مغترب يمني دخل قسم شرطة سعودي وقام بعمل لا يصدقه العقل

أثار شاب يمني ذهول ضباط وجنود سعوديين داخل قسم شرطة في منطقة بيشة الواقعة جنوب المملكة، فما فعله شيء لا يصدقه العقل ولا يخطر على البال، إذ اقتحم القسم وهو يحمل كيس، وعندما عرف أفراد القسم من الضباط والجنود ما يحتويه الكيس أصابت الجميع دهشة كبيرة غير مصدقين ما يجري.

الشاب اليمني كان مجهول الهوية، اي انه مخالف لنظام الإقامة والمفترض انه يهرب من الدوريات الأمنية ورجال الشرطة لأن القبض عليه يعني ترحيله من المملكة، ورغم ذلك ذهب بنفسه إلى قسم الشرطة ليسلمهم كيس بداخله كمية كبيرة من الذهب واخبرهم انه وجد الكيس ويريد تسليمه لأصحابه فشكره الضابط وسط ذهول جميع من كان في القسم اعجابا واحتراما لهذا الشاب الأمين الذي يندر ان تجد له مثيل في هذا الزمن.

ويقول راوي الواقعة التي نشرتها شبكة المجد السعودية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي( اليوتيوب والتيك توك) انه تم استدعاء صاحب كيس الذهب، فجاء وأخذ الذهب دون أن يمنح الشاب اليمني اية مكافأة وهو ما أثار سخط واستنكار ضباط القسم، فشكروا الشاب اليمني دون أن يخطر ببالهم أن يسألوه أن كان يحمل هوية ام لا، وكان ذلك أمر منطقي لأنه يستحيل قدوم مجهول الهوية إلى قسم شرطة.

وإذا كان صاحب الذهب شخص لئيم وبخيل ولم يمنح شيء لهذا الشاب الأمين، فإن الرزاق الكريم هو الذي أعطاه من واسع جوده، فكانت نهاية سعيدة لهذا الشاب اليمني الأمين، فرغم فقره وحاجته الشديدة للمال، الا انه قام بما يرضي الله ورسوله، وهذا يذكرنا جميعا بقول الله سبحانه وتعالى( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) وأيضا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه)).

أمضى الشاب اليمني الأمين فترة من الوقت دون عمل في احدى العزب مع جماعته، حيث انتقده الجميع بشدة ووصفوه بالاحمق والاهبل، وسخروا منه لانه أضاع الفرصة من بين يديه بسبب الغباء وسوء التصرف حسب ما يعتقدن، لكنه لم يأبه لهم، فقد كانت لديه قناعة تامة بأن ما فعله كان هو الصواب.

وبعد أن فشلت كل محاولاته لإيجاد عمل، تلقى اتصال من احد معارفه في مدينة جدة، فسافر الى هناك حيث عمل لدى رجل اعمال سعودي ثري من أصول يمنية عرف بقصته وأراد ان يمنحه ما يستحق، فلم يكتفي بتوظيفه براتب كبير، بل قام بتحسين وضعه واصدر له إقامة نظامية، وقد سأله رجل الأعمال الم يخشى من القبض عليه حين دخل قسم الشرطة لانه مجهول الهوية، فرد بكل عفوية انه لم يفكر بذلك الأمر مطلقا، وكان كل تفكيره هو كيف يعيد الذهب لصاحبه، فازداد إعجاب رجل الأعمال به وصار يثق به ثقة مطلقة ويكلفه بكل الأمور المالية بالشركات التابعة له.