اخبار السعودية : عن غياب الطلاب في رمضان.. "يماني": ادرسوا الظاهرة بمشاركة الأسر والطلاب والمعلمين.. و"الحسم" من الدرجات ليس حلاً

يطالب الكاتب الصحفي نجيب يماني وزارة التعليم، والإدارات المعنية بإخضاع ظاهرة غياب الطلاب في رمضان لدراسة عميقة، وإشراك الأسر والطلاب والمعلمين والمشرفين التربويين، وكل من له صلة بالمنظومة التعليمية في استجلاء الأسباب، ووضع المعالجات والحلول الناجعة التي تضمن سير العملية التعليمية في هذا الشهر الفضيل، وفي غيره من الشهور، مؤكداً أن تطبيق “الحسم” من الدرجات يمكن أن يكون حلاً لأفعال فردية، ولكن ليس لظاهرة جماعية.

غياب الطلاب في رمضان

وفي مقاله “غياب الطلاب في رمضان.. أين الخلل؟!” بصحيفة “عكاظ”، يؤكد “يماني” أن منظومتنا التعليمية ماضية في طريقها الصحيح، من نجاح إلى نجاح في ظل رؤية 2030، ولا يشوبها إلا ظاهرة الغياب الجماعي للطلاب في رمضان، يقول “يماني”: “العملية التعليمية، برغم كل هذه النجاحات المبشّرة والمفرحة، ما زالت تواجه بعض «الظواهر» السلبية، التي باتت تؤرّق صاحب القرار في التعليم، ولعل من أبرزها حالة «الغياب الجماعي» التي تصاحب موسم رمضان في كل عام”.

الحسم من الدرجات يصلح للحالات الفردية

ويعلق “يماني” على غياب الطلاب في رمضان ويقول: “هي «ظاهرة» تمنّيت على وزارة التعليم، ممثلة في إدارات التعليم في مختلف المراحل، إخضاعها للدراسة والتقييم، بعيداً عن فكرة التلويح بالعقاب بالحسم من درجات الطلاب.. فمثل هذه المعالجة – مع كامل التقدير والاحترام – تصلح أمام الحالات الفردية، ولكنها بالضرورة لن تكون معالجة سليمة حيال أمر أصبح قضية مجتمع، ودالة ذلك أنها خرجت من محاضن إدارات التعليم ودوائره، حتى وصلت دوائر الإعلام، بإشارة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، وتشكيل المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي باتت تتحكّم في عملية الحضور والدوام المدرسي في هذا الشهر الفضيل، وذهبت أصابع الاتهام تحديداً إلى «قروبات الأمهات»، بوصفهن الناشطات في تفعيل ظاهرة الغياب الجماعي لأبنائهن وبناتهن من دور التعليم في مختلف المراحل”.

ادرسوا الظاهرة مع الأسر والطلاب والمعلمين

ويطالب “يماني” بإخضاع هذه الظاهرة لدراسة معمقة تشمل الجميع، ويقول: “وأيّاً كانت الجهة التي أوعزت للطلاب والطالبات بهذا الغياب فإن المحصلة التي أمامنا هي غياب طال أغلب، إن لم يكن كافة مدارس المملكة، في مراحلها المختلفة، بما ينبئ عن «خلل ما»، يتطلّب إخضاعه للبحث والدراسة، وليس تطبيق بنود الأنظمة المسطورة سلفاً، حتى وإن أفلحت هذه الأنظمة بصرامتها في إعادة الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدرس، فلا شك عندي أنها ستكون عودة «مجبرين ومكرهين»، لا روح فيها ولا شغف ولا رغبة، بما يتنافى مع مقاصد التعليم، وأهدافه في جعل البيئة التعليمية جاذبة، ومحفزة.. ولهذا؛ أملت ورجوت أن تذهب وزارة التعليم، والإدارات المعنية فيها، إلى إخضاع هذه الظاهرة للدراسة، وإشراك الأسر والطلاب والمعلمين والمشرفين التربويين، وكل من له صلة بالمنظومة التعليمية في استجلاء الأسباب، ووضع المعالجات التي تضمن سير العملية التعليمية في هذا الشهر الفضيل، وفي غيره من الشهور، بشكل سلس ومرن ومنتج ومثرٍ للطلاب، فمن المهم والضروري أن تطرح الوزارة هذه القضية للنقاش عبر استبانات، وتقف على دوافعها، ومعالجتها بطرق تضمن حضوراً منتجاً ومفيداً، وليس مجرد «ملء» للمقاعد بطريقة تعبر جسر الأنظمة فقط، وتضمن السلامة من عقوبة «الحسم» “.

دوام مسائي أو دراسة عن بعد

ويؤكد “يماني ” أنه عبر دراسة الظاهرة سنصل إلى بدائل للدوام التقليدي في رمضان، ويقول: ” ومتى ما وقفت الوزارة على هذه الأسباب فسيكون بمقدورها أن تطرح بدائل مُرضية للأسر والطلاب والمعلمين، فمثلاً يمكن استبدال الدوام في رمضان ليكون مسائياً، مصحوباً بأنشطة ترفيهية ورياضية تضمن حضور الطلاب، وانتظام العملية التعليمية بسلاسة ويسر، فإن تعذّر ذلك فلا أقل من تحويل العملية التعليمية في رمضان لتصبح عن بُعد عبر منصة «مدرستي»، بما يوفّر للأسر كثيراً من العناء الذي تكابده ربّات المنزل، بخاصة وأن العبء في مجمله يقع عليهن من حيث أداء الواجبات المنزلية على كثرتها في رمضان، ومراجعة الدروس للأبناء، ومباشرة تجهيزهم للمدرسة، وانتظار عودتهم، وكل ذلك خصماً على راحتهن، وزيادة ضغط على أعصابهن، لتصبح الدراسة عن بُعد حلاً يمكن أن يزيح عنهن بعض العبء، ويخفف عنهن كثيراً من الأثقال”.

“الحسم” من الدرجات ليس حلا

وينهي “يماني” قائلاً: “غاية الذي آمله، أن لا يكون تطبيق «الحسم» من الدرجات هو المعوّل عليه في معالجة هذه الظاهرة، فهي ليست فعلاً فردياً، ولكنها سلوك جمعي، يتطلّب دراسة أعمق، وحلولاً أكثر نجاعة، وأوفق في ميزان النظر السليم”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى