إنتهازية الإخوان المسلمين.. إلى أين تقود المنطقة..؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

 

 

عاد الحديث إلى الواجهة مؤخراً عن جماعة الاخوان المسلمين في المنطقة العربية التي تعد احدى الجماعات الغامضة التي شغلت كثيرا المهتمين بالرأي العام العربي والعالمي، وحتى على المستويات المحلية.

تتخفى الجماعة خلف العديد من الاسماء والانشطة واستخدمت الجمعيات والتجارة الخفية لتمويل انشطة الجماعة سياسيا وعسكريا، واباحة استخدام القوة للوصول للسلطة وان كان ذلك باستخدام الارهاب واغتيال وتصفية الخصوم وارقة الدماء.

ويستمد الإخوان اسلوب مشروعية العنف من المفاهيم والتصورات والعقائد التي قامت عليها الجماعة وهي تصورات تجعل من العنف ضرورة لازمة وأمرا لا غنى عنه في سبيل الوصول للجماعة التي تطمح للسيطرة على العالم.

 

يافع نيوز – إعداد / قسم التحقيقات:

 

  • تمهيد:

نشأت جماعة الاخوان كجماعة دينية على يد ” حسن البناء ” في العام 1928 بجمهورية ، إلا أنها تحولت للعمل السياسي طمعا في الحكم باستخدام الدين الاسلامي، وعملت على تغليف نهجها السياسي بالدين لكسب تعاطف الراي العام، إلا انها انكشفت سريعا في مصر ودخلت في مواجهة مع نظام مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وما بعدها.

وبعد انتصار النظام المصري على الجماعة الاخوانية في مصر، خف نشاطها العلني كثيرا واتخذت اشكالا اخرى للعمل والتوسع في العديد من البلدان العربي، رغم بقائها للعمل في اطار تنظيمي واعلامي والذي زاد من تناقضات الجماعة في المواقف وكشف صورتها الحقيقية للشعوب بانها جماعة تسعى للحكم وليس للدعوة الدينية.

عادت الجماعة للظهور بقوة من خلال ما سمي ” الربيع العربي” الذي انطلق من تونس عام 2011، لكنه انتشر في عدد من الدول العربي مخلفا حروب ودمار واسع.

كان الربيع العربي هو بوابة الاخوان المسلمين للعودة والظهور بقوة، وان كان ذلك على حساب الشعوب العربية وخراب الدول.

ومن اجمل ما قيل في وصف ” الربيع العربي ” هو الوصف الذي اطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح عندما سئل عن الربيع العربي فقال: ” ان الربيع العربي جاء بسبب واقع خاطئ بمعالجة خاطئة، تسببت بالفوضى الخلاقة وخلفت الدمار والخراب في العديد من الدول العربية”.

 

  • تسمية ( الاخوان) وادعاء العصمة:

اثارت على مدى العقود الماضية تسمية ” الإخوان ” لجماعة الاخوان المسلمين، كثيرا من الانتقاد نتيجة  للاستخدام الغامض للإسم الذي يعتبر ليس حكراً على جماعة بعينها، بل يعني كل المسلمين أخوة.

فتسمية الإخوان المسلمين بهذا الاسم فيه تلاعب بالمصطلحات وافتئات على جميع المسلمين، حيث إن الأخوّة ثابتة لجميع المسلمين واختزالها في جماعة أمر منهي عنه شرعاً.

وذهب الكثير من المفكرين الى ان استخدام جماعة الاخوان المسلمين لهذه التسمية ليس بريئاَ، بل هو استخدام متعمد يعني أن الإخوان المسلمون يدّعُون لأنفسهم العصمة.

 

تنتشر جماعة الاخوان المسلمين في العديد من الدول العربي، ولانها جماعة تعتمد على السرية ففي الكثير من الدول تتخفى الجماعة تحت اسم حركات وجمعيات تحمل اسم المجتمع والاصلاح والدعوة والارشاد وغيرها من الاسماء العاطفية.

