دراسة حديثة تكشف تداعيات ”التدمير الممنهج” للتعليم في بصنعاء وتقدم للحوثيين بديلا عن أراضي الجامعة المصادرة

كشف دراسة تحليلية حديثة عن انتهاج جماعة الحوثي سياسة ممنهجة وعدائية تهدف الى تدمير التعليم في اليمن .
وأكدت الدراسة التي اعدها الخبير الاكاديمي البارز الدكتور ” مطهر عبد العزيز العباسي ” – حصل المشهد اليمني على نسخة حصرية منها – أنه وخلال ” سنوات الحرب، اتبعت سلطة صنعاء سياسة ممنهجة وعدائية تجاه التعليم “مؤسسات ومناهج ومدرسين وأكاديميين”، فالتعليم العام -الأساسي والثانوي- في تدهور مستمر بسبب عدم إنصاف المعلمين في توفير مرتباتهم التي تحفظ كرامتهم وتحفزهم على البذل والعطاء في الصفوف الدراسية، ولذلك نجد المدارس خاوية على عروشها وخاصة في المناطق الريفية حيث يعيش ثلثا السكان والطلاب، إضافة إلى سياسة تجريف المناهج في تعميق المذهبية غير المتسامحة، متناسين أن اليمن متعدد المذاهب والثقافات وسكانه متعايشين ومتسامحين مع بعضهم البعض لمئات بل لألآف السنين، وكل ذلك أدى إلى أن مخرجات التعليم العام أصبحت في السنوات الأخيرة هزيلة علميا وثقاقيا، وغير قادرة أو غير راغبة في مواصلة التعليم واللجوء إلى البحث عن فرص العمل في الداخل أو في البلدان المجاورة”.
وأشارت الدراسة التي حملت عنوان ” سلطة صنعاء ومنهج الإجهاز على التعليم: جامعة صنعاء نموذجاً” الى أن “التعليم الجامعي أيضا يواجه هجمة شرسة تستهدف هيئات التدريس في كل الجامعات الحكومية، فقد حُرِموا من مرتباتهم الشهرية لأكثر من سبع سنوات، مما جعل نسبة عالية منهم يقعون في دائرة الفقر، وهناك قصص مؤلمة للعديد من أعضاء هيئة التدريس الجامعي الذين يعانون وأسرهم من الأمراض ويعيشون أوضاعا مأساوية لا يستطيعون توفير العلاج، ومنهم من فارق الحياة بسبب ذلك، ناهيك عن عجزهم في توفير متطلبات الحياة اليومية من غذاء ودواء وكساء ومأوى، كما يعاني التعليم الجامعي من الضعف الشديد لمدخلاته من الطلاب خريجي الثانوية العامة لأسباب الأوضاع المتدهورة للمدارس والمدرسين”.

ولفتت الدراسة الى أن “آخر الهجمات المفترسة على التعليم الجامعي تمثل في محاولة الاستيلاء على أكثر من 10 ألف لبنة من أرضية جامعة صنعاء لصالح أحد المستثمرين المتربحين من اقتصاد الحرب، وكأن أرض اليمن ضاقت على سلطة صنعاء بما رحبت، فوجهوا سهامهم نحو أعرق وأهم مؤسسة تعليمية جامعية في اليمن، والتي يجب أن تحظى بالرعاية والدعم غير المحدود لدورها المستمر لأكثر من خمسة عقود في تطوير التعليم العالي والمساهمة في توسيعه في معظم المحافظات اليمنية، وفي رفد سوق العمل اليمني والإقليمي بعشرات الألآف من الكوادر المؤهلة في التخصصات العلمية، وأيضا لما تمثله من رمزية كقلعة وطنية للعلم والمعرفة والتنوير لأجيال الحاضر والمستقبل”.

