رسوم مرتفعة وكفالة معقدة.. معاناة اليمنيين مع الإقامة في السعودية

في قلب المملكة العربية السعودية، حيث يعيش مئات الآلاف من اليمنيين، تتفاقم معاناة الجالية يوماً بعد يوم بسبب تعقيدات الإقامة والقيود القانونية المرتبطة بها. ما بين رسوم باهظة، وتعقيدات الكفالة، ومخاطر الترحيل، يعيش كثير من اليمنيين في حالة قلق دائم، وسط أمل بتحسن الأوضاع أو تسهيل الإجراءات.
رسوم الإقامة: عبء لا يُحتمل
بدأت القصة مع ارتفاع كبير في رسوم تجديد الإقامة، حيث تصل تكلفة إقامة الفرد الواحد إلى آلاف الريالات سنوياً، شاملاً التأمين الصحي ورسوم الجوازات. وتتضاعف الأعباء على العائلات الكبيرة بسبب رسوم المرافقين التي تبلغ 400 ريال سعودي شهرياً لكل شخص. هذه التكاليف دفعت بعض العائلات إلى التفكير في العودة إلى اليمن، رغم المخاطر، أو العمل بشكل غير نظامي للبقاء.
قيود الكفالة… حلم الاستقلال مقيّد
نظام الكفالة لا يزال عائقاً أمام حرية التنقل والعمل، إذ يتحكم الكفيل بكل تفاصيل إقامة العامل، من التجديد إلى نقل الكفالة. وتحدث بعض اليمنيين عن تأخير أو رفض طلبات النقل دون مبرر، ما يهدد بإنهاء إقامتهم وترحيلهم. ورغم وعود تحسين النظام، إلا أن كثيرين يرون أن الواقع لا يزال كما هو، بل يزداد تعقيداً.
ترحيل يهدد الاستقرار
مخاطر الترحيل تطارد اليمنيين ممن تنتهي إقامتهم أو يعملون في مهن غير مصرح بها، خاصة مع الحملات الأمنية المتكررة ضد مخالفي نظام الإقامة. بعضهم يتم ترحيله دون منح فرصة لتسوية أوضاعه أو دفع الغرامات، ما يؤدي إلى خسارة مصدر رزق الأسرة.
البطالة وغياب الدعم القانوني
في ظل سياسة توطين الوظائف “السعودة”، تقلصت الفرص المتاحة لليمنيين، وأجبر كثيرون على القبول بأعمال غير مستقرة أو بأجور متدنية. كما أن الإجراءات القانونية المعقدة، وغياب جهة رسمية تدعمهم في النزاعات مع الكفلاء، زادت من حدة المشكلة، وجعلت اليمنيين أكثر عرضة للاستغلال.
المأساة الإنسانية تتكرر
الفئات الأضعف مثل اللاجئين أو النازحين لا يحصلون على اعتراف رسمي كلاجئين ولا يتلقون مساعدات دولية، ما يصعّب عليهم الحياة. كما تعاني عائلات كثيرة من مشاكل في توثيق عقود الزواج أو تسجيل المواليد، في ظل تعقيدات السفارة ومتطلبات الجهات السعودية.
التمسك بالأمل رغم الظروف الصعبة
ورغم هذه الظروف القاسية، لا يزال اليمنيون في السعودية يتمسكون بالأمل، في انتظار أن تتغير القوانين لصالحهم، أو أن يُمنحوا معاملة إنسانية تليق بظروفهم. فهل تحمل السنوات المقبلة انفراجة لهم؟ أم أن رحلة المعاناة ستطول؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.