  • أبرز فروع الاخوان المسلمين:

تنتشر جماعة الاخوان المسلمين في العديد من الدول العربي، ولانها جماعة تعتمد على السرية ففي الكثير من الدول تتخفى الجماعة تحت اسم حركات وجمعيات تحمل اسم المجتمع والاصلاح والدعوة والارشاد وغيرها من الاسماء العاطفية.

  • مصر: جماعة الاخوان المسلمين الأم.
  • قطر: اخوان قطر، وصاروا في الفترة الاخيرة متحكمين بنظام الحكم القطري الذي يقوم بدعمهم في الدول العربية .
  • الجزائر: لم تتحرك جماعة الاخوان المسلمين بصفتها الرئيسية لكنها اتخذت مسميات أخرى مثل عادتها في عدد من الدول وابرز تلك المسميات ” حركة مجتمع السلم” .
  • : إخوان السودان وأذرعهم السياسية الجبهة الاسلامية القومية وأذرعها السياسية حزب الامة وحزب الاتحاد الشعبي ومن ثم \حزب المؤتمر الوطني وحزب المؤتمر الشعبي.
  • السعودية: اخوان السعودية وهم عبارة تيارا فكريا حظي بتواجد نسبي داخل المملكة وخاصة في المؤسسات التعليمية والإعلامية وحتى داخل بعض قطاعات السلطة بالمملكة .
  • تونس: اخوان تونس وذراعهم السياسي حركة النهضةالتونسية.
  • : حركة التوحيد والاصلاح وذراعها السياسي حزب العدالة والتنمية. .
  • : اخوان اليمن وذراعهم السياسي والعسكري حزب التجمع اليمني للإصلاح وفروعه حزب الرشاد وفي ممثلا بحركة النهضة للتغيير.
  • الكويت إخوان الكويت وذراعهم حركة الاجتماعي والحركة الدستورية البرلمانية.
  • اخوان العراق وذراعهم السياسي الحزب الاسلامي والحزب الاسلامي الكردستاني.
  • الإمارات: جمعية الاصلاح والتوجيه الاجتماعي ( محظورة ).
  • فلسطين: الحركة الاسلامية وحركة حماس
  • : جمعية الاصلاح البحرينية.
  • ليبيا: حزب العدالة والبناء.
  • : الجماعة الاسلامية.
  • ايران: جماعة الدعوة والإصلاح.
  • : الحركة الاسلامية
  • ماليزيا: الحزب الاسلامي
  • باكستان الجماعة الاسلامية.

 

  • المتاجرة بالدين لنيل السلطة:

استغلت ولا تزال جماعة الاخوان المسلمين في كل الاقطار العربية تستغل الدين الاسلامي للوصول الى السلطة، حيث وظفت الجماعة استخدام كلمة “الإسلام والدعوة والاصلاح الاجتماعي وغيرها” كشعارات لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الشعبية والسياسية للوصول الى السلطة.

وكان التوظيف المتقدم لكلمة الإسلام مكنه من اكتساب شعبية جيدة في جمهورية مصر العربية بشكل خاص وفي بعض البلدان العربية كنتيجة طبيعية لارتباط المسلمين بدينهم وبمن يرفع شعارات إسلامية.

لم تفرق جماعة الاخوان المسلمين بين المشروع وغير المشروع في العمل السياسي، وإنما استخدمت شعار “الإسلام” للوصول للسلطة ولتبرير تصرفاتها أمام الرأي العام وبأنه يخدم الدين الإسلامي.

من المعروف انه حق كل الاحزاب السياسية ان ترفع الشعار المعتاد للوصول الى السلطة بطريقة سياسية، وهو الأمر الطبيعي لكل الأحزاب السياسية في الدول التي تتبنى التعددية الحزبية.

وتورطت الجماعة بإيهام الرأي العام الإسلامي بأن هذا التنظيم تنظيم إسلامي لأنه يرفع شعار “الاخوان المسلمين”، وبأن كل ما يقوم به وما يرفعه من شعارات يتطابق مع الدين الإسلامي في مقابل كل من يرفع شعارات حزبية وسياسية أخرى والذين تم توصيفهم بأنهم لا يمثلون الإسلام.

