اعتقال إمام أوغلو.. تصعيد سياسي يثير الجدل في تركيا

تصاعد التوتر السياسي في تركيا بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، بتهم تتعلق بالفساد ومساعدة جماعة إرهابية. هذه الخطوة التي جاءت في توقيت حساس، أشعلت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، خاصة مع اعتبارها محاولة لإقصاء أحد أقوى المنافسين للرئيس رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يُعد إمام أوغلو أحد أبرز وجوه المعارضة التركية، ويمثل قوة صاعدة في حزب الشعب الجمهوري، حيث تمكن من تحقيق اختراق سياسي كبير بفوزه برئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، ملحقًا هزيمة مدوية بحزب العدالة والتنمية الحاكم ليس مرة واحدة، بل مرتين، بعد أن ألغت المحكمة فوزه الأول ليعود وينتصر بفارق أكبر في انتخابات الإعادة.
ما يميز إمام أوغلو أنه تجاوز القاعدة التقليدية لحزبه العلماني، واستطاع استقطاب شرائح واسعة من الناخبين، ما جعله منافسًا جادًا للرئيس أردوغان، وكان من المتوقع أن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
اعتقال إمام أوغلو لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل خطوة تُصعّد المواجهة السياسية بين المعارضة والحكومة. حيث وُجهت له تهم تتعلق بـ تزعم منظمة إجرامية، الرشوة، التلاعب بالمناقصات، ومساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور، وهي تهم ينفيها بشدة، مؤكدًا أن دوافعها سياسية.
في رسالة مصورة عقب اعتقاله، أبدى إمام أوغلو تحديه قائلاً: “لن أستسلم”. لكن هذه الأزمة تُعيد إلى الأذهان ما حدث مع أردوغان نفسه في التسعينيات، عندما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول وواجه عقبات قانونية كادت أن تعصف بمستقبله السياسي.
رغم مواجهته اتهامات قانونية سابقة، مثل إهانة مسؤولين عموميين، والتي صدر فيها حكم بسجنه لعامين ونصف عام في 2022، إلا أن التهم الأخيرة تُعد الأخطر. إذ أفاد مكتب المدعي العام في إسطنبول أن أكثر من 100 شخص متورطون في مناقصات بلدية يُزعم أنها شابها الفساد، من بينهم صحافيون ورجال أعمال.
كما أثيرت قضية أخرى تتعلق بتعاون مزعوم مع حزب العمال الكردستاني، وهو ما يزيد الضغوط عليه. إلى جانب ذلك، ألغت جامعة إسطنبول شهادته العلمية، وهو إجراء قد يمنعه من الترشح للرئاسة في 2028 إذا تم تأييده قضائيًا.
مع تصاعد الغضب الشعبي، فرض حاكم إسطنبول حظرًا على التظاهرات والتجمعات العامة لمدة أربعة أيام، في محاولة للسيطرة على الوضع. لكن رغم كل العقبات، يواصل إمام أوغلو التأكيد على أن معركته ليست مجرد مسألة شخصية، بل معركة من أجل الديمقراطية في تركيا.
المفارقة اللافتة أن مسيرة إمام أوغلو السياسية تشبه إلى حد كبير بدايات أردوغان، فكلاهما تولى رئاسة بلدية إسطنبول، وكلاهما وُلد في منطقة البحر الأسود، وكلاهما واجه تحديات قانونية كادت أن تُنهي مستقبله السياسي.
وفي استذكار طريف، قال إمام أوغلو إنه استضاف أردوغان ذات يوم في مطعمه الخاص بكرات اللحم في إسطنبول، مضيفًا: “لم آخذ ماله، ولن يدفع تلك الفاتورة ما دام حيًا”. لكن يبدو أن الفاتورة السياسية أصبحت أكثر تعقيدًا الآن، حيث يخوض إمام أوغلو معركته الكبرى ضد أردوغان نفسه.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عمان 44 , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عمان 44 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.