”رقص وملابس تراثية: لماذا أثارت أغنية عمار العزكي غضب النشطاء؟”(فيديو)

أثار الفنان اليمني الشاب عمار العزكي جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إطلاقه أحدث أغانيه بعنوان “غني معانا”، والتي تميزت بأسلوبها الغنائي المختلف وطابعها الراقص الذي حمل لمسات تراثية يمنية مميزة.

الأغنية، التي جاءت ضمن سياق فني مبتكر، شهدت انقساماً واضحاً بين جمهور الفنان ومعجبيه، حيث رحب البعض بها كمحاولة لإحياء الفن اليمني بصبغة عصرية، بينما اعتبر آخرون أن العمل جاء مخالفاً للتقاليد اليمنية الراسخة.

إطلالة مثيرة للجدل

ما زاد من حدة النقاش حول الأغنية هو المشاهد المصوّرة المرافقة لها، والتي ظهر فيها العزكي إلى جانب مجموعة من الراقصات اللواتي ارتدين ملابس تحمل طابعاً تراثياً يمنياً، مما أثار حفيظة بعض النشطاء الذين اعتبروا أن هذه الإطلالة تخالف العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة.

وقال عدد من المنتقدين إن فكرة إدخال الرقص في الأعمال الغنائية اليمنية لا تتماشى مع الثقافة المحلية المحافظة، مطالبين الفنان بالالتزام بروح المجتمع اليمني وتقاليده.

من جهة أخرى، دافع معجبون بالفنان عن عمله الجديد، مشيرين إلى أنه يعكس محاولة لتطوير الفن اليمني واستعراضه بأسلوب جديد يجمع بين التراث والحداثة.

وأكد هؤلاء أن العزكي لم يتعدَ على التقاليد بل استخدمها بطريقة إبداعية تعكس جمال الفن اليمني وتنوعه.

تفاصيل الأغنية وصناعتها

الأغنية من كلمات الشاعر المبدع إبراهيم القعيطي، وتوزيع الموسيقار عبد الرحمن الحارثي، الذين نجحوا في تقديم لوحة غنائية تجمع بين الكلمات العذبة والإيقاعات الساحرة.

ويظهر في الأغنية العزكي بصوته المميز وقدرته على إيصال رسالة كلماتها التي تحمل في طياتها دعوة إلى البهجة والتفاؤل ونسيان الهموم.

كلمات الأغنية:

غني معانا فديتك ياقمر غني
وافرح معي ياحبيبي يانظر عيني
غني معانا وفرفش ياقمر وارقص
محد يفارق حياته والعمر ناقص

يوم اقبل الزين وقف عقرب الساعة
والكل وقف له وقال السمع والطاعة
تعال خليك قربي من زعل يزعل
آمر تدلل عليا شوف لا تخجل

ياقلب غني وهيم وارقص مع الأشجان
دنيا قصيرة وما تستاهل الأحزان
اغنم زمانك وعيش العمر واتهنى
إنسى الهموم الحياة حلوة بكل معنى

رسالة الأغنية

تحمل كلمات الأغنية رسالة إيجابية تدعو إلى الاستمتاع بالحياة ونسيان الهموم، وهو ما يعتبره البعض متناغماً مع المرحلة الصعبة التي يعيشها المجتمع اليمني نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الطريقة التي قُدمت بها الرسالة هي التي أثارت الخلافات، حيث اعتبر البعض أن الرقص والمشاهد المرافقة للأغنية قد تكون غير ملائمة لبعض الفئات المجتمعية.

تعليق الجمهور والنخب الثقافية

تفاعل النشطاء بشكل كبير مع الأغنية، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. فقال أحد النشطاء: “عمار العزكي يقدم فناً جديداً ومختلفاً، وهو يستحق الدعم لتحقيق نقلة نوعية في الفن اليمني”.

بينما علّق آخر قائلاً: “للأسف، يبدو أن الفنانين اليوم يحاولون تقليد الغرب دون مراعاة ثقافتنا وقيمنا”.

أما النخب الثقافية، فقد دخلت على خط النقاش، حيث أكد بعض النقاد أن الفن يجب أن يكون مرآة للمجتمع، لكنه أيضاً يجب أن يتطور دون الانفصال عن الهوية الثقافية.

وأشاروا إلى أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى دراسة متأنية لتكون مقبولة من جميع الأطراف.