اخبار السعودية : جلوي بن عبدالعزيز: الأمير الراحل محمد بن فهد لم تبعده السلطة عن إنسانيته

قال أمير منطقة نجران، الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، “قبل أيام رحل عن دنيانا رجل من خيرة أبناء وطننا العزيز، عملت معه لسنوات طويلة وشاركت معه في خدمة هذا الوطن الغالي، إنه الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز”.
وأضاف لـ”سبق” أن الأمير محمد بن فهد كان قائدًا وإنساناً وأخاً وصديقاً قبل أن يكون مسؤولاً، ولقد عرفت الأمير محمد بن فهد – رحمه الله –ليس فقط بحكم عملي معه لسنوات طويلة، بل عرفته بحكمته في اتخاذ القرار، وعمق نظرته للأمور، واهتمامه الدائم بالمواطنين أثناء توليه إمارة المنطقة الشرقية، وإشرافه على مشاريع المنطقة التنموية.
وتابع: “على مدار السنوات التي جمعتني بالأمير محمد بن فهد، لم يكن مجرد مسؤول، بل هو أكثر من ذلك بكثير، إذ كان بمثابة الأخ الكبير الذي الجأ إليه، والصديق الذي أستنير بحكمته والملاذ الذي أشعر معه بالأمان”.
وقال: “كنا لا نحتاج إلى حوار لنتفاهم، إذ كان هناك فهم عميق، وكان وجوده في حياتي مصدر طمأنينة وأمان بعد الله سبحانه وتعالى، وثبات لا يمكن وصفه في مقال”.
وأوضح أن العلاقة مع الأمير محمد بن فهد، لم تكن مجرد علاقة في حدود القرابة بل علاقة امتزجت فيها الأخوة الحقيقية بالوفاء والمساندة في أصعب الظروف وأدقها، ودعته كما يودّع الأخ والصديق ورفيق الدرب، وكما يودع التلميذ معلمه.
وأردف قائلاً: “الأمير محمد بن فهد كان إنساناً بكل ما يحمله هذا اللفظ من معاني، إذ وجدته متمسكاً بمبادئه، ولم تبعده السلطة عن إنسانيته، ولآخر يوم في حياته كان يحمل نفس البساطة ونفس الشعور بالمسؤولية تجاه الناس”.
واستطرد: “كان يبذل جهوداً لخدمة الناس وبدون أن ينتظر مقابلاً، بل إن أغلب أعماله كانت بينه وبين خالقه، وكان يتحلى بالصبر والحكمة وكرم النفس واليد والجود مع القريب والبعيد دون إفصاح”.
وتابع: “كان رحمه الله مبادراً لفعل الخير دون انتظار مقابل، ولقد عرفته يتسم بالشجاعة عند اتخاذ القرار مصحوبة بالثقة العالية بالنفس، كما كان المغفور له مثالاً يحتذى به في الصبر والحكمة، وعرفته يواجه التحديات برباطة جأش ورؤية ثاقبة، وقد كان صاحب رؤية مستقبلية سابقةً لعصرها، وضع من خلالها أسساً متينة لمشاريع ومبادرات خدمية وإنسانية ستظل شاهده على عظمته وإرثه الخالد”.
وقال: “العمل في الدولة بالنسبة للأمير محمد بن فهد – رحمه الله – لم يكن مجرد منصب أو مسؤولية يؤديها بل كان شغفاً بالإنجاز وتفانياً في خدمة الوطن، فكان يؤمن بأن العمل الإنساني والخيري المؤدي لتنمية المجتمع مكملاً لوظيفته في الدولة، وكان يسعى للتعرف على احتياجات المجتمع ويطلق المبادرات لتلبيتها”.
وأشار إلى أنه أسس أربع عشرة مبادرة محلية وثمان مبادرات عالمية، مضيفاً: “المجال قد لا يتسع لذكر مبادراته، ولكن نذكر أهمها، إذ إن من أعظم ما أسسه الأمير الراحل جامعة الأمير محمد بن فهد التي أصبحت نموذجاً أكاديمياً عالمياً، وكذلك مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية التي أطلقت العشرات من البرامج الهادفة إلى تمكين الأفراد وتحسين جودة حياتهم”.
وقال: “لم تكن هذه المبادرات مجرد مشاريع مؤقتة بل أصبحت منارات تستمر في التأثير والإسهام في تنمية المجتمع، وطال أثرها المجتمع المحلي والعالمي على حد سواء، واختار من خلال مبادراته وبرامجه ودعمه للمحتاجين والمجتمع أن يكون امتدادًاً لنهج والده الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله”.
وتابع: “كان يؤمن بأن القيادة ليست سلطة بل مسؤولية تجاه المواطنين وغيرهم،
ولهذا كان قريباً من المجتمع من خلال مجالسه المفتوحة ولقاءاته المباشرة وزياراته الميدانية، وعندما أعود بالذاكرة إلى الأيام التي جمعتني بالأمير محمد بن فهد أتذكر جيدًاً حكمته العميقة في مواجهة الأمور ومعالجتها، وكيف كان يواجه ذلك بهدوء وثبات تنم عن عمق هذه الحكمة”.
وأردف: “كان غالباً ما يكرر مقولة لا تترك الضغوط تؤثر على قدرتك في التفكير، فالقائد الحقيقي هو من يستطيع أن يحافظ على الهدوء حتى في أحلك وأصعب المواقف، وكانت هذه واحدة من الدروس التي تعلمتها في أساليب القيادة والإدارة”.
وأشار إلى أنه “عند وداع العظماء تظل الكلمات عاجزة عن التعبير عن مآثرهم وتظل أعمالهم شاهدة على مسيرة حافلة بالبذل والعطاء، والأمير محمد بن فهد لم يكن مسؤولاً فحسب بل كان قائداً ذا رؤية وصاحب قلب إنساني يزهر بالعطاء، وتشهد على ذلك إنجازاته ومبادراته وما تركه من آثار خالدة.
وقال: “لقد رحل عنا الأمير محمد بن فهد لكنه ترك أثراً خالداً سيظل ينبض بالحياة، وذكريات حافلة بالخير ستبقى محفورة في قلوب من عرفوه ومن لم يعرفوه، ولكن لامسوا أثره، وبرحيله فقدنا رجلاً من رجال الأمة المخلصين، وفقدت المملكة قائداً أحبها وأحبته، وفقدت أنا شخصياً أخاً غالياً عزيزاً ورفيق درب وسند، لكن عزاءنا في إرثه الطيب والخالد وأعماله الخيرية شاهده عليه ودعوات محبيه”.
وتابع: “لم يكن رحمه الله مجرد شخصية قيادية ورائداً في العمل الإنساني، بل كان أباً استثنائياً ربى أبناءه على قيم العطاء والمسؤولية، وهذا ما نراه اليوم في أبنائه الذين يواصلون مسيرته بكل فخر واعتزاز، سائلاً المولى أن يوفق الأمير تركي بن محمد بن فهد والذي يسير على خطى والده في خدمة الوطن والمجتمع، ويحمل إرث الحكمة والقيادة التي تميّز بها والده الراحل”.
وتابع: “الأمير تركي بن محمد ليس فقط امتدادًا لإرث والده، بل هو تجسيد حي للقيم والمبادئ التي غرسها المغفور له. فمن نشأ في كنف قائد عظيم لابد أن يحمل المسيرة بنفس القوة والعزم، ويظل الأمير تركي من مدرسة والده في الحكمة والقيادة وفي الإخلاص لخدمة الوطن والمجتمع”.
وأضاف: “اليوم ونحن نشهد جهوده المتواصلة نرى في شخصه ملامح والده وهي الحنكة، الحكمة، والتواضع الممزوج بالشجاعة، فبالإضافة إلى أنه يسير على خطى والده فهو يعمل على تطوير رؤيته ليكمل مشواراً بدأه رجلٌ عظيم، وليظل اسم الأمير محمد بن فهد خالداً في ذاكرة الوطن”.
وأختتم بالقول إن “أبناء الأمير محمد بن فهد – رحمه الله – تركي وخالد وعبدالعزيز سيكونون بإذن الله الامتداد الحقيقي لمسيرته، وهم من سيحملون نهج العطاء لخدمة الوطن والمجتمع الذي رفعه والدهم طوال حياته، ليظل بذلك اسمه، حاضراً بأعمال الخير والتنمية”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.