استقالة بن مبارك: الانهيار الصامت، هل حانت ساعة الانفجار الكبير في الشرعية؟

في مشهد سياسي يزداد تعقيدًا، لا تأتي استقالة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك مجرد نتيجة لإرهاق شخصي أو خلافات فردية، بل هي بمثابة إعلان صريح عن حالة الانسداد التي يعيشها اليمن. استقالة بن مبارك، التي أتت بعد فترة من الإحباط الشعبي والمطالبات المستمرة بتغيير الحكومة، تفتح أبواب التساؤلات حول القدرة الفعلية للحكومة الحالية في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية.

الاستقالة ليست مجرد خطوة تمهيدية لترك المنصب، بل كانت بمثابة رفع للستار عن حقيقة عجز الحكومة في توفير الحد الأدنى من احتياجات الشعب اليمني، في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي في المحافظات المحررة، خاصة في عدن. هذا الغضب، الذي بدأ كاحتجاجات ضد تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، تحول إلى مطالبات صريحة بإقالة الحكومة ككل. ومع تزايد الأزمات الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، لم يعد الشعب اليمني يحتمل المراوغات السياسية أو القرارات المؤجلة.

أما بالنسبة لمجلس القيادة الرئاسي، الذي من المفترض أن يكون الجهة التنفيذية التي تدير شؤون البلاد، فقد أثبت أنه لا يمتلك القدرة على تقديم حلول حقيقية للمعضلات التي تعصف باليمن. إن الخلافات الداخلية داخل المجلس، والتي تم الكشف عنها عبر استقالة بن مبارك، تبرز عجزًا واضحًا في تحقيق توازن سياسي فعال قادر على اتخاذ قرارات حاسمة. بل إن المجلس، الذي يواجه ضغطًا متزايدًا من الشارع ومن القوى السياسية، يبدو عاجزًا عن تقديم أي رؤية واضحة للمرحلة القادمة.

في هذا السياق، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف أساسي في المعادلة السياسية اليمنية. فهو اليوم في مفترق طرق، بين استكمال دوره كجزء من المجلس الرئاسي، وبين ضرورة تقديم نفسه كحامل لتطلعات شعب الجنوب بشكل مستقل. صحيح أن المجلس الانتقالي كان جزءًا من التحالف السياسي، لكن هناك حقيقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار: هناك غضب شعبي متزايد في عدن والمناطق الجنوبية، حيث يشعر المواطنون بأنهم يدفعون ثمن أخطاء الحكومة والمجلس الرئاسي في وقت واحد.

إن دور المجلس الانتقالي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. ففي ظل غياب القدرة التنفيذية لمجلس القيادة الرئاسي على اتخاذ قرارات حاسمة، فإن التحدي الملقى على عاتق الانتقالي يكمن في إيجاد صيغة للمرحلة المقبلة تُحَقِّق مصالح شعب الجنوب وتعيد بناء الثقة المفقودة. خاصة أن الاحتجاجات الشعبية التي اشتعلت في عدن تدعو إلى ضرورة تمثيل الجنوب بشكل أكثر فاعلية في القرار السياسي اليمني.

من المؤكد أن الوضع الراهن لا يمكن الاستمرار فيه طويلًا. فالشعب اليمني في الجنوب على وجه الخصوص لا يُرضيه أن يكون جزءًا من معادلة سياسية لا تُعير اهتمامًا لمطالبه. إن استقالة بن مبارك وما تبعها من تداعيات تؤكد أن هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة الحكومة وصياغة رؤية جديدة تشرك جميع الأطراف السياسية في عملية اتخاذ القرار.

اليوم، نجد أنفسنا في نقطة تحول تاريخية. فإما أن يتنبه المجلس الرئاسي للأزمة الحقيقية التي يواجهها، ويعمل على تشكيل حكومة ذات صلاحيات حقيقية، أو أن يظل في دائرة التردد والعجز. وإذا لم يكن هناك استجابة حقيقية لمطالب الناس، فإن الشارع الجنوبي قد يجد نفسه في قلب صراع سياسي جديد، قد يُفضي إلى تغييرات جذرية في شكل السلطة والمشهد السياسي.

المستقبل السياسي في اليمن، وخاصة في الجنوب، يعتمد بشكل أساسي على قدرة الجميع – من الحكومة إلى المجلس الانتقالي – على تقديم حلول حقيقية تستجيب لمطالب الشارع، وتعطي الأمل للناس في غد أفضل. بن مبارك : الانهيار الصامت، هل حانت ساعة الانفجار الكبير في الشرعية؟

تحليل / وضاح قحطان الحريري

في مشهد سياسي يزداد تعقيدًا، لا تأتي استقالة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك مجرد نتيجة لإرهاق شخصي أو خلافات فردية، بل هي بمثابة إعلان صريح عن حالة الانسداد التي يعيشها اليمن. استقالة بن مبارك، التي أتت بعد فترة من الإحباط الشعبي والمطالبات المستمرة بتغيير الحكومة، تفتح أبواب التساؤلات حول القدرة الفعلية للحكومة الحالية في معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية.

الاستقالة ليست مجرد خطوة تمهيدية لترك المنصب، بل كانت بمثابة رفع للستار عن حقيقة عجز الحكومة في توفير الحد الأدنى من احتياجات الشعب اليمني، في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي في المحافظات المحررة، خاصة في عدن. هذا الغضب، الذي بدأ كاحتجاجات ضد تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، تحول إلى مطالبات صريحة بإقالة الحكومة ككل. ومع تزايد الأزمات الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، لم يعد الشعب اليمني يحتمل المراوغات السياسية أو القرارات المؤجلة.

أما بالنسبة لمجلس القيادة الرئاسي، الذي من المفترض أن يكون الجهة التنفيذية التي تدير شؤون البلاد، فقد أثبت أنه لا يمتلك القدرة على تقديم حلول حقيقية للمعضلات التي تعصف باليمن. إن الخلافات الداخلية داخل المجلس، والتي تم الكشف عنها عبر استقالة بن مبارك، تبرز عجزًا واضحًا في تحقيق توازن سياسي فعال قادر على اتخاذ قرارات حاسمة. بل إن المجلس، الذي يواجه ضغطًا متزايدًا من الشارع ومن القوى السياسية، يبدو عاجزًا عن تقديم أي رؤية واضحة للمرحلة القادمة.

في هذا السياق، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف أساسي في المعادلة السياسية اليمنية. فهو اليوم في مفترق طرق، بين استكمال دوره كجزء من المجلس الرئاسي، وبين ضرورة تقديم نفسه كحامل لتطلعات شعب الجنوب بشكل مستقل. صحيح أن المجلس الانتقالي كان جزءًا من التحالف السياسي، لكن هناك حقيقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار: هناك غضب شعبي متزايد في عدن والمناطق الجنوبية، حيث يشعر المواطنون بأنهم يدفعون ثمن أخطاء الحكومة والمجلس الرئاسي في وقت واحد.

إن دور المجلس الانتقالي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. ففي ظل غياب القدرة التنفيذية لمجلس القيادة الرئاسي على اتخاذ قرارات حاسمة، فإن التحدي الملقى على عاتق الانتقالي يكمن في إيجاد صيغة للمرحلة المقبلة تُحَقِّق مصالح شعب الجنوب وتعيد بناء الثقة المفقودة. خاصة أن الاحتجاجات الشعبية التي اشتعلت في عدن تدعو إلى ضرورة تمثيل الجنوب بشكل أكثر فاعلية في القرار السياسي اليمني.

من المؤكد أن الوضع الراهن لا يمكن الاستمرار فيه طويلًا. فالشعب اليمني في الجنوب على وجه الخصوص لا يُرضيه أن يكون جزءًا من معادلة سياسية لا تُعير اهتمامًا لمطالبه. إن استقالة بن مبارك وما تبعها من تداعيات تؤكد أن هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة الحكومة وصياغة رؤية جديدة تشرك جميع الأطراف السياسية في عملية اتخاذ القرار.

اليوم، نجد أنفسنا في نقطة تحول تاريخية. فإما أن يتنبه المجلس الرئاسي للأزمة الحقيقية التي يواجهها، ويعمل على تشكيل حكومة ذات صلاحيات حقيقية، أو أن يظل في دائرة التردد والعجز. وإذا لم يكن هناك استجابة حقيقية لمطالب الناس، فإن الشارع الجنوبي قد يجد نفسه في قلب صراع سياسي جديد، قد يُفضي إلى تغييرات جذرية في شكل السلطة والمشهد السياسي.

المستقبل السياسي في اليمن، وخاصة في الجنوب، يعتمد بشكل أساسي على قدرة الجميع – من الحكومة إلى المجلس الانتقالي – على تقديم حلول حقيقية تستجيب لمطالب الشارع، وتعطي الأمل للناس في غد أفضل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى