رحيل الأسد يعيد الأمل لليمنيين: كيف يمكن للولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة المساهمة في إنهاء حكم الحوثيين؟
رحيل الأسد يعيد الأمل لليمنيين: كيف يمكن للولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة المساهمة في إنهاء حكم الحوثيين؟
المشهد اليمني – متابعات خاصة
في لحظة فارقة للمنطقة، يتنفس اليمنيون الصعداء بعد أن رحل بشار الأسد عن سوريا، بعد أكثر من ربع قرن من حكمه الفاسد والمتهالك. ورغم الدعم الإيراني والروسي الذي كان يحظى به، فإن الأسد لم يعد قادرًا على الحفاظ على سلطته، مما أدى إلى تراجع نفوذ “محور المقاومة” الذي كان يضم سوريا وحزب الله.
ولطالما كانت سوريا عمادًا للجسر البري والجوي الذي مكّن حزب الله من الاستمرار، واليوم يبدو أن أيامه باتت معدودة.
وبينما انهار حكم الأسد بسبب فساده وسوء إدارته الذي جعل المجندين يرفضون التضحية من أجل بقاء النظام، يتجه اليمن نحو ذات المصير مع الحوثيين. فبينما يحظى الحوثيون ببعض الدعم القبلي، إلا أنهم لم يستطيعوا توسيع قاعدة حكمهم لتشمل ما هو أبعد من الأسرة والعشيرة.
وفي الوقت نفسه، يواصلون الحصول على إيرادات كبيرة من ميناء الحديدة، حيث فشلت الأمم المتحدة في إلزامهم بشروط اتفاق ستوكهولم، مما يتيح لهم الاستفادة من الميناء والمساعدات الإنسانية الدولية.
لكن بالنسبة لليمنيين، لا يمكن قبول مزاعم الحوثيين بالشرعية أو القوة. فالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدير المناطق الخاضعة لسيطرته يتمتع بكفاءة أكبر وأمن أعظم مقارنة بالحوثيين الذين يعانون من عدم القدرة على تحسين مستويات المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية.
الأمر الذي يفتح الباب أمام الفرص للمجتمع الدولي، خصوصًا الولايات المتحدة وحلفائها العرب المعتدلين، للتحرك لإنهاء حكم الحوثيين.
دور الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة في إنهاء حكم الحوثيين
أولاً، يتعين على الولايات المتحدة أن تضغط على الأمم المتحدة لفرض الامتثال لاتفاق ستوكهولم. من غير المقبول أن يستمر الحوثيون في العمل بميناء الحديدة أو أن تتدفق الرسوم الجمركية إلى خزائنهم.
ويجب أن يكون هناك ضغط حقيقي لمنع الحوثيين من الاستفادة من هذه الموارد، خاصة مع تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الأمم المتحدة في التعامل مع منظمة الأونروا في غزة.
ثانيًا، يجب أن تعمل الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة على تجفيف شحنات الأسلحة التي تصل إلى الحوثيين. هناك سابقة للولايات المتحدة في فرض عقوبات على الطائرات التي تورطت في نقل الأسلحة إلى الإرهابيين، ويجب أن تواصل هذا النهج مع الخطوط الجوية اليمنية التي تتورط في نقل الإمدادات العسكرية من بيروت، أو حتى شراء الوقود من الحوثيين.
ثالثًا، يجب على الولايات المتحدة أن تراجع سياستها في التعامل مع الحوثيين، خاصة فيما يتعلق بخارطة الطريق الدولية. فالإدارة الأمريكية الحالية قد قدّمت تنازلات مسبقة للحوثيين، مما منحهم شرعية غير مستحقة.
في الوقت نفسه، يعمل المعهد الديمقراطي الوطني على تقويض المعارضة للحوثيين من خلال تمكين جماعة الإخوان المسلمين في الوسط اليمني.
اليمن في مفترق طرق: هل يثور اليمنيون ضد الحوثيين؟
بعد سنوات من الحرب الأهلية، يعاني اليمن من نفس الوضع الذي عاشه السوريون تحت حكم الأسد. الحكومة الحوثية في صنعاء لا تعترف بها دوليًا، ولكنها تفرض سيطرتها على العاصمة والمناطق المحيطة بها بنفس الطريقة التي كان الأسد يسيطر بها على سوريا.
هي حكومة فاسدة وغير قادرة على تقديم خدمات لائقة للمواطنين، في الوقت الذي يزداد فيه الاستياء الشعبي.
قد يصبح الوضع أكثر سوءًا إذا استمر المجتمع الدولي في تجاهل أزمة اليمن، ورفض الالتزام بتغيير الوضع الراهن. وفي حال عدم التحرك الجاد، فإن اليمنيين قد يتحركون بأنفسهم لإنهاء حكم الحوثيين، تمامًا كما كان الحال في سوريا.
خاتمة: ماذا عن مصير الحوثيين؟
إن كان بشار الأسد قد هرب إلى روسيا بعد سقوط حكمه، فإن الأمل يبقى في أن ينتهي حكم الحوثيين بنفس الطريقة. وقد تكون لحظة تاريخية عندما يتحرك المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب المعتدلون، لإنهاء هذا الكابوس اليمني وتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة العربية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.