مدفع رمضان 1.. منتخب مصر يُبهر إفريقيا بأول لقب في 1957

مع أول ضربة مدفع رمضان في شهر رمضان الكريم، نرجع للحظة ساحرة وتحديدًا في عام 1957، حينما أضاء منتخب مصر سماء الكرة الإفريقية ونجح في التتويج بأول ألقابه في كأس الأمم الأفريقية.

الرقم “1” ما كانش بس بداية، ده كان انطلاقة مذهلة للفراعنة مستمرة حتى وقتنا هذا، تكتب التاريخ وتسطر المجد.

الفراعنة نجحوا حينها في أن يصيبوا السودان وأثيوبيا بالذهول في مواجهات البطولة القارية الأولى لكرة القدم الأفريقية، المنتخب الوطني حينها أعلن إن مصر هنا عشان تكون ملكة القارة من أول يوم.

نقطة الانطلاق

في فبراير 1957، استضافت الخرطوم أول نسخة من كأس الأمم الأفريقية، بثلاث منتخبات: مصر، السودان، وإثيوبيا، بعد انسحاب جنوب إفريقيا لأسباب خاصة. 

الملاعب كانت ترابية، والجو مشمس، لكن الفراعنة بقيادة مراد فهمي كانوا كالنجوم، وبقيادة نجوم من اللاعبين على رأسهم “محمد دياب العطار” الشهير بـ(الديبة)، “رأفت عطية”، و”علي بكر”، ونجحوا في أن يكتبوا التاريخ.

نصف النهائي: بداية التشويق

يوم 10 فبراير، واجهت مصر السودان في نصف النهائي، والجماهير السودانية كانت تحلم بتحقيق الفوز على الفراعنة. 

المباراة بدأت بضغط سوداني، لكن مصر قلبته لصالحها. في الدقيقة 21، احتسب الحكم ركلة جزاء لمصر، تقدم لها “رأفت عطية”، وسدد الكرة بثقة في الشباك، 1-0 . 

السودان نجح في أن يعادل النتيجة في الدقيقة 58 بقدم “برعي أحمد بشير”، لكن “الديبة” حسمها في الدقيقة 72، تلقى كرة مرتفعة، راوغ الدفاع، وأطلق تسديدة مذهلة من 20 ياردة، 2-1 . المدرجات اهتزت بقوة من هتافات الفراعنة والمنتخب خطوا للنهائي.

النهائي: ليلة الديبة الساحرة

16 فبراير 1957، ملعب الخرطوم كان على موعد مع الإبداع. إثيوبيا كانت تبغى المفاجأة، لكن “الديبة” كان ليه كلام تاني. المباراة انطلقت كالنار، وفي الدقيقة 3، تلقى “الديبة” تمريرة ذكية من “حمدي عبد الفتاح”، انسل بسرعة البرق بين المدافعين، وسدد كرة خادعة خدعت الحارس، 1-0 . الإثيوبيون حاولوا يردوا، لكن مصر كانت في عالم تاني.

في الدقيقة 21، عاد “الديبة” بمهارة خيالية، تلقى كرة طولية، تلاعب بمدافع، وسدد كرة لولبية استقرت في الزاوية العليا، 2-0 . الشوط الأول انتهى بتألق مصري، لكن الثاني شهد إثارة كبيرة.

 في الدقيقة 58، استلم “الديبة” كرة مرتدة من ركنية، قفز كالفهد، وسدد كرة أرضية مراوغة، 3-0 . 

اللحظة الكبيرة جاءت في الدقيقة 75، لما انطلق “الديبة” من الجناح الأيسر، فاجأ الحارس بعبقرية، وأودع الكرة بهدوء في الشباك، 4-0 . 

الجماهير المصرية جن جنونها، والصافرة أعلنت تتويج الفراعنة.

إحصائيات مبهرة

الأهداف: 6 لمصر (2 ضد السودان، 4 ضد إثيوبيا)، وهدف واحد بس في شباكهم.

الديبة: 5 أهداف (1 في نص النهائي، 4 في النهائي)، بمعدل تسديدة كل 36 دقيقة، و8 تسديدات في النهائي.

الرقم “1”: بداية السحر

الرقم “1” كان إعلان إن مصر ملكة إفريقيا من أول يوم، وفتح الباب لـ7 ألقاب تاريخية، “الديبة” ورفاقه نجحوا في وضع بصمة لا يستطيع أحد أن يمحيها.