الانسحاب لا يصنع البطولات.. كيف أضر الأهلي بنفسه في أزمة القمة؟

لم يكن انسحاب النادي الأهلي من مباراة القمة أمام الزمالك مجرد قرار عابر، بل هو موقف يعكس إشكالية إدارية خطيرة قد تكون لها تداعيات واسعة على مستقبل الفريق في الدوري المصري، فعلى الرغم من أن اعتراض الأهلي على تعيين طاقم تحكيم مصري قد يكون له مبرراته، إلا أن طريقة التعامل مع الأمر كانت غير مدروسة، وأدت إلى خسائر أكثر من المكاسب المحتملة.

كرة القدم ليست مجرد لعبة داخل المستطيل الأخضر، بل هي منظومة تحكمها القوانين واللوائح، ومن غير المقبول أن يكون الانسحاب هو الحل الأول عند كل أزمة. لو كان الأهلي يرى أن هناك ظلماً تحكيمياً متوقعاً، كان بإمكانه اللجوء إلى الطرق القانونية والاحتجاج الرسمي بدلاً من اتخاذ قرار انسحابي قد يكلفه غالياً. فالفرق الكبيرة تُثبت نفسها في الملعب، وليس عبر البيانات الصحفية أو التصعيد الإعلامي.

الانسحاب لم يكن مجرد تعبير عن الغضب، بل هو قرار ترتب عليه تبعات قانونية ورياضية قد تؤثر على مسيرة الأهلي في الدوري، فمن الناحية الإدارية، قد يواجه النادي عقوبات صارمة مثل خصم النقاط أو الغرامات المالية، وهو ما سيضعه في موقف صعب في سباق اللقب. 

أما من الناحية الجماهيرية، فقد ترك القرار مشاعر الإحباط لدى أنصار الفريق الذين كانوا ينتظرون المواجهة بفارغ الصبر، فكيف لنادٍ بحجم الأهلي، صاحب التاريخ والبطولات، أن ينسحب بدلاً من أن يخوض المباراة ويدافع عن حظوظه داخل الملعب؟

قرار الأهلي بالانسحاب يفتح الباب أمام أندية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة في المستقبل، وهو ما قد يؤدي إلى فوضى في إدارة المسابقات المحلية. فلو أصبح الاعتراض على الحكام سبباً للانسحاب، فهل هذا يعني أن كل فريق غير راضٍ عن طاقم التحكيم يمكنه الانسحاب متى شاء؟ مثل هذه التصرفات قد تُضعف من قيمة الدوري المصري وتؤثر على مصداقيته محليًا ودوليًا.

معروف عن النادي الأهلي أنه من أكثر الأندية خبرة في التعامل مع الضغوط والتحديات، ولذلك كان من المتوقع أن يكون الموقف أكثر نضجًا ومرونة، وكان من الممكن أن يُظهر النادي موقفًا قويًا دون الحاجة إلى الانسحاب، كأن يلعب المباراة ويُعبر عن اعتراضه بطريقة رسمية، مع تحميل اتحاد الكرة مسؤولية أي أخطاء تحكيمية قد تحدث. 

لكن اللجوء إلى خيار الانسحاب أظهر الإدارة وكأنها تُفضل المواجهة خارج الملعب بدلًا من إثبات الجدارة داخله.

كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد داخل المستطيل الأخضر، وأي فريق يسعى للفوز بالبطولات عليه أن يكون جاهزًا لمواجهة كل التحديات، سواء كانت فنية أو تحكيمية، وانسحاب الأهلي أمام الزمالك لم يكن في صالح الفريق، بل وضعه في مأزق إداري وقانوني قد ينعكس سلبًا على مشواره في الدوري. 

في النهاية فإن إدارة الأزمات تحتاج إلى الحكمة والهدوء، والفرق الكبيرة لا تُثبت قوتها بالانسحاب، بل باللعب والفوز رغم الصعوبات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة كورة بلس , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من كورة بلس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى