البحر الأحمر على صفيح ساخن.. مصر تتحرك عسكريا وتنتقل من مراقب إلى فاعل ضد تصعيد الحوثيين ومحللون: الحسم يقترب

في خطوة تكشف عن تحول كبير في مواقفها الإقليمية، أكدت مصر على دورها المتزايد في التوترات بالبحر الأحمر، وصراع اليمن، حيث بدأت تخرج من خانة المراقب أو الداعم الخفي، إلى الفاعل المباشر الذي يؤثر في سير مآلات الصراع، خاصة في ظل الاصطفاف الإقليمي والدولي ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران. وفق ما يرى محللون.

تجلى هذا بعد لقاء قائد البحرية المصرية مع قناة الحدث السعودية، الأربعاء الماضي، حيث أعلن عن رئاسة مصر للقوة 153 الخاصة بحماية أمن البحر الأحمر، وهي خطوة غير معهودة في السياسة العسكرية المصرية تجاه الوضع في اليمن. وقد فسر البعض هذه الخطوة بأنها تعبير عن التزام مصر الواضح بأمن المنطقة وبقضية البحر الأحمر، الذي يعد بمثابة شريان حياة لمصر من خلال قناة السويس.

تأثيرات اقتصادية مباشرة على مصر

ويعد البحر الأحمر من أهم الممرات البحرية الاستراتيجية بالنسبة لمصر، حيث يمثل مصدرًا رئيسيًا لإيرادات قناة السويس. ومع تزايد تهديدات حركة الملاحة نتيجة للأنشطة الحوثية في البحر الأحمر، تشير التقارير إلى أن مصر تواجه خسائر فادحة قد تصل إلى 60% من إيرادات قناة السويس بسبب تراجع حركة الشحن البحري عبر باب المندب.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني مصر من اضطراب في التعاقدات التجارية، خاصة تلك المتعلقة بالقمح، مما يهدد الأمن الغذائي المصري بشكل كبير.

بجانب التحديات الاقتصادية، تشير تحليلات أمنية إلى أن مصر تتحرك بجدية في ملف البحر الأحمر، حيث أن استقرار هذا الممر المائي يعتبر جزءًا من الأمن القومي المصري. ومع استمرار الحوثيين في تهديد حرية الملاحة، خاصة مع تصاعد التهديدات ضد السفن التجارية، فإن مصر تدرك تمامًا أن الحوثي وإيران يمثلان تهديدًا ليس فقط للمنطقة، بل أيضًا للأمن الداخلي لمصر.

القلق المصري لا يقتصر فقط على البحر الأحمر، بل يمتد إلى تأثير الحوثيين وإيران في المنطقة بشكل أوسع. فإيران تدعم تنظيمات مسلحة في اليمن والصومال، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المصري، خاصة في سيناء، التي شهدت في السنوات الأخيرة نشاطات إرهابية مرتبطة بالجماعات المدعومة إيرانيًا. وفق مراقبين.

التحولات الإقليمية

وتتزامن التحركات المصرية مع تغيرات جوهرية في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة. الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة الرئيس ترامب، قد أدركت التحديات الاستراتيجية التي تفرضها إيران، خاصة في اليمن. فبعد الضغط على إيران في ملفات متعددة، بما في ذلك الملف النووي، باتت واشنطن أكثر عزيمة على تقليص نفوذ طهران في المنطقة، الأمر الذي ينسجم مع المصالح الأمنية والاقتصادية لمصر.

في هذا السياق، قد يشهد اليمن تحولات كبيرة، حيث تجتمع مصالح الولايات المتحدة والدول الخليجية، مثل السعودية، لتحديد مستقبل البلاد بعيدًا عن التدخلات الإيرانية.

هذا التنسيق الإقليمي قد يؤدي إلى تغيير جوهري في مسار الحرب، مع تأكيد الحاجة إلى الحسم العسكري في اليمن، بدلًا من الحلول التسووية التي لم تثمر عن تقدم ملموس في السنوات الأخيرة. وفق ما يرى الكاتب خالد سلمان.

مصر والتحرك العسكري

مصر، التي تعتبر دولة محورية في العالم العربي، بدأت بالفعل في التحرك نحو مرحلة جديدة من التدخل المباشر في الملف اليمني، وهو ما قد يشكل نقطة تحول في صراع طويل الأمد. فبعد تراجع القوى الإيرانية وحلفائها في المنطقة، يبدو أن مصر تسعى لتوجيه الحسم العسكري نحو اليمن، بالتحالف مع القوى الإقليمية والدولية المؤثرة.

الخطوات المصرية لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضًا التحرك الدبلوماسي والسياسي، حيث تسعى القاهرة إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. وفق محللون.

ويرى سلمان، أنه مع استمرار تحول مواقف الدول الكبرى في المنطقة، يبدو أن اليمن قد يكون مسرحًا لتحولات سياسية وعسكرية كبيرة في المستقبل القريب. ومع دخول مصر كقوة إقليمية مؤثرة، يتوقع أن يشهد الملف اليمني تغييرات جوهرية قد تفضي إلى حلول أكثر حسمًا للأزمة المستمرة في البلاد، وتعيد رسم خريطة التحالفات في البحر الأحمر والمنطقة ككل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى