مصرع مدرب الحوثيين من حزب الله بغارة إسرائيلية: تفاصيل تورط عسكري خطير والحزن يخيم على الجماعة الحوثية

لقي باسل مصطفى شُكر، عضو هيئة الركن في قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني، مصرعه يوم السبت في غارة إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان. ويعد شُكر من أبرز الشخصيات التي شاركت في دعم وتدريب الميليشيات الحوثية في اليمن منذ عام 2015، ما يكشف مزيدًا من تفاصيل تورط حزب الله في الصراع اليمني.

تورط حزب الله في دعم الحوثيين

منذ بدء الصراع اليمني، لعب حزب الله اللبناني دورًا متزايدًا في دعم الميليشيات الحوثية، خاصة من خلال تدريب مقاتلي الحوثيين وتقديم استشارات عسكرية وتكنولوجية. وفقًا لتقارير مختلفة، كان باسل شُكر من أوائل المدربين اللبنانيين الذين تم تهريبهم إلى اليمن عبر شبكات تهريب دولية متصلة بالحرس الثوري الإيراني، وذلك لتقديم الدعم العسكري لجماعة الحوثي في معاقلهم بصعدة.

عمل شُكر على تدريب المقاتلين الحوثيين على تقنيات متقدمة، بما في ذلك تطوير منظومات الصواريخ الباليستية والطائرات المتفجرة بدون طيار (المعروفة بالطائرات المتسكعة)، والتي تم استخدامها بشكل كبير في استهداف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

دور حزب الله في تطوير القدرات العسكرية للحوثيين

لعب شُكر دورًا محوريًا في تطوير القدرات الصاروخية للحوثيين بالتعاون مع خبراء من الحرس الثوري الإيراني. وتشير التقارير إلى أن شُكر ساعد في تخطيط وتنفيذ العديد من الهجمات الصاروخية التي استهدفت الأراضي السعودية والمدن اليمنية التي تسيطر عليها الحكومة. كما قاد عمليات تدريب خاصة لعناصر الحوثيين على استخدام أنظمة الطائرات المسيرة التي كانت تُستعمل في الهجمات على المنشآت العسكرية والبنية التحتية الحيوية في اليمن والخارج.

وجود ميداني في اليمن

تؤكد مصادر مطلعة أن شُكر تواجد في اليمن على فترتين رئيسيتين: الأولى عند بداية التدخل الإيراني في دعم الحوثيين عام 2015، حيث أشرف على تدريب العناصر الحوثية الجديدة على التكتيكات القتالية، والثانية خلال مرحلة التصعيد في الحرب اليمنية ما بعد 2020، حينما شارك في عمليات التخطيط العسكري وتقديم الاستشارات لقيادات الحوثيين العليا. ويعتقد أن شُكر كان يعمل كمعاون في “المجلس الجهادي” التابع للحوثيين، حيث قام بتنسيق الجهود العسكرية مع قيادات الميليشيا في صنعاء وصعدة.

مشاركة حزب الله في حرب اليمن

بالإضافة إلى تدريب المقاتلين، أرسل حزب الله خبراء ميدانيين للمشاركة مباشرة في التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية التي شنها الحوثيون على مختلف الجبهات، خاصة في المعارك المهمة مثل حرب عدن عام 2015. ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن قادة قوة الرضوان التابعة لحزب الله، بمن فيهم شُكر، كانوا جزءًا من وحدة خاصة تولت إدارة المعارك الحساسة للحوثيين ضد القوات الحكومية والتحالف العربي.

دعم سياسي واستراتيجي طويل الأمد

تُعتبر العلاقة بين حزب الله والحوثيين جزءًا من استراتيجية إقليمية أوسع تسعى إيران من خلالها إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال حلفائها غير الدوليين، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. ويمثل تورط حزب الله في اليمن حلقة من سلسلة الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، بدءًا من الأسلحة وصولًا إلى المستشارين العسكريين.

مقتل شُكر يعد ضربة قاسية لحزب الله، خاصة بعد اغتيال القيادي فؤاد شُكر، أحد أبرز قادة الحزب، من قبل إسرائيل قبل أشهر.