اخبار السعودية : أكَّدَ أنها "دعوى الجاهلية".. خطيب الحرم المكّي يشدّد على ضرورة نبذ التعصُّب بكل صوره

دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد؛ إلى نبذ التعصُّب، فهو دعوى الجاهلية، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بمنبر المسجد الحرام بمكة المكرّمة، إن المتعصّب يقيّم الناس حسب انتماءاتهم الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية والطائفية والسياسية.

وذكر خطيب الحرم المكي، أن التعصُّب غُلُوّ في الأشخاص، وفي الأُسَر، وفي المذاهب، وفي القوم، وفي القبيلة، وفي المنطقة، وفي الفكر، وفي الثقافة، وفي الإعلام، وفي الرياضة، وفي كل شأنٍ اجتماعي.

وأشار “ابن حميد” إلى أن التعصُّب يدعو إلى كتم الحقّ وسترِه؛ لأن صاحبه يرى في الحقِّ حجّةً لمخالفه، والتعصُّب يقلل من فرص التوصُّل إلى الحلول الصحيحة، وينشر الظلم، ويهضم الحقوق، ويضعف الأمة، وينشر الفتن والحروب الداخلية.

وبيَّن أن الهجرة والنصرة وصفان شريفان كريمان، والمهاجرون والأنصار هم الأولون السابقون -رضي الله عنهم ورضوا عنه-، لكن لما أراد رجلان منهم توظيف هذه الألقاب الشريفة توظيفاً عصبيًّا فزع النبي ﷺ وبادر باحتواء الموقف بقوله: (أبدعوى الجاهلية؟!).

شرف الهجرة وشرف النصرة تحوّلا بالعصبية إلى نعتَيْن غير حميدَيْن، بل صار ذلك مسلكًا منتنًا مكروهًا، وصار من دعوى الجاهلية: (دعوها فإنها منتنة)، ولا أشد إنكارًا من هذا الوصف، ولا أعظم ذمًّا من هذا النعت.

لا يصدُّ عن الحقِّ إلّا التعصُّب وتقليد الآباء والأجداد؛ مستشهداً بقوله تعالى ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ. قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ [الزخرف: 23-24].

وأكّد خطيب الحرم المكي، أن المتعصّبَ يعتقد أنه على الحقّ بحجّةٍ وبغير حجّة، ومَن خالفه فهو على الباطل بحجّةٍ وبغير حجة، والمتعصّب لا يرى إلا ما يريد أن يراه، وهو يميّزُ الناس ويقيّمُهم حسب انتماءاتهم الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية والطائفية والسياسية، فالمتعصّب ينسب نقائصه وعيوبه إلى غيره، ويعرف الحقّ بالرجال، ولا يعرف الرجال بالحق، ولا يودُّ أن يكون الحقُّ مع الطرف الآخر، فهو أسيرُ أفكاره ورؤيته الضيقة؛ هَمُّه المِراء، والترفُّع على الأقران.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى