اخبار السعودية : شاهد.. بسطات البلد تجسّد عبق رمضان وذكريات الماضي في جدة التاريخية

تشهد جدة التاريخية خلال موسم رمضان 1446هـ، الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت شعار “عادت ليالينا”، إقبالًا واسعًا من الزوار والسياح الذين يتوافدون للاستمتاع بفعاليات وأجواء رمضانية تنبض بروح التراث، حيث تتجلى العادات والتقاليد الأصيلة التي تبرز الهوية الثقافية المتجذرة، والتي تعايشت مع تطورات الزمن دون أن تفقد أصالتها.
وتُعد فعالية بسطات البلد إحدى أبرز الفعاليات الرمضانية، وقد تحوّلت المنطقة المخصصة لها إلى نقطة التقاء لعشّاق المأكولات الشعبية، حيث تصطف عربات الطعام والأكشاك التقليدية والمقاهي في زوايا الحارات القديمة، لتقديم أشهى الأطباق والمشروبات وسط مشاهد تستحضر روح الماضي.

وفي هذه الأجواء الساحرة، يعانق موسم رمضان روح المدينة في لوحة نابضة بالحياة، إذ تكتظ الأسواق بالحركة، وتمتزج روائح الكبدة والبليلة مع عبق الشريك والبطاطس، ليأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، تعيد إليه أجمل الذكريات وعبق التاريخ ودفء اللقاءات الاجتماعية التي تجسّد روح رمضان بكل تفاصيلها.

ويجد روّاد بسطات البلد أنفسهم أمام تجربة طهو حيّة، حيث تُعدّ الأطباق وفق أساليب تقليدية تحاكي طرق الأجداد، ما يثير فضول الزوار لاكتشاف أسرارها، بل ويحفّزهم على خوض تجربة إعدادها بأنفسهم. ولا تقتصر هذه الأجواء على متعة التذوق فحسب، بل تسهم أيضًا في إثراء قطاع فنون الطهي السعودي، ودعم الطهاة المحليين، وترسيخ مكانة الأطباق التراثية في المشهد الثقافي الحديث.

ولا تقتصر الفعالية على المذاق فقط، بل تمتدّ لتشكل عنصرًا رئيسًا في إحياء منطقة جدة التاريخية، وتحويلها إلى وجهة ثقافية متكاملة، تعزز الاقتصاد المحلي، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة عبر استقطاب المزيد من الزوار والسياح.

وتسعى وزارة الثقافة من خلال موسم رمضان إلى تقديم تجربة ثقافية غنية تدمج بين المتعة والمعرفة، وتسلّط الضوء على العادات والتقاليد الرمضانية المتوارثة، تعزيزًا للوعي الثقافي، وترسيخًا للقيم الاجتماعية التي تميز المجتمع السعودي في هذا الشهر الفضيل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.