إجراءات أمنية مشددة للحوثيين وسط مخاوف من ضربات إسرائيلية واغتيالات محتملة
85.10.193.41
تعيش ميليشيا الحوثي الإيرانية حالة من الارتباك والضبابية على صعيد تماسكها الداخلي واستراتيجيتها الإقليمية، في ظل تطورات متسارعة تشهدها المنطقة.
ويأتي في مقدمة هذه التطورات مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وهو حدث ترك أثراً على المحور الإيراني الذي تعتبر الحوثيون جزءاً منه.
كما تواجه الميليشيا تحولاً في التعامل الأمريكي مع تهديداتها للملاحة الدولية، إلى جانب الضغوط المتزايدة التي تمارسها إسرائيل على حلفاء إيران في المنطقة.
ووفقاً لمصادر عسكرية في القوات الحكومية اليمنية، تعمل الميليشيا منذ بداية الشهر الجاري على إخفاء قدراتها العسكرية النوعية عن الأنظار.
فقد قامت بنقل أعداد من الصواريخ الباليستية والمجنحة من المخابئ السطحية إلى مخازن أرضية محصنة في محافظات إب وصعدة. كما لجأت إلى نشر مجسمات وهمية لمنصات إطلاق الصواريخ، في محاولة لتضليل أي ضربات محتملة.
وأشارت ذات المصادر إلى أن الهجوم الأمريكي الأخير، الذي استهدف خمسة مستودعات في صنعاء وصعدة باستخدام قاذفات “الشبح” من طراز B-2، أجبر الحوثيين على نقل بعض الصواريخ إلى مناطق أخرى غير محصنة.
هذه التطورات تأتي في أعقاب ضربات موجعة تلقاها حزب الله في لبنان خلال الأسابيع الماضية، ما دفع الحوثيين إلى اتخاذ تدابير أمنية جديدة شملت تشديد حماية القيادات المؤثرة، وتضييق نطاق تواصلها، ونقل بعضها إلى محافظة صعدة الجبلية.
تأتي هذه التحركات وسط مخاوف من موجة الاغتيالات التي تشنها إسرائيل ضد قيادات الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.
وفيما يتعلق بالاتصالات، تشير تقارير محلية إلى أن ميليشيا الحوثي فرضت قيوداً صارمة على استخدام قادتها لوسائل الاتصال الحديثة، مع الاعتماد على منظومة اتصال داخلية يديرها ما يُعرف بـ”دائرة الاتصالات الجهادية”، بعد تحديثها لتفادي أي اختراق أمني محتمل.
توجه دولي صارم
من جانبه، أشار فهد الشرفي، مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، إلى وجود توجه دولي جاد نحو تفكيك مشاريع إيران في المنطقة.
وأكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها، لا سيما الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، باتوا يمتلكون كماً هائلاً من المعلومات الاستخباراتية التي تمكنهم من اختراق كافة أذرع إيران في المنطقة.
وأضاف الشرفي أن “الحوثيين يشعرون بأنهم الهدف القادم لحرب لا سقف فيها ولا محاذير دولية، ولن تكون فيها لعبة قواعد الاشتباك المعهودة”.
ولفت الشرفي إلى أن الوضع في اليمن يختلف عن الحال في لبنان والعراق، حيث لا تزال الحكومة اليمنية قائمة وتحظى باعتراف دولي، وتخوض صراعاً مع المشروع الإيراني في البلاد.
وشدد على أن الوضع الاقتصادي والمعيشي في مناطق سيطرة الحوثيين سيئ للغاية، وأن هذه الظروف توفر فرصة سانحة للتخلص من الميليشيا في ظل دعم دولي متزايد.
الموقف العسكري
من جانبه، قال العقيد وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، إن حالة التخوف التي تضرب أوساط القادة الحوثيين حدّت من ظهورهم العلني وخلقت دوائر مغلقة حول القيادات.
وأضاف أن هذه الأجواء أدت إلى تراجع الثقة بين الحوثيين ومستشاريهم الإيرانيين واللبنانيين في اليمن، في ظل المخاوف المتزايدة من اختراقات أمنية.
وتشهد العمليات العسكرية للحوثيين تراجعاً ملحوظاً منذ آخر عملية هجومية استهدفت سفينتين في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي. ورغم إعلان الميليشيا عن هجوم جديد استهدف سفينة تجارية في بحر العرب، لم تشر إلى توقيت وقوعه، في ظل غياب تقارير دولية تؤكد صحة هذا الادعاء.
ختاماً
تواجه ميليشيا الحوثي تحديات متصاعدة على عدة جبهات، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي.
وبينما تعزز القوى الدولية والإقليمية من ضغوطها على الحوثيين وحلفائهم في المحور الإيراني، يبدو أن الميليشيا تسعى إلى إعادة ترتيب أوراقها وسط مناخ من عدم اليقين والمخاوف المتزايدة من تصعيد عسكري شامل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.