وهنا وقعت المتاجرة بكلمة الإسلام بأن من لا يرفع شعار الإسلام فهو غير مهتم بالدين الإسلامي أو بأنه يحارب من يرفع شعار الإسلام في الوقت الذي كان فيه تنظيم الإخوان يستخدم سبلاً ووسائل تتنافى تماماً مع الدين الإسلامي الوسطي والداعي لحفظ الدماء والأنفس.

  • إدعاء تمثيل الإسلام السياسي:

كانت الجماعة تدعي أن لا علاقة لھا بالسیاسة، وأن ھدفھا الرئیسي ھو الدعوة والإرشاد فقط، وكانت تحظر على نفسھا العمل السیاسي بموجب المادة (2( من قانونھا، وبذلك استطاع حسن البنا أن یتحایل على القانون والسلطات للحصول على ترخیص بمزاولة الجماعة لنشاطھا الدیني.

في العام 1935 ألغى البنا ھذه المادة، وكان الھدف ھو الانتقال للمرحلة التالیة التي خطط لھا منذ سنوات، ولكن استمر في إنكار وجود أي نوایا سیاسیة للجماعة، ھكذا خدعت الجماعة بعض المصریین بشعاراتھم الدینیة الزائفة، وما إن تنامت قوة الجماعة تنظیمیاً واتسع نفوذھا الجماھیري فإذا بالبنا یكشف النقاب في المؤتمر الخامس لقادة الإخوان 1938 عن حقیقة أھداف السیاسیة.

ونتيجة لهذا التغيير فقد احدث الاخوان خلطاً في المفهوم بين الأسلمة والاخونة، وتمكنوا من خداع الكثير من الناس، حيث ظن الناس ان الاخوان حاملي لواء الاسلام، لكن هؤلاء الاتباع لم يفكروا انهم مسلمين وان مفهومهم لجماعة الاخوان بانهاء الاسلام مجافية لواقعية تواجد الحركة في بلاد الاسلام والمسلمين.

وكان ابرز حيلة اتبعها الاخوان انهم جعلوا مشروعهم ” الاخونة ” متستراً بـ” الاسلمة ” أي تعميم فكرة انهم يمثلون الاسلام بالتركز على بعض الشكليات لجذب شرائح معينة من المجتمع وذلك لغرض الوصول الى تطبيق ” الاخونة ” والوصول الى السلطة.

وتدعي جماعة الاخوان المسلمين احتكار تمثيلها للإسلام السياسي، بينما جميع الحركات والاحزاب العربية هي اسلامية ومواثيقها ودستايرها نابعة من الشريعة الاسلامية، لا سيما غالبية تلك الاحزاب.

وكشفت الاحزاب السلفية حقيقة إدعاء الاخوان المسلمين بتمثيل الاسلام السياسي، إذ ان الاحزاب السلفية لا تنتمي للإخوان ولكنها تمثل الاسلام السياسي ايضا مثل احزاب مصر السلفية وابرزها ” حزب النور “.

  • إيدلوجيا مزدوجة للاستقطاب:

كثير من المفكرين والمراقبين ينظرون لجماعة الاخوان المسلمين بانها جماعة إيدلوجية تعمل بشكل مزدوج يظهر قسم منه على السطح في العلن، بينما تخفي القسم الآخر وتبقي عليه ضمن أسرارها.

أما ما يظهر على السطح من إيديولوجيا الجماعة فهو الجزء الذي تستخدمه لحشد الأتباع، وهذا الجزء العلني أيضاً هو الذي يشكل أساس التعصب للجماعة لأنه يتعلق باستغلال الدين وشعاراته ومظاهره الشكلية.

فهي تحرص على استقطاب الأتباع منذ الصغر لكي يسهل عليها تنشئتهم وتلقينهم مبادئ السمع والطاعة في وقت مبكر من حياتهم. فإذا ما فتح المستقبل أمامهم أبواب المعرفة والتحصيل العلمي فإن الإخواني يكون قد تربى على السمع والطاعة لتصبح تقاليد الجماعة ضمن ثوابته، وبالتالي يبقى أسيراً لها مهما كان علمه ومهما كان تخصصه ودرجته العلمية.

وهذا الأمر يشبه في جانب من جوانبه التربية العسكرية الصارمة التي يخضع فيها الفرد للقائد ولا يسمح له بالإعتراض أو مناقشة الأوامر والتعليمات، ما يجعل من جماعة الإخوان أشبه بميليشيا سرية رغم أن الأسرار بدأت تتكشف بما فيها أسرار الوجه الآخر للجماعة المتعلق بتدريب الفرق الأمنية والمليشيات التابعة لها. أما الجزء الخفي في آيديولوجيا «الإخوان» فهو المتعلق بالأهداف الدنيوية التي تتستر بالدين ومظاهره الشكلية.

لا يهم الاخوان المسلمين كم سيقتل من الابرياء او الشعب في أي دولة، في سبيل وصولهم للحكم والسلطة، فالمبدأ لديهم ” الغاية تبرر الوسيلة ” ولو  سالت الدماء الى الركب، ويستمد الإخوان المسلمين اسلوب مشروعية العنف من المفاهيم والتصورات والعقائد التي قامت عليها الجماعة وهي تصورات تجعل من العنف ضرورة لازمة وأمرا لا غنى عنه في سبيل الوصول للجماعة التي تطمح للسيطرة على العالم.

  • نحكم نحن او ننشر العنف والاغتيالات:

لا يهم الاخوان المسلمين كم سيقتل من الابرياء او الشعب في أي دولة، في سبيل وصولهم للحكم والسلطة، فالمبدأ لديهم ” الغاية تبرر الوسيلة ” ولو على سالت الدماء الى الركب.

ويستمد الإخوان المسلمين اسلوب مشروعية العنف من المفاهيم والتصورات والعقائد التي قامت عليها الجماعة وهي تصورات تجعل من العنف ضرورة لازمة وأمرا لا غنى عنه في سبيل الوصول للجماعة التي تطمح للسيطرة على العالم.

ويمتلئ التأريخ بالاحداث الساخنة وعمليات الاغتيال التي نفذها الاخوان إما انتقاماً من قيادات عربية او إزاحة منهم لقيادات تقف عائقا امامهم، او انشاء جماعات ارهابية تلبي رغبات الاخوان.

وفي مصر وحدها يتذكر التأريخ احداث فضيعة من الاغتيالات كان ابطالها الاخوان المسلمين وبدأت في منتصف عقد الأربعينيات مِن القرن الماضي، وطالت  قيادات مصرية كان ابرز ضحاياها الاتي:

  • إغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في عام  1945 الذي اغتيل في قاعة البرلمان.
  • اغتيال المستشار والقاضي أحمد الخازندار 1948م.
  • اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي في 28 ديسمبر 1948 بعد اقدامه على حل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948.
  • محاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر اثناء ما كان يلقي خطابا بالإسكندرية في‏ 26 فبراير 1954م .
  • اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة في 6 أكتوبر 1981م.
  • اغتيال النائب العام المصري هشام بركات في 29يونيو 2015.
  • اغتيالات وتفجيرات شبة يومية منذ سقوط حكم الاخوان القصير بمصر يذهب ضحيتها المئات من الجنود المصريين اما بالاغتيالات او التفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة.

 

وهذه ليست إلا نموذج من جرائم الاخوان في الاغتيالات والتفجيرات، والتي نشرها الاخوان المسلمين في كل الاقطار العربية طالت السعودية والجزائر والمغرب وتونس والعديد من البلدان .

اما في اليمن فقد بدأ مسلسل القتل والتفجيرات من قبل اخوان اليمن مبكراً منذ اعلان تأسيسهم عام 1990م، حيث تم تصفية المئات من قيادات الجنوب ما بين 90-93 تمهيداً لعملية اجتياح الجنوب واصدار فتوى بتكفير الشعب الجنوبي كي يتم حشد الارهابيين واعضاء الاخوان بتلك الفتوى لقتال الجنوبيين وهو ما حدث فعلاً، بل ان الافضع من الاغتيالات والجرائم حدث طوال الفترة التي ظهر بها الاخوان وكان غالبية ضحاياها من الجنوبيين قيادات سياسية وعسكرية وامنية وشخصيات اجتماعية والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم ما بين تفجيرات وعمليات انتحارية واغتيالات وتصفيات.

  • مشروع وصولي:

للإخوان المسلمين مشروع وصولي يقوم على استغلال الدين للوصول الى السلطة،

وقد اثبتت الوقائع ان الاخوان في مصر يستخدمون الوصولية للوصول الى السلطة، فاستغلوا ما سميت ” ثورات الربيع العربي ” للوصول الى الحكم بدعم قطري تركي إيراني وتخطيط امريكي بريطانيا، اللتين ارادتا ان يكون الاخوان المسلمين نقطة اخرى لابتزاز دول الخليج

وفشلت جماعة الاخوان منذ تأسيسها في استخدام الوصولية للحكم، نتيجة فشل هذا الاسلوب في كسب القناعات الشعبية للشعوب، وما تزال تكرر هذا الاسلوب منذ 88 عاما.

 

  • الربيع العربي طريق الوصول:

لم تكن جماعة الاخوان المسلمين التي فشل في كل مرة ان تصل للحكم تتوقع انها وإن وصلت للحكم من خلال ما سمي ” ثورات الربيع العربي”  فانها لن تبقى فيه طويلاً، إلا ان ذلك حدث فعليا وانتكس الاخوان المسلمين مجددا في الوصول للحكم واحكام قبضتهم على عدد من الدول العربية.

كان الربيع العربي هو بوابة الاخوان المسلمين للعودة والظهور بقوة، وان كان ذلك على حساب الشعوب العربية وخراب الدول.

ومن اجمل ما قيل في وصف ” الربيع العربي ” هو الوصف الذي اطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عندما سئل عن الربيع العربي فقال: ” ان الربيع العربي جاء بسبب واقع خاطئ بمعالجة خاطئة، تسببت بالفوضى الخلاقة وخلفت الدمار والخراب في العديد من الدول العربية”.

 

  • نموذج الاخوان المسلمين باليمن:

في اليمن إدعت جماعة الاخوان المسلمين تمثيلها للإسلام السياسي، رغم ان هناك حركات اسلامية لا تنتمي للإخوان المسلمين ظهرت مبكراً في بدايات القرن العشرين.

وحاولت جماعة الاخوان المسلمين باليمن نسب نفسها الى الحركات الاسلامية اليمنية التي نشأت في جنوب اليمن وشماله، رغم عدم وجود صلات بين النهجين والمشروعين.

وكشف التطورات التاريخية  باليمن أحداث وحقائق كثيرة، وزادت الحرب باليمن من كشف الاوراق التي ظلت مخفية زمنا وابرزها ما يتعلق بـ” إخوان اليمن “.

أحداث الحرب التي رغم ان مليشيات هم من اشعلوها طمعا في الحكم وتسببوا بخراب اليمن شمالها وجنوبها، إلا ان الحرب كشفت حقائق عن الخيانات التي كان بطلها إخوان اليمن ” حزب التجمع اليمني للإصلاح ” من خلال مواقفهم المتناقضة وتخاذلهم عن مواجهة الحوثيين واستخدامهم اسلوب المراوغة والاستنزاف لأموال العربي، حتى صاروا الصورة او الوجه الآخر للمليشيات الحوثية في اليمن.

ولم يكن تخاذل إخوان اليمن عن المشاركة في المعارك دفاعا عن اليمن والشرعية، من مليشيات الموالية لإيران، إلا تتويجاً للتاريخ الأسود من والتناقضات الرهيبة لإخوان اليمن، وانكشاف علاقتهم بالمليشيات الحوثية، وفقا لعلاقة الجماعة الاخوان الدولية بإيران وسياساتها التي باتت تحركها رغبات قطرية لخدمة إيران.

 

  • اخوان اليمن والربيع العربي:

جاء ما يسمى ” الربيع العربي ” من خلال انتفاضة شباب التغيير فبراير 2011 باليمن الشمالي، لكن هذه الانتفاضة أعادت تدوير ” النظام على ذاته ” وكشفت الانتفاضة دور الاخوان المسلمين وطمعهم في العودة للسلطة، بعد ان اخرجهم منها علي عبدالله صالح عقب استخدامهم كورقة لمحاربة اليمن الجنوبي واحتلاله في عام 1994، بعد 4 سنوات من توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية ونشوء حزب التجمع اليمني للاصلاح بعدها مباشرة كفرع لجماعة الاخوان المسلمين.

تمكن اخوان اليمن من استخدام تضحيات  شباب التغيير 2011م، كورقة ضغط يتناسب مع  مراكز القوى التقليدية، وحماية مصالح رعاة الاخوان – علي محسن وآل الأحمر –  ويستأثروا بالسلطة بدلا عن علي عبدالله صالح واسرته واقاربه، ولم يكن مشاركته بالانتفاضة من منطلق وطني خالص، ولهذا  تخلى الاخوان عن هدف الشباب ووقعوا على اتفاقية هشة.

 

  • وصولية اخوان اليمن:

بعد اتفاقية المبادرة الخليجية، وإقدام اخوان اليمن ومعهم احزاب المشترك التي وقعت فريسة بايدي الاخوان على بيع دماء شباب التعيير بثمن بخس، تم الاتفاق على مشاركة الاخوان بالسلطة، ونيلهم مناصب في الحكومة اليمنية، ضمن تشكيل ما اسمي ” حكومة وفاق وطني”.

كشف هذا الاتفاق مدى وصولية الاخوان وتسلقهم على تضحيات الاخرين لنيل جزء من السلطة، وبلا أدنى ضمير او انسانية لديهم سرعان ما انقلب الاخوان على شباب التغيير ووصفوهم بالمخربين، بل ذهبوا الى أبعد من ذلك، حيث وصف القيادي البارز في اخوان اليمن ” حميد الاحمر ” انذاك ساحات الشباب بانها تحولت لساحات ” دعارة بين شباب وشابات التغيير ” .

 

 

  • إخوان اليمن وعاصفة الحزم:

عقب سيطرة مليشيات الحوثيين الموالية لإيران على كل المحافظات اليمنية الشمالية، واعتقالهم للرئيس هادي والحكومة، التزم اخوان اليمن الصمت ولم يحركوا ساكناً للتصدي للانقلاب المليشاوي، رغم ان اخوان اليمن كانوا يمتلكون من القوة ما تستطيع التصدي للحوثيين،  إلا أنهم سلموا كل شيء للحوثيين بما فيها اكبر معسكراتهم المسماه ” الفرقة الاولى مدرع ” التي كان يقودها زعيم الجناح العسكري للإخوان ” علي محسن الأحمر “.

وبعد استكمال الحوثيين سيطرتهم على محافظات الشمال، انتقلوا للحشد والتوجه الى محافظات الجنوب ، وفي هذه الاثناء لم يبرأ إخوان اليمن من مساعدة الحوثيين، إذ أن القيادات العسكرية الإصلاحية التي كانت تمسك معسكرات وكتائب لم تقاتل ولم تواجه، واكتفت بنهب أسلحة ومعدات عسكرية.

وما أن أعلن عن قيام عاصفة الحزم، لردع الحوثيين تأخر اخوان اليمن اعلان موقفهم وتأييد عاصفة الحزم، وأرجع كثير من المراقبين ذلك الى ان اخوان اليمن ينتظرون التوجيهات من قيادة جماعة الاخوان الام، او من قطر، ومع هذا تم اعلان الاخوان بعد اشهر تاييدهم لعاصفة الحزم لكنهم لم ينخرطوا في أي معارك للتصدي للمليشيات الحوثية.

وبعد اشهر من المعارك الضارية التي خاضتها المقاومة الجنوبية، والقصف من دول التحالف العربي، وبعد ان تم دحر مليشيات الحوثي وتحرير الجنوب، إلا وبدأت هواجس إخوان اليمن وتفكيرهم في ركوب موجة الانتصارات الجنوبية والتفكير بالسيطرة على الحكم في التي قيل انها عاصمة مؤقتة .

