اخبار السعودية : "قرارات متلاحقة وصدمات متواصلة تتركهم يلهثون من الغضب".. كيف يتعامل "ترامب" مع معارضيه؟
في مشهد سياسي متوتر، تتوالى قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية بوتيرة مذهلة، تثير الدهشة لدى المراقبين وتربك خصومه المعارضين. فمنذ اللحظة الأولى لعودته إلى البيت الأبيض، دشَّن استراتيجية صارمة تقوم على إغراق المشهد السياسي بسيل جارف من القرارات المثيرة للجدل، مستهدفًا تشتيت معارضيه وإضعاف قدرتهم على المواجهة، وهذه التكتيكات الحادة، التي استخدمها جزئيًا في ولايته الأولى، بلغت الآن مستوى جديدًا من القوة والاندفاع، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود، وما إذا كانت ستؤدي إلى انقلاب المشهد ضده لاحقًا.
طوفان بلا توقف
ولم يكن نهج ترامب وليد اللحظة، بل ظهر مبكرًا خلال فترته الرئاسية الأولى، حين صرَّح مستشاره السابق ستيف بانون بفخر بأن إرباك المعارضين الديمقراطيين عبر إغراق المشهد السياسي بالمبادرات يُعد من أنجع الأساليب لشل قدرتهم على الرد حيث يتركهم يلهثون من الغضب. غير أن هذه المرة، يبدو أن ترامب قد ضاعف رهانه، ليحول إدارته إلى ماكينة سياسية لا تهدأ، تدفع بقرارات صادمة متتابعة، ما يجعل أي محاولة لمعارضتها تبدو غير فعّالة أو متأخرة، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ومنذ عودته إلى السلطة، باشر ترامب سلسلة من الإجراءات الحاسمة، بدأت بعزل المفتشين العامين في عددٍ من الوكالات الفيدرالية، مرورًا بإصدار عفو شامل عن متهمي اقتحام الكابيتول في 6 يناير، وإطلاق تحقيقات ضد شخصيات يعدها “أعداء” سياسيين، وصولاً إلى تجميد التوظيف الحكومي وتحركات لإنهاء حق المواطنة بالولادة.
قرارات مربكة
ولم تمنح هذه السياسة خصوم ترامب أي فرصة لالتقاط أنفاسهم، ففي كل مرة يحاولون فيها التجمع لمواجهة قرار معين، يدهمهم بآخر أكثر جرأة. أحد أكبر المفاجآت جاء أمس عندما قرر ترامب تجميد تريليونات الدولارات من المنح والقروض الفيدرالية، ما أثار عاصفة من الغضب في الأوساط السياسية، ودفع الديمقراطيين إلى تصعيد خطابهم.
وقال النائب الديمقراطي جيمي رسكن، عضو لجنة القضاء في الكونغرس: “إنه أمر يفوق الاحتمال. هذه الإدارة تمارس تكتيكًا صادمًا يهدف إلى إغراقنا بالملفات والقرارات حتى نفقد القدرة على الرد الفعّال”.
هجوم شامل
والسياسة الجديدة لترامب لا تقتصر على تشتيت المعارضة، بل تتضمن خطوات فعليّة لتقويض سياسات الإدارة السابقة في قضايا حساسة. فقد عمد إلى تشديد قيود الهجرة، وإلغاء برامج التنوع والمساواة والشمول، فضلاً عن سحب التصاريح الأمنية من شخصيات بارزة كانت تعمل في الإدارات السابقة.
وإلى جانب ذلك، بدأ ترامب مساعيه لإنهاء قوانين الحماية البيئية، وتقليص نفوذ المؤسسات الحكومية التي يراها عقبة أمام سياساته الاقتصادية. هذه التحركات ليست مجرد خطوات إدارية، بل تمثل جزءًا من رؤية أوسع لإعادة تشكيل النظام الأمريكي وفق منظور قومي متشدد، وهو ما يلقى ترحيبًا واسعًا بين قاعدته الشعبية.
تكلفة باهظة
فيما يواصل ترامب هجومه السياسي، يبقى السؤال الأكبر: إلى أي مدى يمكن لهذه الاستراتيجية أن تستمر قبل أن تصطدم بحدودها؟ فعلى الرغم من أن نهجه أثبت فعاليّته في إرباك المعارضين، إلا أن التكلفة السياسية قد تكون باهظة، خصوصًا إذا ما تصاعدت ردود الفعل داخل مؤسسات الدولة، أو تحرك الكونغرس لمحاولة كبح جماحه.
ويرى بعض المحللين أن ترامب يلعب لعبة محفوفة بالمخاطر، حيث يعتمد على السرعة والمباغتة لفرض أجندته، غير أن التاريخ السياسي الأمريكي يُظهر أن مثل هذه التكتيكات قد تنقلب على أصحابها عندما يشعر الرأي العام أنها تجاوزت حدود المقبول.
ويبقى المشهد الأمريكي مفتوحًا على كل الاحتمالات، في ظل رئيس لا يعرف التردد، ومعارضة لم تجد بعد الطريقة المثلى لمواجهة فيض قراراته المتلاحقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.