اخبار السعودية : "انتصاراتٌ قد تُعيد رسم خريطة الحرب".. الجيش السوداني يستعيد مواقع سيادية في الخرطوم

تحت أنقاض القصر الرئاسي المُدمَّر، حيث تتكسَّر زجاج النوافذ بين أصوات الرصاص، يقف جنودٌ سودانيون بوجوهٍ مُتعبةٍ لكنها مصمّمة، انطلقوا عبر سجادات القصر الحمراء الباهتة، حاملين أسلحتهم كأنها شعلة أخيرة في حربٍ طالت أكثر من عامين. الخرطوم، التي كانت يوماً عروس النيل، أصبحت اليوم ساحة لمعركة وجودية بين جيشٍ يسعى لاستعادة هيبة الدولة، وقوَّات مُتمرِّدة تُحاول فرض سطوتها.

معارك مصيرية

شهدت العاصمة السودانية تحوُّلاً دراماتيكياً خلال الأيام القليلة الماضية، بعد معركة دامية استمرت أياماً، نجح الجيش السوداني في السيطرة على القصر الرئاسي يوم الجمعة الماضي، في عمليةٍ وُصفت بأنها “ضربة إستراتيجية” لقوات الدعم السريع. المشهد داخل القصر، الذي زارته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية كأول وسيلة إعلام غربية تدخل المنطقة منذ اندلاع الحرب، كان أشبه بلوحة فوضى: جدران مُثقوبة بالرصاص، أثاث مُحطَّم، وآثار دماء تجمَّدت على الأرضيات الرخامية.

ولم تتوقَّف الموجة العسكرية عند هذا الحد. بحلول أمس، توسَّعت سيطرة الجيش لتشمل البنك المركزي ومقر جهاز الأمن الوطني، إضافة إلى فندق كورنثيا الفاخر المُطل على النيل. هذه المواقع، التي كانت تُعد رمزاً للسلطة والسيادة، تحوَّلت إلى نقاط ارتكازٍ عسكرية تُعلن عن تحوُّلٍ كبير في موازين القوى.

سيطرة إستراتيجية

تُشير الخرائط العسكرية إلى أن الجيش تمكَّن من تطهير ما يُقارب 70% من المناطق المركزية في الخرطوم، وفقاً لمصادر ميدانية. وعملية التقدُّم هذه لم تكن سهلة؛ فالقوات المُناوئة استخدمت تكتيكات حرب الشوارع، معتمدةً على الأسلحة الخفيفة والكمائن المُفاجئة. لكن التفوق الجوي للجيش، مع دعم المدفعية الثقيلة، أعطاه اليد العُليا في مواجهة خصمٍ يفتقر إلى الغطاء الجوِّي.

وفي مشهدٍ يُعبِّر عن التحدِّي، تجمَّع الجنود تحت ثريا القصر الرئاسي المُتدلِّية، بينما كان قادتهم يوزِّعون الأوامر الأخيرة قبل التوجُّه إلى قلب المدينة المُهجورة، “هذه معركة الكرامة”، قال أحد الضباط لمراسلي “نيويورك تايمز”، بينما كان يُعدِّل وضع سِلاحه على كتفه، “لن نسمح لمرتزقة الدعم السريع بسرقة وطننا”.

تداعياتٌ مُتوقَّعة

ورغم الانتصارات الميدانية، يرى مُحلّلون عسكريون أن الحرب لم تُحسَم بعد. فقوات الدعم السريع، ما زالت تُسيطر على أحياء جنوبية وغربية في الخرطوم، إضافة إلى مناطق واسعة في دارفور وكردفان. وهذا التوزيع الجغرافي يُنذر باحتمال تحوُّل الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

وتُثير التطوُّرات مخاوف إنسانية مُتجدِّدة. المنظمات الدولية تُحذِّر من انهيار البنية التحتية في العاصمة، حيث تعطَّلت شبكات المياه والكهرباء بالكامل، بينما تُواصل أحياء سكنية الانهيار تحت القصف العشوائي. “الخرطوم لم تعد مدينةً للعيش”، يقول أحد النازحين الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، “حتى النيل نفسه يبدو مُلوَّثاً بالدماء”.

وفي خضمِّ هذه التطوُّرات، تبرز تساؤلاتٌ حول إمكانية تحوُّل الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية. هل سيتمكَّن الجيش من توحيد القوى المدنية خلفه؟ أم أن الفراغ السياسي سيدفع نحو تصاعُد المُنافسات الداخلية؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى