اخبار السعودية : “بول” الهادئ ومراهقة مونتانا.. تحوّل هوليودي في جريمة قتل كُشفت بعد 28 عامًا
في ليلة هادئة من سبتمبر 1996، وعلى مشارف بوزمان في ولاية مونتانا الأمريكية، تحولت رتابة الطبيعة إلى مأساة غير متوقعة ولغز سيحتاج أكثر من عقدين من الزمان لكشف كيف قُتلت الفتاة دانيل “داني” هوتشينز، ذات الخمسة عشر عامًا، في منطقة صيد نائية خارج بلدة بيلغراد قبل 28 عامًا.
بدأت الأحداث بعد خلاف عائلي مساء ذلك اليوم، إذ أفادت أختها الصغرى، ستيفاني، بأن داني قد قررت الانفراد بنفسها في سيارتها الصغيرة – وهو ما كان يُعتبر أمرًا طبيعيًا في مونتانا آنذاك، حيث تُمنح رخص القيادة للمراهقين في سن مبكرة.
كانت داني تعشق الطبيعة وتجد في براري مونتانا ملاذها الخاص، لكن ما بدا كرحلة استجمامية تحول إلى كابوس حين عُثر عليها ملقاة في بحيرة ضحلة، دون أي علامات واضحة تدل على حادث عرضي.
سرعان ما اجتاحت الشائعات أرجاء المجتمع المحلي؛ وبدأ المسؤولون في التساؤل حول ملابسات الحادث. وقد لاحظ النائب كيثر فاركوهر، أول ضابط وصل إلى الموقع، أن جسد الفتاة لم يُظهر أي دلائل تدعم فكرة سقوط عرضي في مياه ضحلة، مما أثار شبهات وجود عنف مُستتر خلف المأساة.
مع انتشار الشائعات حول احتمال وقوع جريمة قتل وارتباطها بأحداث أخرى مجهولة، ازدادت حالة الرهبة بين أهالي المنطقة.
24 عامًا لحل لغز مراهقة مونتانا
ظل الصمت يخيم على القضية لسنوات طوال، حتى جاء المحقق الرائد مات بوكسماير، الذي أعاد فتح الملف بعد مرور 24 عامًا على الحادث.
ومع التقدم التقني الذي شهده مجال تحليل الحمض النووي، انطلقت جهود إعادة فحص الأدلة القديمة بقيادة النقيب المتقاعد توم إلفمونت. فاستُخدمت تقنيات حديثة في تحليل بصمات الحمض النووي، منها ما تم استخراجه من بعض الشعر الذي بُقي محفوظًا على مر السنين.
أثمرت تلك المحاولات عن تحقيق تقدم حاسم؛ إذ تم الحصول على ملف جزئي للحمض النووي، تمت مقارنته مع قواعد البيانات الفيدرالية، ليكشف عن تطابق مذهل بنسبة 10.7 تريليون إلى واحد مع مشتبه به. وكان هذا المشتبه به هو بول هاتشينسون، الرجل المعروف في الأوساط المحلية بشخصيته الهادئة ومهاراته في الصيد والصيد البحري، والذي كان يعمل كعالم أحياء مائي لدى إدارة الأراضي الفيدرالية.
بول الهادئ يكتب سطر النهاية
خلال لقاءات استقصائية، بدا هاتشينسون متوترًا وغير قادر على تقديم إجابات مرضية حول تواجده في المنطقة التي اُعثر فيها على جثة داني. ورغم محاولاته التقليل من شأن الأدلة، تراكمت المؤشرات التي ألقت الضوء على تورطه، حتى أنه لم يستطع الفرار من التحقيقات، وفي لحظة مفاجئة، وبعد مواجهة مطولة مع الحقائق التي لا تُنكر، اختار هاتشينسون الانتحار.
بالرغم من مشاعر الحزن العارمة التي اجتاحت أسرة هوتشينز، شعرت ستيفاني موليت بأن العدالة أخيرًا خطت خطواتها الأولى، بعد معركة دامية استمرت قرابة 28 عامًا.
وفي تصريحها المؤثر التي نقلتها شبكة CBS News، أكدت ستيفاني أن الكشف عن حقيقة ما جرى مع شقيقتها لم يكن مجرد تحقيق في قضية قديمة، بل كان انتصارًا للحق وصرخة منبوذة طال انتظارها. كما دعت إلى إصلاح آليات التحقيق وتحديث الإجراءات الأمنية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي، مؤمنة بأن كل جريمة تُروى قصة يجب ألا تُغلق نهايتها بالصمت.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.
