فزعة وشهامة كفيل سعودي جعلته يكسب قلوب 40 مليون يمني
المواقف الإنسانية التي تتسم بالرجولة والمرؤة والشهامة والفزعة هي أجمل شيء في هذه الحياة ، فمساعدة الملهوف ومناصرة المظلوم والمواقف الرجولية للمساندة والمؤازرة تفرح القلوب وتبهج النفوس وتشرح الصدور وتجعل الجميع يشعرون إن الدنيا لا تزال بخير.
الفزعة والمواقف الرجولية، لا تثير فرحة الناس فقط ، بل هي أقرب طريق لنيل رضا الله ، فصنائع المعروف تقي مصارع السوء، والرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي لا ينطق عن الهوى يقول في الحديث الشريف ” أعظم عمل تتقرب به إلى الله سرور تدخله في قلب أخيك” وكلمة أخوك في هذا الحديث النبوي الشريف لا تعني ابن أبوك وأمك أو اخوك في الإسلام ، بل تعني كل إنسان على وجه الأرض مسلما كان أو كافرا، بل وحتى الحيوانات ننال الأجر والثواب من الله إذا أحسنا معاملتها، فقد دخلت بغي من بغايا إسرائيل الجنة لأنها رحمت كلب عاطش كاد يفقد حياته من شدة العطش، فسقته وانقذته من الموت، فرحمها الله برحمته التي وسعت كل شيء، وأدخلتها جنات النعيم.
كثيرة جدا هي المشاهد التي رأيناها في السعودية، سواء على أرض الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مشاهد لمواقف رجولية تثلج الصدر وتفرح الفؤاد، فكم من مقيم تم العفو عنه لوجه الله في اللحظات الأخيرة بعد ان كان الموت يحوم فوق رأسه والسياف مستعد لفصل رأسه عن جسده، وفجأة يتدخل أمير أو يفزع شيخ أو رجل خير لدى أهل الضحية لنسمع التكبيرات والتهليلات في الميدان بعد العفو عن القاتل، لتعود إليه الحياة وتعود البسمة والسعادة في وجوه كل أفراد أسرته.
مقيم يمني ظهر على مواقع التواصل، وتحديدا على منصة “تيك توك” وشرح الموقف الرجولي والشهامة والفزعة الكريمة من قبل شخص سعودي يدعى ” فراس بن صالح بن ناصر الحسيني العتيبي” وهو من أبناء الطائف ويمارس عمله في منطقة الدوادمي، ويقول المقيم ان الشركة التي كان يعمل بها طلبت منه البحث عن كفيل أو إنها ستعمل له خروج نهائي من المملكة ففزع إلى هذا الشهم العتيبي، الذي طمأنه وسارع يؤكد له انه سيلبي كل طلباته حتى قبل أن يعرف ما هي المشكلة.
العتيبي كان يدرك إن نقل الكفالة ستكلف المقيم اليمني الكثير من المال لذلك قرر منحه تأشيرة مميزة تجعل التكاليف عليه أقل، كما أن المهنة التي وضعها في التأشيرة ستعفي المقيم اليمني من الرسوم المرهقة، ولن يدفع سوى مبلغ بسيط أقل من ألف ريال سنويا لتجديد إقامته.
ويضيف المقيم اليمني أن عيونه دمعت حين منحه التأشيرة وقال له ” عد إلى أهلك في اليمن وأقضي معهم العيد، وبعد إجازة العيد سأكون في انتظارك، ولم يكتفي هذا الشخص الكريم بمنح التأشيرة، بل إنه حين عاد المقيم اليمني إلى المملكة منحه سيارته ” هيلوكس” ليعمل عليها ويترزق منها، لأن المقيم اليمني كان يعمل في توزيع الأدوات الكهربائية في مختلف المدن ويحتاج لسيارة للتنقل.
ويكشف المقيم اليمني إن قلبه كاد يتوقف بعد وقوع حادث سير ويضحك وهو يقول الحمد لله انه محظوظ لأنه صدم ” حمار ” وليس إنسان، لكن ذلك تسبب بأضرار وتلفيات كبيرة للسيارة، فكان يشعر بالحياء والخجل، ولا يدري ماذا سيقول لكفيله الشهم، لكن العتيبي لم يخيب ظنه وطمأنه قائلا له ” الحمد لله على سلامتك والمهم انك بخير، أما السيارة فيمكن تبديلها، ويؤكد المقيم اليمني في حديثه إن تصليح السيارة كلف 8 ألف ريال وأن كفيله رفض أن يأخذ منه هللة واحدة.
لله درك أيها العتيبي العظيم، ورب الكعبة المشرفة إني لا أعرفك ولا أعرف المقيم الذي تحدث عنك، ولم أقابلكما في حياتي كلها، لكن أقول لهذا العتيبي الشهم إن عملك النبيل جعلك تكسب محبة واحترام 40 مليون يمني، وقبل هذه المحبة والاحترام فقد نلت محبة الله ورضوانه بهذا الموقف الرجولي والعمل العظيم والنبيل لتنال رضى الله فهنيئا لك هذا التوفيق الرباني، وتأكد إن اليمانيين معروف عنهم الوفاء، وهذا المقيم الذي وقفت إلى جانبه، وكنت شهما ورجلا بكل معنى الكلمة يقسم بجلال الله وعظمته إنه مستعد أن يفديك بروحه ولا ينسى لك هذا الجميل طالما كان حيا، وبالنسبة لي شخصيا فأقسم بالله إنني دعوت لك من أعماق قلبي، فلك الشكر والتقدير والثناء أيها العتيبي العظيم أنت وأمثالك من النبلاء في السعودية وهم كثيرون، وحفظ الله المملكة حكومة وأرضا وشعبا، ودمتم بخير وعافية وأمن وأمان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.