على المستوى الوطني وعلى مستوى محافظة أبين,,
وأضاف النقيب,, أن أبرز انجازات العملية هو موقف القبائل الثابت والمؤيد والمساند لقواتنا المسلحة،واعلانها الشجاع أن مناطقها محرم عبورها أو اتخاذها مواقع ومعسكرات لعمل ونشاط العناصر الإرهابية وهو بمثابة سياج اجتماعي صلب ومتين ضد الإرهاب.
*تقدير دولي
قوبلت جهود القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب بتأييد محلي وإقليمي ودولي.
يؤكد المقدم محمد النقيب أن,,العالم والشركاء الدوليين باتوا على يقين تام بأهمية الدور الذي تقوم به القوات المسلحة الجنوبية في حماية الجنوب بموقعه الاستراتيجي قرب الممرات المائية الدولية وكذلك منع التنظيمات الإرهابية من إعادة ترتيب صفوفها،واستعادة قدرتها على شن أي عمليات إرهابية تستهدف دول العالم.
الكاتب والمحلل السياسي صالح الدويل باراس في حديث سابق لعدن لنج قال”ان القوات المسلحة الجنوبية جاءت وأثبتت أن الجنوبيين هم الأقدر على مكافحة الإرهاب واجتثاثه وهو ما يعطي إثبات جنوبي للعالم أن استعادة الدولة الجنوبية توفر للإقليم والعالم شريكاً قوياً في محاربة الإرهاب.
*تضحيات جسيمة
قدمت القوات المسلحة الجنوبية تضحيات جسيمة وثمناً باهضاً من خيرة الضباط والجنود في حربها على الإرهاب وعلى رأسهم القائد الشهيد عبد اللطيف السيد وغيره الكثير من القادة والضباط والجنود.
آخر قوافل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب كانوا 16 شهيدا من أفراد اللواء الثالث دعم وإسناد بعد استهدافهم الغادر بسيارة مفخخة،وكذلك قائد حزام المحفد ورفاقه الشهداء من منتسبو الحزام الأمني وقوات العمالقة الجنوبية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.