 

  • استخدام الاخوان للرئيس هادي:

اختطف إحوان ” حزب الاصلاح ” شرعية هادي، واصبحوا متحكمين بقرارها السياسي، ويستخدمونها أداة لتلبية رغباتهم في النفوذ او السيطرة، وخاصة في الجنوب، رغم انهم لم يقدموا لا للشرعية ولا للتحالف ولا لتحرير الجنوب من مليشيات الحوثي أي أعمال مشرفة، بل انهم أعاقوا تقدم الكثير من الجبهات وافتعلوا العراقيل والمشكلات.

وبدأ إخوان اليمن بالسيطرة على الاغاثة التي كان الناس بالجنوب في أمس الحاجة لها بعد اثناء وبعد الحرب، ولأن الاخوان نهجهم يعتمد على استخدام الاغاثة ومساعدات الناس للاستقطاب وتحقيق الاغراض السياسية، لم يكتفِوا بخيانات اليمن الوطن واليمن الانسان ولا بخيانات التحالف العربي، فقاموا بالسيطرة على كل شيء في عدن، وأولها ” الإغاثة والأدوية ” التي سيطر عليها منظمات الإصلاح لتقوم بتوزيعها وفقا لحسابات سياسية، وعمليات استقطاب، قبل أن تتنبه دول التحالف سيما ” الامارات العربية المتحدة”، وتوقف الأمر، وتعلن أن الإصلاح بات يعبث بالإغاثة ويستخدمها لحسابات ضيقة غير مكترث بما يعانيه الناس في عدن والمحافظات الجنوبية.

ومن هنا بدأ إخوان اليمن عقب ذلك عمليات الانتقام ضد كل ما هو جنوبي او ما له صلة بالتحالف  العربي في محافظات الجنوب.

 

  • إنتقام الاخوان من الجنوب والتحالف العربي:

ومع تنبه المقاومة الجنوبية لمخطط اخوان اليمن في التسلق على تضحيات الجنوب، والسيطرة على حكم محافظات الجنوب باستخدام شرعية التي اتخذوها أداة لتحقيق رغباتهم ونزغهم نحو الحكم واستغلال الفراغ السياسي بالجنوب، خرجت مظاهرات شعبية جنوبية ترفض هذه المخطط، وتم بشكل سريع وبدعم التحالف العربي الاعلان عن تشكيل قيادة جنوبية ” “.

ومع استتاب الأمن في الجنوب، ونجاح الخطط الأمنية في محاربة الارهاب، واصل تحول إخوان اليمن للقيام بدور مليشيات الحوثي في الجنوب، تاركين وإحداث تكامل بين الحوثيين واخوان اليمن، ربما ضمن مخطط يهدف الى سيطرة الحوثي على محافظات الشمال واخوان اليمن على محافظات الجنوب، وبالتالي التقاء اهداف الجماعتين المليشاويتين واعلانهما السيطرة على اليمن واسقاطها بأيدي تحالف ” قطر وايران “.

وعند فشلهم في السيطرة على الجنوب بدأ الإخوان في تكثيف جهودهم لدعم أعمال الإرهاب ونسف جهود التحالف الاغاثية والتنموية في عدن وما جاورها، مستخدمين نفوذهم داخل ضد الاستقرار الأمني وجهود إعادة الاعمار، وإنشاء مشاريع خدمية للحد من المعاناة الطويلة التي يتجرعها سكان الجنوب من سنوات طويلة.

والتقى اخوان اليمن بمواقفهم مع مواقف رئاسة الحكومة اليمنية، في تعطيل أشكال الحياة وإبقاء الأوضاع الخدمية على ما هي عليه، وفقا لحسابات سياسية، ونكرانا لجهود التحالف الكبيرة في إعادة تطبيع الحياة وانعاش الخدمات والقطاعات الصحية والتعليمية .

وتشكل داخل الشرعية، تحالف ” تخريبي ارهابي” لا يختلف في أهدافه واحلامه السياسية الاستبدادية، عن تحالف مليشيات الحوثيين، وهو ما بات عائقاً امام دول التحالف العربي  .

 

  • عن صحيفة ” يافع نيوز ” الورقية – في حالة النقل يرجى الاشارة الى المصدر.

 

 

إعجاب تحميل...

#اليمن #الجيش_اليمني #الشرعية


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة يافع نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من يافع نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق