اخبار السعودية : بعد اللقاء الناري بين "ترامب" و"زيلينسكي".. ما مصير الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟

في لقاء مفعم بالتوتر داخل المكتب البيضاوي، تصادم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما أثار تساؤلات حول مصير خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فبينما حاول زيلينسكي الحصول على ضمانات أمنية واضحة، قلل ترامب من أهمية الجانب الأمني، مثيرًا مخاوف من انهيار التحالف بين البلدين. فهل تفقد أوكرانيا دعم واشنطن؟ وما مصير الاتفاقية التي كانت تهدف إلى استغلال موارد أوكرانيا المعدنية مقابل ضمانات أمريكية غامضة؟
مواجهة حادة
شهد لقاء ترامب وزيلينسكي يوم الجمعة مواجهة حادة، حيث حاول الرئيس الأوكراني الحصول على تفاصيل أكثر وضوحًا حول كيفية منع روسيا من انتهاك أي وقف لإطلاق النار في المستقبل. ومع ذلك، قلل ترامب من أهمية الجانب الأمني، واصفًا إياه بأنه “2 ٪ فقط” من أي اتفاقيّة لوقف القتال. وأكد ترامب أن تركيزه ينصب على “إتمام الصفقة” بدلاً من الانشغال بالضمانات الأمنية.
والاتفاقيّة التي أعدتها إدارة ترامب لمنح الولايات المتحدة حقوقًا لاستغلال المعادن الحرجة في أوكرانيا، كانت مقابل ضمانات أمنية أمريكية غير محددة بوضوح. ومع ذلك، بقيت الاتفاقيّة دون توقيع بعد اللقاء المتفجر. وأعلن ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن زيلينسكي “يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام”، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وسارع كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب إلى تهنئته على موقفه الحازم، حيث أشاد كيث كيلوغ، المبعوث الخاص لترامب لشؤون أوكرانيا وروسيا، بالرئيس الأمريكي لوقوفه “لأمريكا أولاً”. من جهة أخرى، وصف نائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي بأنه “جاحد”، وحثه على شكر ترامب على الدعم الأمريكي.
صدمة أوروبية
أعرب القادة الأوروبيون عن صدمتهم من تطورات اللقاء، لكنهم حرصوا على تأكيد دعمهم لأوكرانيا. وقال دبلوماسي أوروبي إنه “من المبكر إبداء رأي مدروس”، مشيرًا إلى أن النبرة تغيرت لكن الحاجة إلى تسوية سلمية لم تتغير. ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر القادة الأوروبيين إلى اجتماع طارئ في لندن يوم الأحد لمناقشة الخطوات التالية.
وأعطت الإدارة الأمريكية إشارات متضاربة حول مستقبل دعم أوكرانيا. وقال مسؤول كبير إن واشنطن تفكر في وقف جميع شحنات المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، ردًا على ما وصفه “بعناد” زيلينسكي. هذا القرار، إذا تم تنفيذه، سيؤثر على مليارات الدولارات من المعدات العسكرية التي تنتظر الشحن إلى أوكرانيا.
وأكد ترامب أن حقوق الولايات المتحدة في موارد أوكرانيا المعدنية ستكون بمثابة سداد للمساعدات الأمريكية السابقة. وأشار إلى أن وجود المهندسين والعمال الأمريكيين لاستغلال هذه الموارد يمثل ضمانًا أمنيًا كافيًا. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذا الموقف يضع أوكرانيا في موقف ضعف أمام روسيا.
دبلوماسية علنية
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس عن اعتقادها بأن زيلينسكي قد يعيد التفكير في موقفه، لكنها أكدت أن الاتفاقيّة لا تزال قابلة للتنفيذ. وأشارت إلى أن المشادة العلنية في المكتب البيضاوي كانت “دبلوماسية في العمل”، تعكس ما صوت له الشعب الأمريكي.
ومع تدهور العلاقات بين واشنطن وكييف، يزداد اعتماد أوكرانيا على الدعم الأوروبي. وفي الأسابيع الأخيرة، سعى الأوروبيون إلى بناء دعم أمريكي لنشر قوات حفظ سلام داخل أوكرانيا، بعيدًا عن خطوط الجبهة. ومع ذلك، يرى خبراء أن أوروبا تفتقر إلى الموارد والقدرات الاستخباراتية اللازمة لسد الفراغ الذي قد تتركه الولايات المتحدة.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن وقف إطلاق النار وفق شروط روسيا أصبح أكثر احتمالاً. ومع تزايد مخاوف أوكرانيا من فقدان الدعم الأمريكي، يبقى السؤال : هل ستتمكن كييف من التفاوض على أفضل صفقة ممكنة قبل أن تتفاقم مزايا روسيا؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.