اخبار السعودية : "وادي النعام".. تجربة استثنائية ورحلة عبر الزمن تُعيد كتابة تاريخ حضارة دادان
تنطلق تجربة “وادي النعام” ضمن فعاليات مهرجان الممالك القديمة، الذي يستمر حتى 30 نوفمبر، لتأخذ زوارها في مغامرة استثنائية بين أحضان الطبيعة وسحر التاريخ، ولإثراء التجربة، أعدت الهيئة الملكية لمحافظة العلا فعاليات تفاعلية، كرياضة الهايكينغ التي تمنح الزوار فرصة استكشاف الوادي سيراً على الأقدام، واستخدام مناظير حديثة لرؤية النقوش التاريخية على الجبال عن قرب.
واشتهر الوادي بكثرة النعام التي كانت تعيش فيه، وكان مقصداً أساسياً للصيد لدى أهل حضارة دادان، واليوم، يُعيد هذا الوادي رواية قصته من خلال تفاصيل حية تُجسد تلك الحقبة، حيث أبدعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في خلق تجربة تُحاكي حياة الدادانيين، حيث عملت تصميم تجربة تفاعلية متكاملة تُحاكي حياة السكان الذين عاشوا هنا قبل آلاف السنين.
وبدأت الجولة – التي شاركت فيها “سبق” من نقطة تجمع تنطلق منها مركبات الدبابات الرملية، حاملة الزوار في رحلة مشوقة عبر تضاريس الوادي الصحراوية، ففي المحطة الأولى كشفت عن نقوش فريدة تروي قصص الجمال والنعام التي كانت رمزاً للتفاعل بين الإنسان والطبيعة في تلك الحقبة الزمنية فالنقوش المنحوتة على أعالي الجبال والتي يمكن للزوار مشاهدتها عبر مناظر مخصصة تخطف الأنظار، وتُظهر مهارة الإنسان القديم في تصوير الحياة اليومية بتفاصيل دقيقة.
ومن تلك المنطقة يمكن للزائر مشاهدة نقوش الفخار والتي يعود تاريخها إلى الالاف السنين، لتُبرز ملامح من حياة المجتمعات القديمة التي ازدهرت في هذه المنطقة، وتُحكي قصص استخدامات تلك الأدوات، ما يعكس مدى التقدم الثقافي لحضارة دادان.
وفي أوج الرحلة، ينطلق الزائر سيراً على الأقدام من مجسم النعامة الذي صُمم بريش حقيقي، ليعيد إلى الأذهان وجود هذا الطائر في الوادي بكثافة في الماضي وأنت في طريقك بين الجبال الشاهقة تشاهد عربة تقليدية تُحاكي العربات التي استخدمها أثرياء دادان في تنقلاتهم، ما منح الزوار فرصة لتصور أبعاد الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الحقبة.
وتضمنت الرحلة أيضاً مغامرة تسلق الجبال لاستكشاف النقوش عن قرب باستخدام، هذه النقوش عكست مراحل تطور الكتابة عبر الزمن، بدءاً من الخطوط الدادانية والثمودية والآرامية، وصولاً إلى النقوش الإسلامية التي شهدت تحولات من الكتابة غير المنقطة إلى الكتابة المنقطة، ما يعكس الإرث الثقافي والفني الذي ورثته الأجيال.
ولم يكن “وادي النعام” مجرد وجهة سياحية، بل نافذة حية على تاريخ البشرية فالتجربة، التي جمعت بين المغامرة والتعليم، قدمت صورة متكاملة عن حياة حضارات قديمة لا تزال بصماتها واضحة في تضاريس العلا، فمهرجان الممالك القديمة في نسخته الثالثة يُثبت مرة أخرى قدرة المملكة على إعادة إحياء الماضي بأسلوب مبتكر يُثري الحاضر ويُلهم المستقبل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.