اخبار السعودية : إمام المسجد النبوي: العشر الأواخر من رمضان.. كنوز الرحمة والمغفرة تتجلى في ليالي النور

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن محمد الثبيتي في خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة اليوم لقد حلَّت أعظم ليالي هذا الشهر، عشرُ ليالٍ من نور، كل لحظة فيها كنز، وكل سجدة فيها رفعة، وكل ساعة محفوفة بالرحمة مغمورة بالبركة، فيها يتجلى لطف الله، وتفتح أبواب العتق، وتتنزَّلُ المغفرة.
وأضاف هذه ليالي القُرَب، فيها تُسكب دموع الخشوع في محراب السحر، فيها همسات التوبة مع هدوء الليل ولحظات الانكسار بين يدي الغفار، فمن أضاعها فقد أضاع أعظم ما في رمضان، ومن أهملها فقد فوّت فرصة لا تعوّض وتابع كم من بعيد عن الله ردَّته هذه الليالي إلى النور، وكم من غافلٍ أيقظته من سُباته، وكم من مذنبٍ غسلته دموع التوبة بين يدي الرحمن، فهنيئًا لمن جعلها نقطة تحوُّلٍ في حياته، ويا لخسارة من غفل عنها حتى رحلت.
كان النبي ﷺ في هذه الليالي المباركة لا يعرف للراحة طريقًا، ولا للغفلة مكانًا، بين يدي الله ركوعًا وسجودًا ودعاءً وتضرُّعا، لم يكتف بنفسه، بل أيقظ أهله وحثَّهم على اغتنام هذه الساعات النفيسة. يا من أثقلته الذنوب وأرهقته الخطايا: هذا زمان الصفح، هذا ميدان التنافس، فانهض وتُب واغتنم الفرصة قبل أن تُغلَق الأبواب، فالدعاء بابٌ مفتوح، وعطاءٌ بلا حدود، والذكر أُنْس للروح وراحةٌ للفؤاد. السلام في ليلة القدر سكينة تغشى القلوب، وطمأنينة تعم النفوس، وأمان من العقوبة، ورحمة لا شقاء بعدها، فهو سلامٌ من الله، وسلامٌ من الملائكة، وسلام يعمُّ الأرض ومن فيها.
وختم في ليلة القدر المباركة تُرْفع أعمال العباد، وتُسَطّر أقدارُهم، ويقضي الله بحكمته في شؤون خلقِه، وتُقَدّر الأرزاق، وتُدوّن الآجال، وتُحدّد مصائر العام القادم، فمن أراد أن يُقبل دعاؤه فعليه أن يتضرّع إلى ربّه بقلب خاشع، والله كريمٌ لا يردُّ من أخلص له النيّة وأقبل عليه بصدق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.