إيران تكشف مصير ‘‘محور المقاومة’’ بعد فقدانها سوريا.. والسبب الحقيقي لانهيار ‘‘الأسد’’ وتتحدث عن تواصلها مع الحوثيين

أكد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، أن ما يسمى محور المقاومة هو “مدرسة” وسوف تجد طريقها من دون سوريا.. مشيرًا إلى السبب الحقيقي لانهيار قوات بشار الأسد في مواجهة زحف المعارضة.

وقال عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الايراني حول التطورات الأخيرة في المنطقة: باعتقادي، ان كل شيء كان واضحا، فالتحليلات التي كانت موجودة والأخبار الواصلة كانت تشير إلى وجود مثل هذه الخطوة. تحليلياً وإعلامياً، كنا نعلم أن هناك مخططاً وراء الكواليس من قبل (اميركا والكيان الصهيوني) لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، وكان هذا المخطط موجوداً دائماً.

واضاف: بعد التطورات في غزة ولبنان، كان من الطبيعي أن تستمر هذه التحركات، ولكن من الناحية الميدانية والمعلوماتية، كان أصدقاؤنا في أنظمة المعلومات الأمنية في بلدنا وفي سوريا على علم تام بالتحركات في إدلب وتلك المناطق. وتم أيضًا نقل جميع المعلومات ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري.

وأضاف عراقجي: ما كان مفاجئاً هو عجز الجيش السوري عن التصدي لهذه الحركة التي بدأت، والثانية هي سرعة التطورات. عندما كنت في الدوحة للمشاركة في المنتدى، جاءت جميع دول المنطقة للنقاش حول هذه القضية لان المنتدى كان مرتبطا بقضية أخرى. الدول المهمة في المنطقة كانت حاضرة هناك وكان لنا لقاء مشترك معهم، وكان سؤال الجميع هو لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة. هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع، بحسب وكالة “مهر”.

الجيش السوري أصبح اسير الحرب النفسية

وقال وزير الخارجية الإيراني، إن بشار الأسد نفسه، عندما التقيت به أنا والسيد لاريجاني، كان متفاجئًا واشتكى من سلوك جيشه، وكان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية، وفي رأيي الجيش السوري اصبح اسير الحرب النفسية.

وتابع: ان العلاقة بين إيران وسوريا منذ أربعين عاماً كانت في ثلاثة مجالات مختلفة، أحدها مجال المقاومة، اذ أن سوريا عضو مهم في محور المقاومة ولعبت دوراً مهماً في المواجهة مع الكيان الصهيوني والدفاع عن الفلسطينيين وتحملت الكثير من الضغوط ولم تتنازل أبدا عن هذا الهدف. علاقتنا كانت موجودة دائما وكنا ندعم سوريا كعضو مهم جدا في مجال المقاومة دوما، حسب زعمه.

وأشار عراقجي إلى أن مجال التواصل الثاني بين إيران وسوريا هو القتال ضد داعش، وقال: إن داعش برزت كظاهرة إقليمية وخارج إقليمية في وقت ما وانتشرت أولا في العراق ثم إلى سوريا وأثارت قلقا دوليا. الدور الرئيسي في مكافحة هذه الظاهرة لعبته جمهورية إيران الإسلامية، وبناء على طلب كل من سوريا والعراق أرسلنا قوات إلى هذين البلدين، وبالطبع كان ذلك بشكل أساسي لضمان أمننا.

وأضاف وزير الخارجية: لو لم نقاتل في العراق وسوريا، لكان علينا أن نقاتلهم في إيران، لذلك كان علينا أن نقاتل ضد داعش خارج أراضينا حتى نواجه أقل تهديد في بلادنا. والحقيقة أنه ينبغي القول إن الانتصار على داعش كان بالأساس نتيجة جهود (الحاج قاسم سليماني)، الذي قاد العمليات ضد داعش.

وأكد أن الهجمات الأخيرة في سوريا جاءت خلافا لمسار اجتماعات أستانا، مضيفًا: عندما هُزم داعش، انسحبت قواتنا التي ذهبت إلى هناك بطلب من الحكومة السورية مرة أخرى بناءً على طلب الحكومة السورية، ولم يكن لدينا أي واجب آخر، بالطبع بعض قواتنا ظلت هناك وكان على عاتقهم مسؤولية الدور الاستشاري.

أما الجانب الثالث من الدعم الإيراني لبشار الأسد، فيتعلق بالعلاقة بين الحكومة السورية وشعبها ومعارضيها، وفق عراقجي، الذي قال: كنا نوجه الحكومة السورية دائماً للحديث مع معارضيها من أجل حل الخلافات بينهم، وتعاونا معهم في هذا الأمر إلى حد النصح والتوجيه.

وتابع وزير الخارجية: إن الهجمات الأخيرة التي وقعت كانت في الواقع ضد مسار اجتماعات أستانا، لأنه كان من المفترض أن يحدث شيء آخر. أحد أهداف عملية أستانا كان أنه بعد إحلال السلام في سوريا، ستقوم الدول الثلاث الضامنة، إيران وروسيا وتركيا، بمساعدة سوريا والمعارضة على إقامة حوار سياسي بينهما، وإصلاحات سياسية، وتغييرات في الدستور إذا لزم الأمر ، وقد تحركنا بهدوء في هذا الاتجاه خلال السنوات العشر الماضية ويجب القول أن هذا الاتجاه لم يسر بشكل جيد كما كان متوقعا.

وأكد عراقجي أنه لم يكن لدى حكومة الأسد سوى القليل من المرونة والسرعة في هذا الاتجاه. الموضوع الداخلي في سوريا، والحوار مع المعارضين أو ربما مواجهتهم، كان يتعلق بالجانب السوري نفسه، وفي النهاية ساعدناهم على حد النصح والتشاور والتوجيه. وهذا في الواقع هو الجزء الذي يعاني الآن من مشاكل، والجيش السوري لم يؤد مهمته بشكل صحيح هنا، ولم يكن من المفترض أبداً أن نحل محل الجيش السوري لحل وتسوية مشاكلهم الداخلية.

وجدد المسؤول الإيراني، أن الهزيمة النفسية لجيش الأسد، كانت هي سبب انتكاسته، وقال: ان حقيقة أن الجيش السوري لم يتمكن من المقاومة على الإطلاق، أعتقد أن الأمر كان متعلقا بالجوانب النفسية للمسألة، أو ربما هناك كانت قضايا أخرى. لقد عقدنا اجتماع عملية أستانا في الدوحة، وعندما تم إبلاغ وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والعراق ومصر والأردن بوجود مثل هذا الاجتماع، وصلوا بسرعة إلى الدوحة، على الرغم من عدم وجود خطط لديهم للمشاركة في هذا الاجتماع من قبل، وطلبوا منا عقد اجتماع مشترك بين الدول الأعضاء في عملية أستانا وهذه الدول الخمس (السعودية والعراق ومصر والاردن وقطر)، وكان هاجس جميع الأعضاء المشاركين هو ألا تتجه سوريا نحو الانهيار او الانقسام الداخلي، او ان تصبح وسيلة للإرهابيين، وتعود داعش مرة أخرى.

وقال عراقجي: في الاجتماع الذي عقدناه أكدنا على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية واستقرار حدودها وأن لا تصبح مكاناً للإرهابيين وطالبنا بوقف الصراعات فوراً وان يبدأ الحوار بين الحكومة السورية والمعارضين. كان هذا طلبًا تقدمت به الدول الثماني في المنطقة، لكن تطور الاحداث كان سريعًا جدًا.

واضاف: كنا على علم بالمؤامرة المستمرة، حتى أننا عرفنا عدد القوات التي تم تدريبها وتنظيمها. وفي الأسبوع الماضي، تمت مراجعة المحادثات نفسها مع بشار الأسد، وهو نفسه تأثر بوضع جيشه وتفاجأ بعدم وجود حافز في الجيش.

وأضاف وزير الخارجية: من باب الدبلوماسية العامة، ذهبت إلى مطعم في دمشق وكان خطابنا هذا موجهاً للناس العاديين، كما فعلت ذلك في القاهرة، لأن من نخاطبه في النهاية هو الشعب، وهي خطوة لاقت ترحيبا من الشعب السوري.

وقال عراقجي: ان هاجس المنطقة أثير الليلة الماضية في اطار ذلك البيان، وهذا الهاجس لا يزال قائما، ونحن نراقب التطورات حتى لا تتحقق تلك الهواجس. هواجس من حرب طائفية أو حرب أهلية أو لا سمح الله تفكك وانهيار سوريا بالكامل وتحولها إلى مركز للإرهابيين.

بدائل سوريا

ويقول عراقجي، ليس الأمر وكأن المقاومة ستتوقف بدون سوريا، كيف هو طريق تواصلنا مع اليمن؟ هل طريق تواصلنا مع غزة مفتوح؟ اليمن وغزة يقاومان. المقاومة ستجد طريقها على أية حال، لأنها هدف مثالي وليست حرب كلاسيكية، ولهذا السبب لا يمكن تدمير المقاومة، رغم أنها تواجه قيودا، لكنها في النهاية تمكنت من توفير أسلحتها الخاصة ومتابعة طريقها الخاص. ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن هذا المسار سيتوقف عندما تخرج سورية من دائرة المقاومة.

التشاور لضمان أمن الأماكن الدبلوماسية والدينية في سوريا

وقال عراقجي: ننتظر لنرى ما هي الحكومة التي سيتم تشكيلها في سوريا، إذا وصلنا إلى مرحلة نعترف فيها بتلك الحكومة فهذا طبيعي. وسنضع السفارة السورية في طهران تحت تصرفهم ولكن حتى ذلك الحين سيبقى السفير والموظفون الحاليون في سفارتهم. وفيما يتعلق بسفارتنا، تحدثنا مع أطراف مختلفة في سوريا فيما يتعلق بأمن سفارتنا في دمشق وقنصليتنا في حلب، وكذلك فيما يتعلق بأمن الأماكن المقدسة، مرقد “السيدة زينب (س)” ومقام “السيدة رقية (س)”، وقد تلقينا ضمانات فيما يتعلق بالحفاظ على حرمة هذه الأماكن.

واضاف: أن الاعتداء على السفارة الإيرانية في دمشق صباح (أمس) يظهر أنه لم يكن منظما من قبل مجموعات خاصة. لكن ما حدث في حلب كان أمرا مستهجنا للغاية، بالنسبة لنا، المراقد المقدسة هي الأهم، وفي هذا الصدد، لم نر أي شيء يخالف هذا الموضوع ولم يكن هناك تدنيس لها لكننا على اتصال مع جهات مختلفة لن أسميها.

وصرح وزير الخارجية: لدينا اتصالات مختلفة مع مختلف الأطراف لضمان أمن الإيرانيين الموجودين في سوريا وسنعيد كافة أولئك الذين ذهبوا إلى سوريا لأعمال البناء وما إلى ذلك.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى