اخبار السعودية : “سوق الزل”.. عبق التراث ووجهة السياح في قلب الرياض
هيلة الرشيد – كندا آل جريد – منيرة الوزرة
في قلب العاصمة الرياض، حيث تمتزج رائحة العود بالبخور، وحيث تصدح أصوات الباعة بنداءاتهم العتيقة، يقف سوق الزل شاهدًا على عقود من التاريخ، محتضنًا بين أزقته قصصًا لا تزال تنبض بالحياة.
عند الساعة الرابعة والنصف من مساء الخميس 30 يناير 2025، تجولت صحيفة “الوئام” في أروقة السوق العتيق، مستكشفة حكاياته ومقتنياته التي تجذب عشاق التراث من داخل المملكة وخارجها، كانت الشمس تميل إلى المغيب، تاركةً وهجها على الواجهات الحجرية القديمة، بينما تصافح رائحة الحناء والعطور التقليدية أنفاس الزائرين.
حكايات من السوق
داخل أحد المحال العريقة، كان مقرن بن محمد المجاهد، أحد أقدم التجار في السوق، يجلس بين رفوف المشالح الملكية الفاخرة، والتي يفخر ببيعها منذ خمسين عامًا. تحدث لـ “الوئام” عن بداياته، مستذكرًا كيف كان “الزل” في الماضي نقطة التقاء للتجار والقادمين من مختلف المناطق، وكيف احتفظ السوق بجاذبيته رغم تحولات الزمن.
وأكد أن المشالح التي يعرضها اليوم ليست مجرد أقمشة، بل تحمل بين خيوطها تاريخًا يربط الأجيال ببعضها.
وعلى مقربة منه، كانت أم عابد، المرأة التي احترفت بيع المنتجات التراثية منذ عقود، تعرض قطعًا نادرة من الملابس التقليدية، متحدثة بحماس عن ارتباطها العاطفي بالمكان، الذي ترى فيه امتدادًا لماضي الأجداد وحاضر الأبناء.
وأثناء جولة “الوئام” في السوق، استوقفتها سائحة نرويجية، كانت تتأمل بإعجاب إحدى القطع المعروضة في المزاد التراثي. ابتسمت وقالت: “الأجواء هنا ساحرة!”، قبل أن تضيف أن دفء المكان وحفاوة التجار جعلا تجربتها أكثر تميزًا.
أكثر من مجرد سوق
لم يكن سوق الزل يومًا مجرد مركز تجاري، بل هو نافذة على تاريخ الرياض وثقافتها، حيث يلتقي القديم بالجديد في تناغم فريد. ومع تزايد أعداد السياح الذين يبحثون عن أصالة المكان، يظل السوق شاهدًا على تحولات المدينة، ووجهة لا غنى عنها لمحبي التراث في قلب الحداثة.
ذاكرة تمتد لأكثر من قرن
يعود تاريخ سوق الزل إلى أكثر من 100 عام، حيث كان في بداياته ملتقىً للتجار والمسافرين الباحثين عن أجود المشالح الملكية والسجاد والعطور والقطع التراثية. وعلى الرغم من تغير معالم المدينة وتطورها السريع، لا يزال السوق محتفظًا بروحه الأصيلة، ليبقى شاهدًا حيًا على عراقة الرياض وجسرًا يربط بين الماضي والحاضر في لوحة تراثية نابضة بالحياة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الوئام , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الوئام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.