مدفع رمضان 23: مونديال 1966.. الكلب بيكلز ينقذ إنجلترا من الحرج

مع المدفع الثالث والعشرين في رمضان اليوم الأحد 23 مارس 2025، تتردد قصة “بيكلز”، الكلب الأسود والأبيض من سلالة الكولي، الذي أنقذ إنجلترا من حرج تاريخي قبل كأس العالم 1966. في 20 مارس 1966، سُرقت كأس جول ريميه الذهبية من معرض في وستمنستر، لتبدأ فضيحة تهدد استضافة إنجلترا للمونديال. لكن بيكلز، بفضل حاسته القوية، قلب الموقف ليصبح بطلًا وطنيًا، ومهد الطريق لتتويج إنجلترا باللقب الوحيد في تاريخها.

بدأت القصة عندما عُرضت الكأس، التي تزن 3.8 كجم وطولها 35 سم، في معرض خيري بلندن تحت حراسة مشددة. لكن في صباح 20 مارس، اكتشف الحارس جو موجان أن الخزنة مفتوحة والكأس اختفت، رغم وجود 6 حراس وكاميرات. الشرطة تلقت تهديدًا من لص يُدعى “جاكسون” يطالب بـ15 ألف جنيه إسترليني (حوالي 300 ألف اليوم)، لكن المفاوضات فشلت، وأُلقي القبض على إدوارد بيتشلي، المشتبه به الوحيد، دون العثور على الكأس. باتت إنجلترا، مضيفة البطولة بعد 4 أشهر، في موقف محرج، مع تهديد FIFA بصنع كأس بديلة.

في 27 مارس 1966، بينما كان ديفيد كوربيت، موظف بنك يبلغ 26 عامًا، يتمشى مع كلبه بيكلز في حديقة نوروود جنوب لندن، لاحظ بيكلز ينبح بجانب شجيرة. اقترب كوربيت ليرى حزمة ملفوفة بجرائد، ففتحها ليجد الكأس الذهبية سليمة تمامًا. “كدت أسقط من الصدمة”، قال كوربيت لاحقًا في مقابلة مع BBC. هرع لقسم الشرطة في جيبسيلاند، حيث شك الضابط في البداية أنه لص، لكن التحقق أكد أصالة الكأس. عاد بيكلز إلى الحياة العادية، لكن شهرته انفجرت.

الكأس رُجعت لـFA، وانطلق المونديال في 11 يوليو 1966 كما هو مخطط. بيكلز حصل على ميدالية من اللجنة المنظمة، وكمية وفيرة من عظام اللحم كهدية من شركات محلية. في النهائي بـ30 يوليو على ملعب ويمبلي، اقتحم بيكلز الملعب في الدقيقة 66 خلال مباراة إنجلترا وألمانيا الغربية (2-2 آنذاك)، ليوقف اللعب لحظيًا بينما يطارده بوبي مور. فازت إنجلترا 4-2 في الوقت الإضافي بهدفي جيف هيرست، لتتوج باللقب أمام 96 ألف مشجع.

لو لم يعثر بيكلز على الكأس، لكانت إنجلترا واجهت فضيحة دولية، وربما لم تحقق اللقب نفسيًا. عاش بيكلز حتى 1967، ودُفن في حديقة كوربيت، تاركًا إرثًا كبطل غير متوقع. “مدفع رمضان 23” يحتفل بهذا الكلب الأسطوري، الذي أنقذ إنجلترا في 1966 من حرج كاد يمحو أعظم لحظاتها الكروية.