الذهب السائل في اليمن… بين تقاليد النحل وجرائم الحوثيين
أصبحت مليشيات الحوثي الإرهابية أكبر تهديد يواجه مهنة تربية النحل، وهي مهنة تاريخية متوارثة يعتاش منها أكثر من 100 ألف يمني، مما يهدد بإفشال مصدر رزق مهم ورافد كبير للاقتصاد اليمني.
وكشف مصدر زراعي متخصص في تربية النحل عن خطورة التعديات التي تمارسها مليشيات الحوثي على قطاع تربية النحل في اليمن، حيث قال: “لم يشهد اليمنيون أضرارًا جسيمة على قطاع النحل كما يشهدونه اليوم، فالأضرار لم تقتصر على العاملين في هذه المهنة بل امتدت لتشمل الاقتصاد اليمني ككل، الذي يعتمد بشكل كبير على إنتاج وتصدير العسل”.
وأضاف المصدر أن من أبرز التعديات التي تمارسها المليشيات هو إجبار النحالين على تقديم كميات كبيرة من العسل المعصور والبيات كهدايا لعبدالملك الحوثي، إذ تصل الكميات المطلوبة إلى 200 كيلوغرام من العسل الأكثر نقاوة وجودة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث وضعت الجماعة جدولة لتقديم هدايا من العسل الفاخر لهم بشكل منتظم، ما زاد من معاناة النحالين وجعلهم يفكرون بجدية في ترك المهنة والتوقف عن تربية النحل.
وفسر المصدر أن انتهاكات الحوثيين ضد قطاع العسل بدأت في عام 2017 بعد قيامهم بإجراء جرد وإحصاء للنحالين في مختلف المناطق، حيث فرضوا عليهم دفع زكاة بمبالغ كبيرة تفوق الزكاة الفعلية المستحقة.
وتفاقمت هذه الانتهاكات لتشمل فرض تقديم هدايا إجبارية على 12 نحالًا من النحالين المعروفين بجودة منتجاتهم وسمعتهم الطيبة في محافظة حضرموت، التي تُعد المركز الرئيسي لإنتاج العسل في اليمن، يليها محافظة شبوة.
وأشار المصدر إلى أن الحوثيين يطلبون من النحالين تقديم نوعين من العسل، المعصور والبيات، بكميات تصل إلى 200 كيلوغرام، وذلك بعد شهر نوفمبر من كل عام، وهو موعد حصاد وجني العسل، ليتم تقديمه كهدية لعبدالملك الحوثي.
وأضاف أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي تقليد متوارث في أسرة الحوثي، حيث كان والده، بدر الدين الحوثي، يجبر المواطنين على تقديم أفضل ما لديهم من منتجات زراعية كهدايا له.
وبيّن المصدر أن العسل اليمني يمثل موردًا ماليًا ضخمًا، حيث كشفت دراسة أجريت في عام 2004 أن مبيعات العسل تجاوزت 40 مليون ريال سعودي، مما جعل العسل جزءًا من خطط الاقتصاد اليمني.
واستغل الحوثيون هذه الدراسات القديمة ليضعوا خططًا لنهب مبيعات العسل وتحويلها إلى مصدر دخل إضافي لهم، دون الاكتراث بالظروف الحرجة التي يمر بها النحالون بسبب تدهور الوضع الاقتصادي.
كما أشار المصدر إلى التحديات الكبيرة والخسائر المتتالية التي يواجهها النحالون، ومنها توقف تصدير العسل إلى الأسواق الخارجية، والصعوبات التي تواجههم في نقل طوائف النحل بين المراعي المختلفة بسبب الألغام الأرضية المنتشرة ونقاط التفتيش الأمنية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود، مما يزيد من معاناتهم ويهدد باندثار هذه المهنة التاريخية في اليمن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.