اخبار السعودية : "دمار هائل".. إسرائيل تحوّل جنين بالضفة الغربية إلى مدينة أشباح

لم تكن تلك المشاهد القاسية التي لاحقت سكان مدينة جنين بالضفة الغربية، في الآونة الأخيرة سوى انعكاسٍ لحملة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق بدأت في يناير الماضي وتستمر حتى اليوم، في خطوةٍ وُصفت بالأكثر شمولاً منذ عقود، فبين رُكام المنازل التي سُويت بالأرض، والجدران المثقوبة بالرصاص، والطرقات الممزقة بفعل الجرّافات، خيم الصمت على أحياءٍ بأكملها كانت يوماً تعج بالحياة، وفي صورةٍ تذكّر بما حلَّ بقطاع غزة الذي يئن تحت وطأة عدوان إسرائيل، هذه الحملة، التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، تخلف دماراً واسعاً وتشريداً للسكان.

سياسة الهدم

وفي قلب هذه الأحداث تتجلى مدينة جنين، التي كانت يوماً من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان؛ أحياؤها، التي كانت مأهولةً بأكثر من عشرة آلاف شخص حتى وقتٍ قريب، باتت اليوم خالية تماماً. الطرق المؤدية إليها سُدت بتلالٍ ترابية، وعلى جوانبها تتكدّس أكوام الأنقاض، شاهدةً على عنف العمليات العسكرية التي حوّلتها إلى ما يشبه مدينة أشباح، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ولم تتوقف الحملة عند جنين، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع خططاً لهدم منازل في طولكرم، المدينة القريبة، مبرّراً ذلك بالحاجة إلى تسهيل وصول قواته إلى الأحياء والشوارع المكتظة ومنع عودة ظهور المسلحين، هذا التوسع في سياسة الهدم يُثير مخاوف جدية بشأن مستقبل آلاف الفلسطينيين.

مستقبل مسلوب

ويعيش السكان تحت وطأة التهديد المستمر، معاذ عمارنة؛ طالب جامعي يبلغ من العمر 23 عاماً من طولكرم، عبّر عن شعوره باليأس بعد علمه بأن منزله سيُهدم، قائلاً بمرارة: “إنهم يسلبون مستقبلي”، هذه الكلمات تلخص حال عديدٍ من الشباب الفلسطيني الذين يرون أحلامهم ومستقبلهم يتبدّد مع كل جرّافة تهدم منزلاً أو تدمّر طريقاً.

وعلى الرغم من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في هذه المناطق ليست جديدة، إلا أن ما يميز الحملة الحالية هو مدتها غير المسبوقة، ففي السنوات الماضية، كانت القوات الإسرائيلية تغادر في غضون ساعات أو أيامٍ بعد تنفيذ عملياتها، لكن منذ يناير، حافظ جيش الاحتلال الإسرائيلي على أطول وجود له في قلب مدن الضفة الغربية منذ عقود، مما يشير إلى تحوُّل إستراتيجي نحو ترسيخ السيطرة العسكرية بشكلٍ دائمٍ وأكثر عمقاً داخل المراكز الحضرية الفلسطينية.

يطرح هذا التكتيك الجديد تساؤلات حول طبيعة السيطرة الإسرائيلية المستقبلية في الضفة الغربية وتأثيرها على الحياة اليومية للفلسطينيين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى