اخبار السعودية : "عام 2024" يرحل بـ"مهندس الكلمة" وشاعر محاورة وكبير السدنة ومُطوف الملوك و"قاهر المستحيل"

ساعات قليلة، ونُودع العام 2024 الذي عشنا أيامه بحلوها ومرها، لنستقبل العام 2025، نجهل ما يخبئه لنا من أحداث ومفاجآت.

وإذا كان العام 2024 شهد قصصاً كثيرة، تبعث على الفرح أو الانبهار أو الاندهاش، فإنه شهد أيضاً قصصاً حزينة ومؤلمة، تركت بصمتها في الذاكرة، وترسخت مرارتها في النفوس.

وتصدر هذه القصص حالات الوفاة، التي غيبت عدداً غير قليل من الشخصيات السعودية المعروفة، من بينهم، مثقفون، وشعراء، وأدباء، ورجال أعمال، ورياضيون، ومسؤولون حكوميون، غيرهم من الشخصيات العامة التي كانت ملء السمع البصر قبل رحيلها.

وضمت قائمة المتوفين العديد من الشخصيات المعروفة، كان أبرزهم الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، بجانب آخرين، عُرفوا بمهنهم أكثر من أسمائهم، مثل مطوف الملوك والزعماء، وكبير سدنة بيت الله الحرام، وعميد المعلقين العرب والسعوديين، وأول مدير لشرطة نجدة الطائف.

“سبق” رصدت حالات الوفاة التي خلّفها العام 2024، لنتذكر من رحلوا عنا، ونترحم عليهم، قبل أن نستقبل العام الجديد.

مطوف الملوك والزعماء

في 21 سبتمبر، توفي المطوف الشيخ جميل بن سليمان جلال خارج المملكة، والشيخ “جميل” هو مطوف الملوك والزعماء وضيوف الدولة، حيث بدأ المطوف جميل عمله مطوفاً عام 1367هـ عندما قام بتطويف الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1368هـ، وكان عمره آنذاك 19 عاماً، كما قام بتطويف الملك فيصل والملك خالد.

كما قام الشيخ جميل بتطويف الملك الشريف طلال بن عبدالله، ملك الأردن كأول شخصية من خارج المملكة، ثم الرئيس المصري جمال عبدالناصر في عام 1374هـ، ثم الرئيس محمد نجيب. وكان المطوف جميل يجيد عدة لغات مكنته من التعامل مع ضيوف الدولة، ممن لا يجيدون اللغة العربية.

بدر بن عبدالمحسن

وفي04 مايو 2024، أعلن عن وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن؛ عن عمرٍ ناهز الـ 75 عاماً.

والأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، الذي وُلد في الرياض 2 أبريل 1949م، عُرف على الساحة السعودية والعربية، بأنه أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية، ولقب بـ”مهندس الكلمة”، وله مجهوداتٌ كبيرة في وضع نصوص أدبية ذات مستوى راقٍ؛ تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة والعالم العربي.

وكرَّمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمنحه وشاح الملك عبدالعزيز عام 2019.

أمين الرياض

في 15 ديسمبر، انتقل إلى رحمة الله تعالى عبدالله العلي الصالح النعيم، أمين مدينة الرياض الأسبق، عن عمر يناهز الـ90 عاماً. ووُلد النعيم عام 1931 بمدينة عنيزة بالقصيم، وشغل منصب مدير تعليم منطقة الرياض عام 1962، ثم عُيِّن أميناً لمدينة الرياض من عام 1976م إلى عام 1991م. ونال وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، ووسام الملك حسين بن علي من الأردن، ووسام العرش بدرجة قائد من المغرب.

ويُعَدُّ النعيم من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة في مسيرة التنمية الحضرية لمدينة الرياض، وساهم بشكل كبير في إعداد وتنفيذ الخطط التطويرية التي شهدتها المدينة؛ وهو ما جعلها نموذجاً للتحديث العمراني على مستوى المنطقة.

الفنان عبدالله المزيني

وفي 08 ديسمبر، أعلن وفاة الفنان عبدالله محمد المزيني، الذي يُعَدُّ من أبرز أعلام الساحة الفنية السعودية، وشارك في العديد من الأعمال، من أبرزها مسلسل “طاش ما طاش”.

وبدأ المزيني مشواره الفني عام 1984، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، التي تركت أثراً عميقاً في المشهدَيْن الثقافي والفني بالمملكة.

كبير السدنة

وفي23 يونيو، توفي الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، كبير سدنة بيت الله الحرام، وقدَّم رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، واجب العزاء لأسرة “الشيبي” في مكة المكرمة.

رجل الخير

وفي 25 نوفمبر، انتقل إلى رحمة الله تعالى، الشيخ محمد بن راشد الخثلان، أحد رجال الأعمال المعروفين بأياديه البيضاء على الوطن والمواطنين.