ونوهت الدراسة الى “أن جامعة صنعاء ما تزال في مرحلة التوسع والنمو وهناك حاجة ماسة للأراضي المحجوزة بإسمها من أيام الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ومن جاء بعده، فهناك العديد من الكليات والمراكز التي لم تبنى بعد، وقد ورد ذكرها في صفحة الأخ حاشد ابوشوارب، حيث أكد أن “ما تحتاجه جامعة صنعاء هو إستكمال إنشاء ما تبقى من البنية التحتية للجامعة والمتمثلة في إنشاء ما تبقى من مشاريع الكليات والمراكز في عدد من التخصصات، وقد أنجزت إدارة المشاريع بجامعة صنعاء المخططات الهندسية لهذه المشاريع وتم إسقاطها على المساحات المخصصة لإنشاءها داخل أرض الحرم الجامعي بجوار كلية طب الأسنان وتتمثل المشاريع المتبقية في التالي:-
١-مشروع كلية المختبرات
٢- مشروع كلية التمريض
٣- مشروع كلية الصيدلة
٤- مشروع كلية الطب البيطري والمزرعة التعليمية
٥- مشروع كلية الاعلام
٦- مشروع كلية التربية الرياضية وملاعبها
٧- مشروع كلية الفنون الجميلة
٨- مشروع كلية هندسة البترول
٩- مشروع كلية العلوم الطبية التطبيقية
١٠- مشروع كلية القبالة
١١- مشروع كلية العلوم
١٢- مشروع المستشفى التعليمي الجامعي
١٣-مشروع مركز الإدارة العامة
١٤- مشروع مركز إدارة الأعمال
١٥- مشروع مركز الدراسات القانونية
١٦- مشروع مركز الهجرة واللاجئين
١٧-مشروع مركز إعادة الاعمار
١٨-مشروع مركز الإرشاد النفسي والتربوي
١٩- مشروع مركز الدراسات المالية والاقتصادية
٢٠- مشروع مركز الدراسات السياسية
٢١- مشروع مركز حقوق الانسان وقياس الرأي
٢٢- مشروع مركز المختبر
٢٣- مشروع مركز العلوم والتكنولوجيا
٢٤- مشروع مركز المياه والبيئة
٢٥- مشروع مركز ذوي الاحتياجات الخاصة
٢٦ – مشروع مركز الأصول الوراثية
٢٧- مشروع مركز البيئة المحمية
٢٨-مشروع مركز التعليم عن بعد
٢٩- مشروع مركز الدراسات التاريخية
٣٠ – مشروع مركز التحول الرقمي
٣١ – مشروع مركز الحاسوب
٣٢- مشروع مركز الترجمة وتعليم اللغات

وطالب الدكتور ” العباسي ” في دراسته التحليلية الى ” الوقوف صفاً واحداً بوجه كل من يحاول الاعتداء أو المساس بأرض جامعة صنعاء، ومن يريد الإستثمار فليتوجه لهيئة الإستثمار لكي تمنحه أرض من الأراضي المملوكة للدولة والمخصصة للاستثمار أما أرض الجامعة فليست ملكية خاصة حتى تُمنح لمستثمري القطاع الخاص وشركائهم من النافذين”.

ودعا الخبير الاكاديمي اليمني البارز “جماعة الحوثي اذا كان لديها رغبة صادقة وأكيدة في بناء مدينة طبية نموذجية، فيجب أن لا تبدء من الصفر وعلى حساب أراضي جامعة صنعاء، فالحكومة اليمنية خلال الفترة 2007-2010، حددت الأرض المناسبة لبناء مدينة طبية متكاملة أسفل جبل النقم، جوار معسكر الحفا، شرق مبنى الجوازات، وقد تم اختيار الموقع وفقا لمعايير اقتصادية وفنية وصحية، وتم إعداد الدراسات الفنية والهندسية والإدارية من قبل شركة استشارية دولية، وبإشراف وزارة الصحة العامة والسكان ووزارة التخطيط والتعاون الدولي وعدد من الجهات الأخرى، وكلفت الدراسة حينها أكثر من 5 مليون دولار، وقدرت تكلفة المدينة الطبية حينها بحوالي 250-300 مليون دولار، وكان يؤمل أن يتكفل الجانب السعودي بتمويل المشروع، ولكن لمتغيرات سياسية حينذاك توقف التمويل، ونأمل أن تكون نسخ من الدراسة ما تزال محفوظة، أو التواصل مع الشركة الاستشارية”.

أ. د. مطهر عبد العزيز العباسي، 12-8-2024
جامعة صنعاء، كلية التجارة والاقتصاد

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى