اخبار السعودية : خطيب الحرم المكي: المخرج من حفظ الفروع وتضييع الأصول لا يكون إلا بالعلم والعمل
أوضح الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط؛ إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة، اليوم، أن المخرج من كُلّ صور تضييع الأصول وحفظ الفروع لا يكون إلا بدواء العلم والعمل.
وأضاف: أما العلم؛ فلأنه يقفُ صاحبَه على القواعد والأصول، وينشئ فكراً منظّماً منضبطاً يضع الأشياء في مواضعها، وأما العمل فلأنه يقع صحيحاً موافقاً لما شرعه الله.
• التقوى سبيل الأيقاظ، ونهج أولي النُّهَى، وطريق أولي الأبصار؛ وفيها الأمنُ من العِثار، والفوزُ بالجنة والنّجاة من النّار، ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 52-53].
وأردف “خياط”؛ في خطبته: حين تستحكم الآفات وتستشري العلل وتكثر الأدواء: تضطرب الألباب؛ فتختلّ الموازين، وتنعكس الأمور، ويُقدَّمُ المؤخّرُ، ويُؤخَّرُ المقدَّم، وتُصَغّرُ العظائم، وتُعَظّم الصغائر، وتُحْفَظ الفروع، وتُضَيَّعُ الأصول، وفي دنيا الواقع من صور حفظ الفروع وتضييع الأصول ما لا يكاد يُحْصى، فترى في الناس مَن يجتهد في ألوان القربات ليلَه ونهارَه، لكنه يقرن ذلك بما يفسد عليه جدّه ونصَبَه، ويُحبط عملَه واجتهادَه.
وتابع: ومن صور حفظ الفروع وتضييع الأصول: أن تَرى بعضَ مَن يُعنى بإقامة حروف القرآن وتجويدها وتحسين الصوت بالتلاوة؛ يُضَيِّعُ حدوده، ويهمل العمل بما أنزل الله فيه، ويغمض الأجفان عن تدبُّر معانيه والتأثر بعظاته والاعتبار بقصصه وأمثاله.
وقال خطيب الحرم المكي: لا ريب أن مبعث الانحراف ومصدر العِوَج في تضييع الأصول وحفظ الفروع إنما هو الخضوع لسلطان العادات، والإذعان لهيمنة الأعراف، بعيداً عن أنوار الوحيين، وكذا اتباع الهوى بغير هدى من الله، وقلّة الناصح، ونُدرة المُعين.
وأضاف: عظم الخسارة التي يُمنى بها من يحفظ فروعاً ويضيع أصولًا -لا سيما إذا كانت هذه الأصول توحيداً وإيماناً- خليقٌ بأن يحمل أولي الألباب على كمال العناية بهذا الأمر، وأي خسارة أعظم من أن يحبط عمل العامل!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.