وعاش الشيخ الخثلان معظم حياته بالمنطقة الشرقية، فكانت له هناك بصمات مشهودة في أعمال الخير وخدمة الوطن، والراحل من أبرز رجال الأعمال المعاصرين الداعمين لأعمال الخير.

شاعر المحاورة

وفي 14 نوفمبر، نعت الساحة الشعرية ومحبو فن “القلطة” خاصة، الشاعر بخيت بن مضحي السناني، الذي وافته المنية إثر حادث مروري، وقد نعى الفقيدَ عدد من كبار الشعراء وجمهوره ومكاتب تنسيق حفلات القلطة، من خلال تغريدات عبر منصة “إكس”.

ويُعد “السناني” من أبرز شعراء المحاورة في المملكة، حيث ترك بصمة واسعة في مجال الشعر الشعبي.

وقد بدأ الراحل مسيرته الإبداعية منذ صغره، وشارك في المحاورات مع شعراء كبار مثل صياف السحيمي وحبيب العازمي، وعُرف بجمال صوته وبلاغة أبياته، مما جعل جمهوره يسميه بـ “متنبي جهينة”.

قاهر المستحيل

وفي 14 نوفمبر، غيّب الموت مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة الدكتور عمار بوقس، ونعى عدد من أقارب الفقيد، الراحل من خلال منصة “إكس”، داعين الله أن يتغمده برحمته.

وبوقس هو رئيس لجنة تحكيم جائزة عمار، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في إدارة المنظمات غير الربحية، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة، وعضو في هيئة الإذاعة والتلفزيون .وولد الراحل في سنة 1986 للميلاد وكان قد شخص بمرض ويردنِغ هوفمان (Werdnig-Hoffmann Disease) وهو من أنواع أمراض ضمور العضلات الشوكي. استطاع عمار أن يكمل تعليمه ويصبح كاتباً صحفياً وسمي لذلك باسم “قاهر المستحيل”؛ لقهره ظروف إعاقته وتغلبه عليها.

المواضيع الشائكة

وفي 09 يوليو، تُوفي الكاتب الصحفي محمد بن عبداللطيف آل الشيخ؛ بعد معاناة طويلة مع المرض. وتميَّز آل الشيخ؛ في أسلوبه الكتابي، بحدّته في نقد تجار القضايا وانتهازيي المواقف، وتموجت ظلال مقالاته على مساحات واسعة من المواضيع الشائكة والحسّاسة التي تناولها بجرأةٍ ووضوحٍ وحدّة.

وجاء محمد بن عبداللطيف آل الشيخ؛ من عالم الأعمال والتجارة إلى عالم الصحافة والكتابة، وكان ناشراً من رواد النشر في الأدب، بخاصة الأدب الشعبي، حين كان يرأس مجلس إدارة مجلة “قطوف”، و”حياة الناس”؛ مساهماً في إثراء الثقافة الأدبية والفكرية في المملكة.

عميد المعلقين

وفي 29 أبريل، تُوفي المعلّق الرياضي والإعلامي السابق محمد عبدالرحمن رمضان؛ بعد معاناة مع المرض عن عمرٍ يناهز 91 عاماً.

ويعد الفقيد أحد أقدم المعلّقين العرب والسعوديين؛ حيث أمضى أربعة عقود خلف المايكروفون الرياضي، ومثلت الرياضة السعودية عشقاً للفقيد. وكان رمضان قد أُصيب بجلطة مرتين في أثناء مباريات المنتخب السعودي؛ الأولى في ماليزيا عندما كان يعلّق على مباراة المنتخب مع الصين، وكان “الأخضر” متقدماً 2 / 0، وفي خلال 16 دقيقة أمطر الصينيون مرمى المنتخب بأربعة أهداف، فأُصيب بجلطة نُقل بطائرة خاصة. وأُصيب بالجلطة الثانية عندما انتصر العراق على المنتخب السعودي في دورة الخليج الرابعة في قطر بسبعة أهداف.

أبو حديجان

وفي 19 فبراير، انتقل إلى رحمة الله تعالى، الممثل والفنان الشعبي السعودي الشهير عبدالعزيز الهزاع، الذي عُرف بشخصية “أبو حديجان”.

وقد تَميز بتقليده المميز للأصوات عبر برامجه المتنوعة كـ”يوميات أم حديجان”، و”وسع صدرك” وغيرها.

وُلد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهزاع في عنيزة في القصيم عام 1348هـ (1929م)، وانتقل للعيش في الكويت في الستينيات الميلادية، وعمل بها موظفاً، وكان يتعاون مع الإعلام الكويتي في ذلك الوقت، ولم تكن بداية انطلاقته كما هو معروف عند الجميع، وإنما كانت بداية انطلاقته من إذاعة السعودية، ثم انتقل بعدها للرياض بسبب ظروفه، وعاش بها حتى وفاته.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى