إعلامي حوثي يثير الجدل بسخريته من أطفال متسولين في صنعاء

أثار الإعلامي الحوثي أسامة ساري جدلاً واسعاً بعدما سخر من وجود أطفال متسولين في جولة الجمنة بالعاصمة صنعاء، واصفاً تواجدهم في ساعة متأخرة من الليل بأنه دليل على أنهم يتبعون جهة منظمة تستغلهم لأغراض معينة.

وكتب ساري في تغريدة نشرها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، مرفقاً إياها بصورة للأطفال المتسولين: “‏عزيزي السائق: انتبه أمامك أعمال تسول حتى الفجر”، وأضاف بلهجة ساخرة: “مع تحيات اللجنة المنظمة لاستغلال القاصرين في جولة الجمنة”.

وقد أثارت هذه التغريدة موجة من الانتقادات الحادة من قبل الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث اعتبروا أن ما قاله ساري يظهر تعاليه وعدم إدراكه لواقع الفقر والمعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال.

وأكد الناشطون أن هؤلاء الأطفال لا يجلسون على الأرصفة حتى قبيل الفجر إلا لأنهم في حاجة ماسة، وأنه من غير اللائق السخرية منهم أو التشكيك في وضعهم كمحتاجين.

وأشار بعض الناشطين إلى أن هذه التصريحات تكشف عن تجرد ساري من الإنسانية، إذ يبدو أنه قد نسي معاناة الفقراء والمحتاجين بعد أن أصبح حارساً قضائياً لعدد من الشركات، معتبرين أن وصفه للأطفال المتسولين بأنهم “مندسين” أو “خونة” هو تجسيد لتجاهل الحقيقة المريرة التي يعيشها العديد من المواطنين في صنعاء.

كما أضافوا أن هذه التعليقات تعكس نظرة جماعته المتعالية، الذين لا يرون في هؤلاء الأطفال سوى “تشويه للمنظر الجمالي” للعاصمة، متجاهلين أنهم هم من أوجدوا هذا الوضع الكارثي بفعل سياساتهم.

يذكر أن الأزمة الإنسانية في اليمن، وبالأخص في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، قد أدت إلى تفاقم الفقر والجوع، ما دفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى التسول كوسيلة أخيرة للبقاء على قيد الحياة.