الحوثي يرضخ ويوافق على إطلاق طائرات اليمنية لإعادة الحجاج
شهدت اليمن أحداثاً متسارعة عقب احتجاز مليشيا الحوثي لأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي. جاء هذا الحدث بعد نقل الطائرات آلاف الحجاج اليمنيين من جدة إلى صنعاء. يعد هذا الاحتجاز جزءاً من سلسلة محاولات الحوثيين للتعامل مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في اليمن، ومحاولة لتحقيق انتصارات وهمية لتسويقها على الشعب اليمني.
نهب قيمة تذاكر السفر
سعت مليشيا الحوثي للاستيلاء على قيمة تذاكر سفر الحجاج بمنع تحويلها إلى حسابات شركة الخطوط اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن. كما قامت بمنع الخطوط اليمنية من الصرف من حساباتها في العاصمة صنعاء. جاء هذا الإجراء كرد فعل لقرار البنك المركزي اليمني إيقاف التعامل مع البنوك والمصارف في مناطق سيطرة الحوثيين، ما أثر سلباً على الأوضاع الاقتصادية في تلك المناطق.
جهود الحكومة الشرعية والسعودية
تمكنت الحكومة الشرعية بدعم من المملكة العربية السعودية من إجبار الحوثيين على الرضوخ وإنهاء أزمة الطائرات المحتجزة في صنعاء. تم الإعلان عن إعادة الحجاج اليمنيين الذين تبقوا في السعودية على متن هذه الطائرات إلى صنعاء، مما أظهر نجاح الجهود الدبلوماسية والسياسية للمملكة العربية السعودية في إنهاء الأزمة.
البحث عن انتصارات وهمية
تظهر تهديدات الحوثيين المزمنة بثلاثة أيام أن المليشيا تبحث عن انتصار وهمي لترويجه أمام أنصارها، مدعية أنها استطاعت إعادة الحجاج اليمنيين من خلال الاستجابة لمطالبها. في الواقع، رضخت المليشيا لمطالب الحكومة الشرعية بعد عودة معظم الحجاج اليمنيين إلى اليمن براً أو عبر رحلات الخطوط اليمنية إلى مطار عدن.
التزام المليشيا بالهدنة
لا تملك مليشيا الحوثي قرارها، ولا سيما قرار الحرب، إذ أن تهديداتها لا تتجاوز الفضاء الإعلامي. التزمت المليشيا بالهدنة منذ أكثر من عامين تنفيذًا لأوامر إيران بعد رعاية الصين لاتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية.
التناقضات في مواقف الحوثيين
تزامن توعد الحوثيين بالتصعيد العسكري ودعوتهم للتعبئة العامة في مناطق سيطرتهم مع مشاركة وفدهم في المفاوضات التي ترعاها عمان والسعودية في مسقط. هذا يعكس الانفصام الذي تعيشه قيادة المليشيا ويثبت أنها تلعب على مصالح الشعب اليمني وتحاول التهرب من استحقاقات السلام القادم.
المفاوضات حول الأسرى
لم يقتصر رضوخ مليشيا الحوثي على إنهاء أزمة الطائرات المحتجزة، بل شمل أيضاً عملية التفاوض حول الأسرى. أظهرت الحركة استعدادها لإطلاق سراح محمد قحطان، ما يدل على محاولة الحوثيين تحسين صورتهم أمام المجتمع الدولي والداخل اليمني.
الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية
التأثير على الاقتصاد اليمني
إن احتجاز مليشيا الحوثي للطائرات الأربع لا يعكس فقط الأوضاع السياسية المتأزمة، بل يكشف أيضًا عن أبعاد الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعيشها مناطق سيطرتهم. منع تحويل أموال تذاكر السفر إلى حسابات شركة الخطوط اليمنية في عدن ووقف السحب من الحسابات في صنعاء يشكل ضربة للاقتصاد اليمني المتعثر، إذ يعتمد العديد من اليمنيين على خدمات الطيران للتنقل والعمل. هذه التصرفات تساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية وتزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني أصلاً من تدهور اقتصادي حاد.
التأثير على المواطنين
احتجاز الطائرات يضيف إلى معاناة المواطنين الذين كانوا يأملون في العودة إلى ديارهم بعد أداء فريضة الحج. تعكس هذه الأحداث تلاعب الحوثيين بحياة الناس لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية ضيقة، ما يزيد من حالة الاحتقان والاستياء الشعبي تجاه المليشيا. الاستمرار في هذه السياسات القمعية والاقتصادية التعسفية يزيد من عزلة الحوثيين عن الشعب اليمني ويعزز من المقاومة الشعبية ضدهم.
البعد السياسي والدبلوماسي
موقف المجتمع الدولي
تصرفات مليشيا الحوثي المتعلقة باحتجاز الطائرات والتلاعب بقيمة تذاكر السفر لا تمر بدون ردود أفعال دولية. يُعتبر احتجاز الطائرات انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية، مما يضع الحوثيين تحت ضغوط دولية متزايدة. المجتمع الدولي ينظر إلى هذه التصرفات باعتبارها أعمال قرصنة وابتزاز سياسي، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات إضافية على قادة المليشيا وتضييق الخناق على مواردهم المالية والعسكرية.